Wednesday, February 18, 2015

ومضات من أنوار الوعي الكوني



ومضات من أنوار الوعي الكوني

للمعلم الحكيم
 برمهنسا يوغانندا
 
PARAMAHANSA YOGANANDA

ترجمة: محمود عباس مسعود



لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء الضغط
 على Older Posts أو  Newer Posts

في أسفل الصفحة أو أحد السهمين


الإنسان يبدو  كالغريب الذي يسافر وحيداً في هذا العالم.

الأشخاص الذين يظن أنهم خاصته ليسوا في الحقيقة كذلك.

أقدارنا تحدد المسارات الفردية لكل منا، ولا يمكن لأحد أن يسيطر على إنسان آخر أو يمتلكه.

وبالرغم من ذلك، لسنا وحيدين في هذا العالم، إذ هناك بعض علاقات وثيقة ذات جذور راسخة وعميقة، نستمد منها الدعم والفرح.

من هم هؤلاء القريبون منا؟

هم ليسوا دائماً من أفراد أسرتنا، بل أولئك الذين نشعر بأن رباطاً قوياً من الصداقة يجمعنا بهم.

على سبيل المثال، هناك أشخاص غذيّت في نفوسهم المبادئ التي أؤمن بها فنمَت وترعرعت.  يقدرونني وأبادلهم المودة والتقدير وأشعر أن وشائج مباركة تجمعنا على الخير والمحبة والسلام.
الرجل والمرأة اللذان يوحدان حياتهما من أجل مساعدة أحدهما الآخر وإلهامه القيم والمثل النبيلة يبنيان زواجهما على أسس المحبة غير المشروطة.

إن تنمية الحب النقي وغير المقيد بشروط بين الزوج والزوجة والأبوين والأولاد والصديق وصديقه والنفس والكل.. هو درس أتينا إلى هذا العالم لنتعلمه.

الزواج الحقيقي هو مختبر حيث تنسكب سموم الأنانية والطبع الرديء والسلوك السيئ في أنبوب اختبار الصبر لتحييد وتغيير تلك الآفات بفعل قوة الحب الحافزة والمجهود المضطرد للتصرف بنبل وكرامة.

إن كانت هناك صفة معينة في طبع الشريك (أ) تثير صفة غير مستحبة في طبع الشريك (ب) فينبغي على الشريك (ب) أن يدرك بأن هناك سبباً لذلك، وهو إظهار السموم المخبوءة في داخله كي يتعرف عليها ويتخلص منها وبذلك ينقي طبعه وطبيعته. 

إن أعظم ما يمكن للزوج والزوجة أن يتمنياه لبعضهما هو التفتح الروحي الذي يجلب المزايا الطيبة من فهم وأناة واكتراث ومحبة.

ولكن يجب أن يأخذا في الإعتبار أن النمو الروحي لا يمكن فرضه بالقوة على الآخر.

عندما يختبر الإنسان المحبة في ذاته ويترجمها بلسان أفعاله سيحس أحباؤه بتأثيره الطيب ويبادلونه المحبة والإحترام بمثلهما.  

وما لم يدرك المتزوجون الغرض السامي من الزواج فقد لا يسعدون بحياة زوجية هانئة.

الإفراط الجنسي والتباسط الزائد والخشونة الجارحة والظنون السيئة والكلام والأفعال المهينة والتخاصم أمام الأولاد وتفريغ شحنات الغضب وإلقاء المشاكل على الشريك الآخر.. هي أمور يتعين عدم السماح لها بزعزعة أركان الزواج.  

يتعين على الزوج والزوجة أن يكونا مخلصين لبعضهما وأن يبذل كل منهما ما بوسعه لإسعاد الآخر بكل الوسائل والطرق.

يجب أن لا يتخلى شريكا الحياة عن بعضهما لأن أحد الشريكين لا يمتلك ميولاً روحية، بل يجب أن يكون كل منهما ذا تأثير إيجابي على الآخر طالما كان ذلك ممكناً.

الزواج مختبر عظيم لتنمية المشاعر الرقيقة والإحترام المتبادل.

وهو أيضاً مدرسة لتنمية الإرادة الطيبة وتنقية الحب من الشوائب وتضحية الإعتبارات الأنانية في سبيل خدمة وإسعاد الآخر.

