Saturday, November 7, 2009

برمهنسا يوغانندا: مشاهد من الهند

تفضلوا بزيارة موقع السويداء يوغا وقراءة المواضيع التالية بالنقرعلى العناوين أدناه:
الأرواح الراقية والمحبة * مع الحلاج في أشواقه * ابن مسكويه يتحدث عن الخوف من الموت * طاغور يتحدث عن الروح * الروح عند فلاسفة الإسلام * البحث عن معنى الحياة * عالم جديد * طاقة التركيز * الروح عند الأقدمين * روح الشرق * التحدي الأساسي * مفتاح سحري * أنوار مباركة * فلسفة الحياة * أنفاس الصباح * هذا العالم * لا تسمح للغضب بالسيطرة عليك * فلذات * مناجاة المدركات العليا * تلك النفس الشريفة * هذه المعرفة الروحية * مطلب واحد يستحق العناء * قانون ونظام وتسلسل منطقي * رسالة الإنسان الراقي * الغذاء المغناطيسي أو الفكري * عربي في ضيافة طاغور - الحلقتان * نثرات ضياء * قراءة في ألفية شبلي الأطرش * الفكر سجن وحرية * ثم همس الروح خلطة سحرية مشاهد من الهند لماذا رفض أرفع المناصب الموت بداية أم نهاية الكشف عن الكنوز بوذا والعاشقة في محراب معرفة الذات من الهوة إلى الذروة عندما أنذر الصمت همس الأعماق
مشاهد من الهند
المعلم برمهنسا يوغانندا
Paramahansa Yogananda

ترجمة: محمود عباس مسعود

مزيد من تعاليم المعلم برمهنسا على الرابط التالي:

www.swaidayoga.com



الهند هي صورة مصغرة عن العالم في كل شيء. فهي بلد كل الأجواء والمناخات والأديان والأعمال والفنون والشعوب والمناظر واللغات والحضارات على اختلافها.

الحضارة الهندية تعود إلى آلاف السنين، وقد ترك حكماؤها وأنبياؤها ومرشدوها وحكامها سجلات تشهد لوجود وأصالة الحضارة الآرية في بلاد الهند والسند.

الكثير من السواح الأوروبيين يزورون الهند ويشاهدون في شوارعها بعض السحرة وبالعي السيوف والحواة من مروضي الأفاعي فيظنون أن هذا أفضل ما يمكن أن تقدمه الهند، غير مدركين أن هؤلاء لا يمثلون الهند. إن حياة الهند الحقيقية وحيويتها تكمن في ثقافتها الروحية التي جعلتها رحم الأديان والمعتقدات من عصور سحيقة.

صحيح أن الغرب باستطاعته تعليم الهند الكثير من الطرق الصحية وأساليب ومبادئ التجارة وتنمية وتطوير الموارد الطبيعية والبشرية. وصحيح أن الهند بحاجة إلى أرباب عمل عباقرة من أمثال هنري فورد وتوماس أديسون، لكن العالم الغربي هو أيضا ظمآن بصورة شعورية أو لاشعورية وبحاجة إلى الدروس الروحية العملية التي تخصصت بها الهند على مر العصور.

لقد تقدم العلم كثيرا في المدن الغربية وخطا خطوات واسعة وحثيثة بحيث أصبحت احتياجات الإنسان المادية من مأوى ومأكل وملبس متوفرة ومتاحة دون كبير عناء. لكن الراحة الفيزيقية والمادية دون الراحة النفسية والسلام والعزاء الروحي لا تكفي. الهند هي المصلح الكبير وملهم العقول والنفوس، بالرغم من عدم الاعتراف بهذه الحقيقة.

وتراث الهند الأعظم والأغنى هو الوسائل والطرق الروحية التي اكتشفها علماء الروح الهنود من أصحاب الرؤى والقديسين على مدى القرون. ذلك التراث ساهم ويساهم بثقافة الإنسان الروحية العلمية.

