Wednesday, June 3, 2009

محمود عباس مسعود: أنوار مباركة

يمكنكم أيضاً زيارة موقع السويداء يوغا وقراءة المواضيع التالية بالنقرعلى العناوين أدناه:
الأرواح الراقية والمحبة * مع الحلاج في أشواقه * ابن مسكويه يتحدث عن الخوف من الموت * طاغور يتحدث عن الروح * الروح عند فلاسفة الإسلام * البحث عن معنى الحياة * عالم جديد * طاقة التركيز * الروح عند الأقدمين * روح الشرق * التحدي الأساسي * مفتاح سحري * أنوار مباركة * فلسفة الحياة * أنفاس الصباح * هذا العالم * لا تسمح للغضب بالسيطرة عليك * فلذات * مناجاة المدركات العليا * تلك النفس الشريفة * هذه المعرفة الروحية * مطلب واحد يستحق العناء * قانون ونظام وتسلسل منطقي * رسالة الإنسان الراقي * الغذاء المغناطيسي أو الفكري * عربي في ضيافة طاغور - الحلقتان * نثرات ضياء * قراءة في ألفية شبلي الأطرش * الفكر سجن وحرية * ثم همس الروح خلطة سحرية مشاهد من الهند لماذا رفض أرفع المناصب الموت بداية أم نهاية الكشف عن الكنوز بوذا والعاشقة في محراب معرفة الذات من الهوة إلى الذروة عندما أنذر الصمت همس الأعماق

النور هو من أعظم نعم الحياة وأكثرها بهجة للنفوس..
لولاه لما ملأت محاسن الوجود نفوسنا روعة وإجلالاً..
ولغلف الدجى الكونَ بحجاب سميك من ليل هائل بجثومه، ثقيل بكثافته..
ولهجعت الطبيعة في رقدة كالحة مُقبضة
تكتنفها الطلاسم وتطغى عليها الوحشة والرهبة.
والنور وثيق الصلة بحالة الشخص النفسية.
فعندما يكون الجو صافياً والشمس مشرقة تتألق المشاعر
إذ تستدفئ بالأشعة الفتانة التي تبعث الحيوية والبهجة في الأحاسيس
فتشتت منها الضباب والظلام.
وليس الإنسان وحده يتفاعل مع أمواج النور ويهش ويبش لها..
فالمخلوقات بأسرها – باستثناء المُحب منها للظلام – تفرح بالنور
فتنشط وتعرب بطريقتها الخاصة
شدواً ومناغاة
وعدواً ومناجاة
عن فرحها بأشعة الشمس ونبض الحياة.
النور الطبيعي الصادر عن الشمس ليس النور الوحيد الذي يعرفه الإنسان المتنور أو محب التنوير.
فهناك أنوار أخرى غير مرئية للبصر لكن البصيرة تعرفها جيداً وتستهدي بضيائها.
هناك نور العقل الذي يرمي ظلام الجهل بسهمه الساطع فيبدده تبديدا..
ونور الوجدان الذي ينشر المشاعل الذهبية الومّاضة حول صاحبه..
والنور الوهاج لكل إرادة طيبة ونبيلة.
هذه الأنوار المباركة هي الكواكب الهادية
والقوات المشعة المستترة
التي بدونها يضل الإنسان السبيل
فيغرق في لجج التيه ويدلج في صحاري اليأس والقنوط.
ومع وجود هذه الأنوار الباطنية التي لا غنىً عنها ولا من سير مأمون بدونها..
يطيب للبعض عشق الظلام فيتخذونه ستاراً صفيقاً
حيث يستغرقون بالوساوس
وحيث الأوهام تتلظى وتصطدم في الأعماق
ونيران الغضب تحتدم في النفوس
فتلهبها وتقض راحتها.
ظلام العقل أشد خطراً من ظلام العيون.
فمن فقد بصره يظل مع ذلك في تناغم باطني مع ذاته
إذ يسترشد بنور العقل وهدي الضمير
فيبقى على تماس وثيق مع طبيعته الجوهرية
ولا يضل السبيل.
أما الذي يسمح لرياح السموم الفكرية بإطفاء شمعة العقل فيه
مهما كانت نحيلة وضئيلة
فلا بد له من السير في دروب وعرة وعسيرة
تغص بالمغاصات الموبوءة
وتعج بالمطبات الموحشة الرهيبة
وهذا ما أسميه ديجور الهلاك.
ألا فلتمتلئ النفوس نوراً يفيض على ملكات الإنسان
فيومض برقاً مباركاً في محراب القلب
وسناءً متألقاً في هيكل الوجدان
ووحياً نورانياً في العقل والإرادة
وشعلة سماوية في الأحاسيس
فيطهرها من القسوة والشراسة
ويغمرها بالخير
والمحبة
والنور
والبركة

والسلام عليكم
محمود مسعود
أدناه Older Posts لقراءة موضوعات أخرى رجاء نقر





















No comments:

Post a Comment