من المهم في الحياة الزوجية احترام وجهة نظر الآخر والإمتناع عن المشاكسة والمناكفة حول أشياء زهيدة، فالاحترام المتبادل يولـّد السعادة في حين يؤدي تسفيه رأي الآخر إلى الشحن العاطفي واحتقان المشاعر وتسميم الأجواء.

الزواج الناجح يقوم على مزايا روحية وعقلية راقية من حب متألق ولطف واحتمال وتعاطف وفهم ودّي ورحابة صدر وأحاسيس رهيفة.

يجب على الأزواج والزوجات أن يشعروا بالحب نحو بعضهم البعض وأن لا يقتصر ذلك الشعور على لحظات بعينها، وإلا سيجدون أنفسهم سائرين نحو منحدرات الملل والاستياء أو حتى الكره المتبادل وربما الطلاق أيضاً.

الحب أقوى من الضعف الجسدي أو العقلي، ولذلك يجب أن لا يكون مقيداً بشروط.

والحب لا يمكن انتزاعه من الآخر بالقوة بل يمكن فقط تقبله كهدية تلقائية من القلب إلى القلب.

ينمو الحب ويترعرع في بيئة من التسامح والثقة ويحتضر في أجواء الغيرة والحسد.

الحب يحيا في القرب - النائي ويموت في التباسط المغلوط.

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}

{...ويكون الاثنان جسدًا واحدًا}


المطلب الأول والأهم للزواج السعيد هو وحدة الروح – التشابه في الميول الروحية والأهداف، والرغبة الفعلية لتحقيق تلك الأهداف من خلال الدراسة والمجهود والإنضباط الذاتي.

الأزواج الذين تجمعهم وحدة الروح سيتمكنون من جعل زواجهم ناجحاً حتى وإن لم تتوفر عوامل أخرى.

المطلب الثاني لزواج ناجح هو تشابه  الاهتمامات العقلية والإجتماعية والبيئية وغيرها.

والمطلب الثالث والأقل أهمية، مع أنه في العادة يحظى بالمقام الأول في غير المستنيرين، هو التجاذب الجسدي.

الجاذبية الجسدية لا تلبث أن تفقد بهجتها وقوتها في حال انعدام المطلب الأول أو المطلب الثاني.

*  * *

يجب أن نكون نشيطين في هذا العالم، وأن نقوم بأعمال نافعة وبنّاءة.

ولكن عندما نفرغ من إنجاز واجباتنا، يجب أن نريح أنفسنا وأن نلتمس الهدوء داخل كياننا.

كما يجب أن نتذكر بأن أعصابنا تحتاج للراحة والسكينة لاستعادة الحيوية وتجديد النشاط.

إن امتلكنا جملة عصبية هادئة فسننجح في كل ما نقوم به، وعلاوة على ذلك سنكون على تناغم مع ذواتنا وتوافق مع الله.
*  * *


وقال لمجموعة من المريدين:

إن كوب حياتكم طافحٌ ومغمور بالحضور الإلهي، ولكن نظراً لعدم انتباهكم لا تحسّون بذلك الحضور المبارك. 

عندما تكونون متناغمين كتناغمكم مع بث إذاعي عندئذ تشعرون أنكم على تواصل وثيق مع الله.

لو عبأتم زجاجة بماء البحر وأحكمتم سدها بفلينة ثم ألقيتموها في البحر فلن يحدث تمازج بين الماء الذي داخل الزجاجة وماء البحر. ولكن إن نزعتم السدادة سيحصل تمازج على الفور.    

وهكذا يجب أن ننزع سدادة الغفلة واللامبالاة من زجاجة وعينا قبل أن نتمكن من ملامسة الحضور الرباني.

مفتاح فردوس السعادة

لحسن الحظ، بإمكاننا أن نبدأ في أي وقت وفي أي مكان التركيز على تنمية المزايا الحسنة التي تنقصنا.

إن كانت تعوزنا قوة الإرادة فلنركز على معالجة تلك الناحية، وسنتمكن من خلال المجهود الواعي من تقوية إرادتنا بعونه تعالى.

وإن أردنا تحرير أنفسنا من الخوف، يجب أن نفكر بالشجاعة، وسيحين الوقت الذي به نتحرر من قبضة الخوف.