الهند هي بلاد الأسرار، لكنها أسرار لا تفتح قلبها إلا للمتعاطفين معها، الباحثين عن الحقيقة بجد وإخلاص.
الهند تمتلك أعلى وأروع جبال الدنيا: الهملايا. ودارجيلنغ في شمال الهند هي سويسرا الهند من حيث الجمال الطبيعي الأخاذ. وتمتلك أطلالا قديمة لقلاع وحصون فريدة ولقصور الأمراء في دلهي، مثلما تمتلك نهر الغانج العريض والمبارك بتأمل المتعبدين والقديسين على ضفافه. ومرتفعات الهملايا فيها كهوف وخلوات التأمل حيث أبصر اليوغيون والسواميون ضباب الجهل ينقشع ويتبخر أمام نور الله وحكمته.

وتفخر مدينة أغرا في الهند بأحد روائع الدنيا ألا وهو التاج محل ذروة الفن المعماري وأجمل أحلام البشر المجسدة في الرخام الصقيل والمرمر البديع تخليدا للحب البشري.

وفي الهند أيضا غابات داكنة وأحراش كثيفة حيث تصول النمور والأسود، كما تتمتع الهند بسماء زرقاء تزداد روعة وجمالا عند الأصيل حيث تتحول أشعة الشمس إلى كتلة من اللهب البرتقالي المشتعل. كما في الهند أيضا صنوف وألوان لا حصر لها من الفواكه والخضروات الشرقية وأجناس عديدة من البشر، وكلها تتضافر لتجعل من الهند بوتقة مدهشة عجيبة رائعة تعصى على النسيان.

الهند هي أرض التناقضات الكبرى، حيث الغنى الفاحش والفقر المدقع، وحيث ذروة النقاء العقلي والحياة العادية الخشنة. في الهند سيارات الرولز رويس والعربات التي تجرها الثيران، مثلما فيها الفيلة ذات الهوادج المزخرفة والعربات الفخمة التي تجرها الخيول المطهمة.

في شمال الهند نجد أناسا ذوي عيون زرقاء وشعور شقراء، أما في الجنوب الأكثر حرارة فنبصر البشرات السمراء التي لوحتها حرارة الشمس الاستوائية. فمن البداية وحتى النهاية نجد أن الهند هي بالفعل بلد المفاجآت والتناقضات. الحياة تصبح مملة إن هي سارت على وتيرة واحدة. أما في الهند فيشعر الشخص أن الحياة مغامرة كبرى ذات مفاجآت وأسرار لم تخطر على البال من قبل.

قد لا تمتلك الهند ناطحات سحاب مادية ولا وسائل الترف والترفيه العصرية الزائدة التي ترهق الأعصاب الروحية. صحيح أن للهند عيوبها كما لكل الأمم عيوبها، لكن الهند تمتلك ناطحات سحاب روحية: عمالقة روح يتحلون بالتواضع والواقعية وباستطاعتهم تعليم إخوتهم في الإنسانية كيفية استخلاص الفرح الروحي الكامل من أي ظرف من ظروف الحياة.

وهؤلاء الصوفيون ذوو الأسس العلمية الذين عرفوا الحق والحقيقة بجهودهم وتجربتهم الذاتية، وليس من خلال معتقدات عادية غير ممحصة، يمكنهم مساعدة الآخرين على تطوير بصيرتهم الذاتية واستخراج مياه السلام والرضاء المحيية من تربة حياتهم اليومية.

ومع أنني استفدت من التربية والثقافة الغربية، لكنني أشعر في قرارة نفسي أنني لم أعثر على الحلول الصحيحة لكل خفايا الحياة وأسرارها إلى في الهند.

المصدر: مجلة الشرق – الغرب
الترجمة: محمود مسعود

لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء النقر على Older Post أو Newer Post أسفل الصفحة


No comments:

Post a Comment