وببساطة، كل ما يتوجب علينا عمله هو استبدال الأفكار المقلقة التي نود القضاء عليها بأفكار إيجابية بناءة. هذا هو المفتاح لفردوس السعادة والنجاح، وهو متاح لكل من يريد استخدامه. 

*  * *

قد يظن البعض أنه من المستحيل محاولة قهر الكراهية وإلهام البشرية بالحب الإلهي الذي اختبره ونادى به العارفون، لكن الحاجة كبيرة لتغيير المنحى واستبدال البغضاء بالمحبة.

الأيديولوجيات الإلحادية تحارب القوانين السماوية وتحاول طرد المفاهيم الروحية من نفوس البشر، والعالم مندفع بجموح وخطىً متسارعة نحو وجهة مجهولة المعالم. 

وبمحاولتنا وقف العاصفة الهوجاء  قد نبدو أحياناً كالنمل الصغير السابح في المحيط، إنما يجب أن لا نستهين بقوى الخير التي أودعها الله في الإنسان وألا نقلل من أهمية ما يمكننا فعله.

الشيء الوحيد الذي سيقضي على آلام العالم – أكثر من المال أو أي وسائل مادية أخرى – هو التأمل وإرسال أمواج من الوعي الروحي الذي يحس به المتأملون.

يجب أن نبث رسائل الخير والإرادة الطيبة للعالم وأن نحاول فهم خطة الله للبشرية، وأن نعمل بتوافق وانسجام مع إرادته الكونية الحكيمة.


قلت له: "انهض"

إن مررتَ بكل تجاربك مبتسماً وواثقاً بالله، دون أن تراودك الشكوك، سترى كيفية عمل القانون الإلهي.

[في عشرينيات القرن الماضي]، عندما كنت أنوي القيام بجولة محاضرات في سان فرنسيسكو لم يكن لدي في البنك سوى 200 دولار، ولم يكن ذلك المبلغ كافياً حتى للبدء في الجولة، وكانت هناك فواتير كبيرة يتعين دفعها، فقلت:

"إن الله معي. لقد وضع على عاتقي هذا العمل وسيساعدني على إنجازه، فالعمل الذي أقوم به هو لوجهه ولا بد أن يعينني وييسر أمري." 

لو أن العالم بأسره تخلى عنك، وتعلم مع ذلك علم اليقين بأن الله معك، فإن قوانينه ستفعل العجائب من أجلك.

عندما أتى سكرتيري إليّ وأخبرته عن المبلغ الذي لديّ في البنك صُعق وسقط بالفعل على الأرض.

قلت له: "انهض"

فأجاب وهو يرتجف: "سنذهب إلى السجن لعدم تمكننا من دفع الفواتير المترتبة علينا!"

قلت: "لن نذهب إلى السجن، ففي غضون سبعة أيام سيكون لدينا كل ما نحتاجه من مال لجولة المحاضرات هذه."

كانت الشكوك تعصف به في حين كان إيماني راسخاً.

لم أكن محتاجاً للمال لأي غرض أو مكسب شخصي، بل لنشر رسالة إلهية، فلم يدخل الخوف إلى قلبي بالرغم من مصاعبي الكثيرة، ويمكنني القول إن الخوف يخاف مني.

ممَ تخشى؟ يجب أن لا يخيفك شيء. واجه كل المشاكل بإيمان راسخ بالله وسيكتب لك النصر.

عندما يكون القلب مستغرقاً بالله يستطيع الإنسان أن يتخطى كل العقبات والعراقيل بعون الله وبركاته.

خلال ذلك الأسبوع، وبينما كنت أتمشى أمام فندق بالاس، اقتربت مني سيدة متقدمة في السن وقالت: "هل يمكنني التحدث إليك؟"

تبادلنا بضع كلمات، وبدون مقدمات قالت: "لدي أموال كثيرة، فهل بمقدوري مساعدتك؟"

أجبتها: "لست بحاجة إلى مالك، ولماذا تعرضين عليّ المال وأنت لا تعرفينني؟"

أجابت: "لكنني أعرفك، إذ سمعت الكثير عنك."

وعلى الفور حررت شيكاً بمبلغ 27 ألف دولار (وهو مبلغ ضخم في تلك الأيام)، فرأيت يد الله من وراء ذلك. 

*  * *

ما لم ينمِّ الإنسان البديهة أو ملكة الحدس فإنه يتخذ قرارات مغلوطة وينتقي شركاء عمل غير مناسبين ويرتبط بعلاقات شخصية خاطئة.

وبما أن حُكم الإدراك الحسي مبنيّ أساساً على المعلومات التي يتلقاها العقل عن طريق الحواس، فإن خـُدعت الحواس بالمظاهر فقد يعتقد أن أحدهم هو شخص رائع دون معرفة ما بداخله.

أو قد يظن أنه عثر على شريك - أو شريكة الحياة - فيدخل في علاقة زوجية قد تقود إما إلى عيشة تعيسة أو تنتهي بالطلاق.

لكن البديهة لا ترتكب أبداً مثل تلك الأخطاء، فهي لا تنظر إلى القوة المغناطيسية في العينين أو إلى الوجه الجذاب لشخص ما، بل تشعر بدقة وتدرك في صميم القلب الطبيعة الحقيقية لذلك الشخص.

روحنة الطموح

لن أنسى قط كلمات قالها لي موظف مبيعات في متجر كبير حيث ذهبت لابتياع معطف لي.

قال: "يا سيدي، لا أريد أن أبيعك شيئاً ما، بل أحاول معرفة ما تحتاجه بالضبط."

ذلك الرجل الطيب لم يحاول أن يبيعني أغلى معطف لديه، بل أراني معطفاً أقل تكلفة ويناسبني من كل ناحية.

وكنت مرتاحاً لحصولي على ما أحتاجه وبسعر معقول.

وبذلك فقد ضمنني زبوناً دائماً لشركته.

يجب على الناس أن يُدخلوا عنصراً روحياً على طموحاتهم العملية وأن يفكروا بتقديم الخدمة المناسبة لاحتياجات إخوانهم في الإنسانية.

ولا يكفي أن يكسب الإنسان المال عن طريق تقديم خدمات والحصول على المال في المقابل، بل أن يعمل لكسب المال واستخدامه في إنشاء مرافق ومؤسسات تخدم الاحتياجات العامة.

عندما يكسب الشخص مبالغ كبيرة وفي نفس الوقت يساعد شركاءه والعاملين لديه يزداد وفرة ورخاءً، وبذلك يوظف ثروته في مساعدة الآخرين كي يساعدوا أنفسهم، وهذا ما أسميه "روحنة الطموح".

الأهل الأغنياء الذين يتركون مبالغ طائلة لأبنائهم يخنقون بهم النمو التطوري القائم على النجاح المكتسب بالمجهود الذاتي ويحرمونهم من العصامية ومتعة الإنجاز.  

*  * *

لقد أظهر الله حقيقته في تعبيرات متباينة ضمن الحضارات والقوميات المستقلة والذهنيات الفردية.

ومن خلال هذا التنوع الكبير فقد وضع الله أمامنا صورة متغيرة ومختلفة الألوان لإمكانيات الإنسان الكامنة به، ومن واجب الإنسان أن يستخلص من هذه الصنوف المتعددة أسمى وأفضل المزايا وأن يغرسها في نفسه وفي وطنه وفي عالمه.

ذلك ما يفعله ذوو العقول المستنيرة في كل زمان ومكان.

إنهم يسبقون عصرهم بمئات السنين، ويظهرون من خلال أفكارهم المتفتحة ووعيهم النامي الأسس العالمية للحق والتي هي أزلية خالدة.

تلك الأسس هي جوهر الفن الحقيقي للحياة السعيدة.. وهي أسس حيوية قابلة للتطبيق ولا غنى عنها لنجاح وسعادة كل إنسان.

الفوارق بين الشعوب والأمم والعرقيات والمذاهب المختلفة يجب أن لا تكرّس الإنقسامات بين البشر، بل أن تعمل بدلاً من ذلك كنموذج أساسي للمقارنة ولانتقاء أفضل الخصائص والأساليب التي تساهم في تطوير الإنسان والمجتمع المثاليين.


فن القناعة  الذاتية

قلائل هم الذين يمكنهم أن يكونوا سعداء دون ممتلكات، أو على الأقل دون قدر كافٍ من المال والصحة.

معظم الناس يلزمهم بعض الأشياء كي يشعروا بالسعادة، فسعادتهم تتوقف على الظروف الخارجية لأن العقل لم يُدرّب على التمتع بسعادة باطنية دون قيد أو شرط.

 يظن الشخص أنه سيسعد – أسعدكم الله – إن هو حصل على كل ما يظن أنه بحاجة إليه. لكن الرغبة تولّد رغبات، ومن يستمر في مضاعفة رغباته سيبتعد عنه الرضاء بُعد الثريا عن الثرى.

فقبل أن تشتري شيئاً ما تشعر أنه لا يمكنك الإستغناء عن ذلك الشيء ولا بد من حصولك عليه مهما كان الثمن. ولكن ما أن يصبح بين يديك حتى تقل رغبتك به تدريجياً وتبدأ بالتفكير في شيء أفضل، وهكذا دواليك.

النجاح هو فن القناعة الذاتية: احصل على ما تحتاج إليه فعلاً ثم ارضَ بما لديك.

كثيرون من عمّال وموظفين يصرفون أموالهم على أشياء غير ضرورية ونتيجة لذلك يغرقون حتى الذقون في الديون.

 عرفتُ رجلاً وزوجته عاشا في بيت جميل في إحدى المدن، وكانا ما أن تقع أعينهما على شيء يرغبان به حتى يبتاعانه على الفور وعلى التقسيط.  لكن في نهاية المطاف أصبح بيتهما الجميل مصدر رعب لهما.

لقد عجزا عن تسديد أقساط الأشياء المكومة في بيتهما، فقلت لهما ذات مرة: "هذه الأشياء ليست أشياءكم ولا تملكونها، لقد اقترضتموها بالتقسيط... فلماذا لا تبسّطان حياتكما دون هذه الهموم المتواصلة التي تدمّر كل ما لديكما من طمأنينة واستمتاع؟"

 ونظراً للديون التي وقعا فيها فقد خسرا أخيراً كل شيء، مما اضطرهما للعودة إلى الحياة البسيطة والبدء من جديد. 

هناك رغبات سليمة ورغبات عقيمة. الرغبات السليمة ذات القيمة تشبه الجواد الأصيل الذي بدلاً من أن يأخذك إلى وادي الظلام يسير بك نحو آفاق مشرقة من السعادة والإرتياح. ومن واجب المرء تحليل الرغبات لمعرفة ما إذا كانت ستساهم في إسعاده أم إبعاده عن السعادة.

كل ما يبعدك عن الإستعباد للمادة ويقرّبك من آفاق السعادة الحقيقة هو رغبة سليمة. واعلم أن النجاح الحقيقي يعتمد على امتلاك الرغبات السليمة، وليس على امتلاك أشياء على حساب الآخرين.

الثراء الذي يتم تحقيقه بوسائل مستقبحة قد يبدو ظاهرياً بأنه نجاح، لكن مثل هذا الثراء الفاحش يقض مضجع النفس ويحرمها طعم الراحة.  والضمير غير المرتاح هو – أعزكم الله – كالحذاء الضيق الذي قد يبدو مظهره جميلاً لكنه يقرص القدم مع كل خطوة.

أما صاحب الضمير المرتاح فهو في سلام مع نفسه ومع الناس ومع الله. وإن كان ضميرك مرتاحاً يمكنك أن تقف بمفردك في وجه الرأي العام العالمي، ومهما كان الظلام كثيفاً حولك، ستتمكن بعونه تعالى من اختراق الظلمة بشعاع الضمير المستنير.

*  * *

لسنا بحاجة لتمجيد البشر لنا وثنائهم علينا لأن الطبيعة البشرية متقلبة وذاكرة الإنسان قصيرة الأجل.

  تقدير الله ورضاه هو ما ينبغي أن نسعى إليه ونجدّ في طلبه لأن قيمة المرء منوطة بالقبول الذي يحظى به لدى فاحص القلوب وعالم الأسرار.

إن كنا في نظر الله أنقياء أتقياء فهذا هو الأهم.

عندما نقوم بأعمال خيّرة يتحتم علينا أن نتألم أحيانا، ولكن التعب والمضايقة والتهذيب الذاتي وتدريب العقل هي لا شيء مقارنة بالسعادة الروحية التي لا يعادلها مجد دنيوي.

إن فرح الواصلين عظيم ومتجدد، وغاية الحياة هي بلوغ ذلك النعيم الدائم.. وكل فكرة نبيلة تدنينا خطوة من غايتنا القصوى..

مثل تلك الأفكار هي كالنهر الذي يفضي إلى محيط الروح حيث السلام والرضا والسعادة الباطنية.


اختراق

لقد اخترقتُ غابة الجهل الكثيفة

وشققت فيها درباً من نور.

قمت أولاً بإيقاد بعض الهشاشات ونقاط الضعف

أتبعتها بشجيرات من عوسج الرغبات الشائكة

فازدادت النار اضطراماً

وتصاعدت ألسنة اللهب

وامتدت لتلتهم الزهو المتعالي

 والجهالات الصفيقة

فاحترقت وحوش الشهوات المسعورة الضارية.

وإذ أشق طريقي

 وسط رماد الأخطاء البشرية المتقادمة

سأمهد الدرب لكل الراغبين في اجتياز غابة الجهل.

*  * *


في علاقاتنا مع الآخرين، من المهم جداً ملاحظة وتقدير المزايا الجوهرية التي صاغوها من حياتهم.

إن درستَ الآخرين بعقل منفتح، ستتمكن من فهمهم والإنسجام معهم على نحو أفضل، وستستطيع معرفة ماهية الشخص الذي تتعامل معه وكيفية التعامل معه.

لا تتحدث إلى فيلسوف عن سباق الخيل، ولا إلى عالم عن التدبير المنزلي.

يجب أن نعرف ما يهم الشخص الآخر ونتحدث معه عن ذلك الموضوع، وليس بالضرورة عن أنفسنا.    


المنافسة بين الرجل والمرأة

يبدو أن المنافسة كانت ولم تزل قائمة بين الرجل والمرأة، لكنهما متساويان في الجوهر، وأحدهما ليس أسمى من الآخر.

يجب أن يفتخر الإنسان بقيمته الذاتية وبما وضعه الله في كيانه من قوى معنوية ومزايا جوهرية. 

الرجل يجادل بأن المرأة عاطفية انفعالية ولا يمكنها أن تتدبر الأمور بالعقل والحكمة..

 والمرأة تشتكي من عدم قدرة الرجل على فهمها وتقدير مشاعرها.

لكن المرأة قادرة على التفكير المنطقي السليم مع أن الشعور هو الأقوى في طبيعتها..

والرجل قادر على الإحساس بالرغم من أن العقل هو المتسيد في حياته.

والهدف هو خلق توازن بين العقل والعاطفة بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر أو يلغي دوره. 

هذا التوازن يمكن إحداثه بتعلم الجنسين أحدهما من الآخر عن طريق الصداقة والفهم.

في العارفين نجد مزيجاً رائعاً من الخصائص الذكورية والأنثوية. وعندما نبلغ حالة من التوازن التام بين العقل والشعور نكون قد تعلمنا الدروس الكبيرة التي أتينا إلى هذه الأرض من أجلها.

*  * *

نبضات روحية

إنني قبس من الضياء الكوني
وذاتي الجوهرية ليست دماً وعظماً
بل شعاع من الشمس الإلهية.

سأنمّي القدرة على تركيز العقل
سأقرأ الكتب والمواد الجيدة
وسأتعمق في التفكير
وعلاوة على كل شيء
سأغوص في بحر روحي
وأتأمل ما أودع الله بها من أسرار.

أسألك يا رب
أن أجد تأملاً في نشاطي
ونشاطاً في تأملي
بحيث تصبح حياتي كلها
تقدمة حب وولاء لك.

هل يمكنني العثور عليك
سوى في محراب قلبي؟

سأغرس وروداً من الحب الأخوي 
في تربة الصداقة والإخلاص.

يقظنا يا رب من سباتنا المزمن
ودعنا ندرك حضورك متجلياً في نور العقل
ومتوهجاً في مشاعل الحكمة.

سأبترد في مسبح الحب الإلهي
المخبوء خلف أسوار التأمل.

ما هذه الحياة التي تسري في عروقي؟
أيجوز أن لا تكون ذات مصدر إلهي؟


مفهوم الإنبعاث

الفكر لا حد له ولا نهاية!

وكل كلمة طيبة تمثل مفهوماً ذا طبيعة كونية، لأن الكلام الطيب والأفكار النقية مصدرها إلهي.

هناك أمواج عديدة من الأفكار العظيمة المتراقصة على صدر بحر الحقيقة.

وتعبيراتنا الفكرية التوافقية هي أمواج في محيط الفهم والمعرفة.

ما معنى الإنبعاث؟

 إنه تجديد الحياة والنهوض إلى مستويات راقية.

وما الذي يرتقي.. وكيف يرتقي؟

يجب أن ندرك معنى تجديد الحياة. فكل ما في الوجود يمر بعملية من التغيير والتبديل.

هذه التغيرات هي إما ضارة أو نافعة للشيء الذي يخضع للتغيير.

على سبيل المثال، إن أخذتُ كأساً متسخة وضربتها بقوة على الأرض فإنها ستتغير، أليس كذلك؟

 لكن مثل هذا التغيير ليس نافعاً، بل ينطوي على ضرر للشيء الذي تم تحطيمه.

أما إن قمت بغسل الكأس وجعلها شفافة ولامعة فيكون التغيير عندئذٍ نافعاً.

وعليه فإن الإنبعاث يعني أي تغيّر مفيد، سواء للأشياء المادية أو للبشر.

النشاط الإبداعي

هناك ثلاث فئات ممن يمتلكون روح الإبداع:

فئة استثنائية رائعة – فوق العادة
وفئة متوسطة
وفئةعادية

وهناك كثيرون ممن لا يصنفون ضمن أي من هذه الفئات.

يحب أن يسأل الإنسان نفسه:

 "هل حاولت أن أبتكر شيئاً جديداً فريداً، فيه نفع لنفسي وللآخرين؟"

تلك هي نقطة البداية لمباشرة النشاط الإبداعي.

فإن لم يكن قد فكر بذلك يكون أحد أولئك الذين يظنون أن لا قدرة لهم على الإبداع مع أنهم يمتلكون مقوماته، بيد أن الإيحاءات المتسربة إليهم من وعيهم الباطن أقنعتهم بأن بينهم وبين الإبداع مسافات شاسعة.

من يسر في الحياة كالسائر في نومه يجب أن يوقظ نفسه مؤكداً لذاته:

"إنني أملك أعظم المواهب البشرية، ألا وهي روح الإبداع."

كل إنسان يمتلك شرارة من المقدرة وروح المبادرة، بها يستطيع أن يبدع شيئاً بكيفية مميزة. ومع ذلك فتأثير البيئة يشبه التنويم المغناطيسي ويمكن للوعي البشري المحدود أن ينخدع بسهولة إن لم يكن الشخص متيقظاً ومتحصناً إزاء المؤثرات البيئية السلبية.

من يقل لنفسه: "إن كل الطرق مطروقة ومكتظة فما فائدة المحاولة؟" يسمح لنفسه بالوقوع تحت تأثير التنويم المغناطيسي لوعي دنيوي مثبط للعزيمة، وهذا يعلل عدم نجاح الكثيرين في كافة نواحي الحياة بسبب فقدانهم لروح الإبداع.

على الإنسان أن يتكيف مع تجارب الحياة بحسب ما يمليه عليه ضميره وما يوحيه إليه قلبه، وألا يتصرف دون روية.

من يمتلك في قرارة نفسه إيماناً قوياً، سيزيده الله إيماناً وقوة وعزيمة لتحقيق ما يصبو إليه في الحياة.

لقد امتلكتُ ثقة راسخة بالله وإيماناً وطيداً بعونه فأنعم عليّ بقوة روحية مباركة.. قوة الإرادة التي لا تقهر والتي خلقت دوماً لي الفرص وفتحت في وجهي الأبواب ومهدت أمامي سبلاً لا حصر لها بفضله تعالى.


السعادة الحقيقة والدائمة تكمن فقط في الله.

والمعرفة الإلهية هي كنز من عثر عليه لا يرغب بشيء عداه.

في الله لا في سواه يوجد أمن.. وهو الملاذ الوحيد والمَنجى من كل المخاوف والهموم.

وبخلاف ذلك لا يوجد أمان حقيقي في هذا العالم.

ولأجل ذلك يتعين بذل قصارى الجهد للتعرف عليه والتواصل معه في الصباح والليل وفي كل ما نقوم به من أعمال وما ننجزه من واجبات.

حيثما وُجد الله لا وجود للخوف والأحزان..

 والعارفون به لا تصدّعهم الأحداث الدنيوية ولا تهزهم النوائب على اختلافها، لأنهم آمنون مطمئنون لوجود الله معهم وحمايته لهم.

مناجـــــــــــاة

يا رب
مع أن نور محبتك تكسفه أحياناً شرور العالم
لكننا نعمل جاهدين على إظهار نورك
علّ فيض إشعاعك المبارك
يتوهج وسط الظلمة ويبددها تبديدا.

أشعرُ بقوتك المجيدة تتخلل كياني
وبعونك وبركاتك يمكن لمحبي الخير
التغلب على شرور العالم.

ويبقى حبك هو القوة الأعظم
التي يتعين ترسيخها في النفوس والقلوب
للقضاء على الحروب
والإضطرابات والقلاقل.

أشعرُ بآلام الإنسانية
وأريد أن أبذل ما بوسعي لتخفيف معاناة البشر.

باركنا يا رب كي نرفع مشاعل حبك ونورك
أنى توجهنا وحيثما حللنا.

أريد أن أكون مع الذين يحبونك
وأريد أن أتلذذ بسماع إسمك الأقدس.

إنك الحب الأول والأخير في قلبي.
بارك الجميع كي يشعروا بحبك ومجدك
علنا نهجر الطموحات العقيمة والأحلام الخيالية
ونمتلئ بحبك العجيب.

أريد أن أحدّث الآخرين عن حبك وعن روائعك.

اغرس في نفوسنا الإدراك المتواصل لمحبتك
والرغبة الملحة لملامسة حضورك الرباني
ودعنا نهجر كل ما يصدنا ويبعدنا عنك.

أنت وحدك الدائم الباقي والحق المطلق
ولا وجود لحياة بدونك.

حرر الجميع مثلما حررتني
وإنني لأشكرك من أعماق روحي
لمنحي هذه الغبطة المباركة
التي تلازمني ليل نهار.

النشاط الهادئ والهدوء النشط

يجب أن لا يصرف الإنسان وقته في تحصيل المال وحسب، بل أيضاً في التمارين الرياضية والقراءة والتأمل وحب الله والتصرف بكيفية هادئة وخالية من الإضطراب.

يجب أن نتعلم كيف نكون نشيطين بهدوء وهادئين بنشاط، وأن نشحن أعمالنا اليومية بتلك السكينة المتحصلة من التفكير بالله واستبطان الذات.

ويجب أن ننجز أعمالنا حباً بالواجب، وأن نتقبل النتائج باتزان عقلي، دون أن يستخفنا النجاح أو يصيبنا الفشل بالإحباط.

نسألك يا رب أن تساعدنا على العيش بسلام في عالم يكون فيه حقك رائدنا وقائدنا ومرشدنا كي نحيا بمحبة أخوية وكي ننمي أجسامنا وعقولنا ونفوسنا على نحو متوازن، لعل سلامك السماوي يظهر من خلال حياتنا ونشاطاتنا اليومية.

باركنا بالصحة والكفاءة والفعالية والحكمة علنا نلهم إخوتنا البشر كي يبرزوا طبائعهم الراقية ومزاياهم النبيلة.

ولتشرق أنوار محبتك على محراب أشواقنا لك
ولنمتلك المقدرة على إيقاظ حبك في كل القلوب.

*  * *

استفسر أحد المريدين عن أنسب طريقة لإحراز السلام الداخلي، فقال المعلم:

اعمل على تهدئة الأفكار القلقة المندفعة نحو الخارج ووجّه الفكر إلى الداخل.

واعمل على مناغمة أفكارك ورغباتك مع الحقائق الكافية الوافية الموجودة أصلاً في داخلك.

وعندها ستلمس انسجاماً عذباً يتخلل كيانك ويغمر حياتك وكل الطبيعة.

إن وافقت آمالك وتوقعاتك مع هذا الإنسجام الفطري، ستسير بيسر وسلاسة على دروب الحياة وسترتفع على أجنحة السلام.

وفي هذا يكمن عمق وجمال حياة الروح.

*  * *

في بعض الأحيان تكون الأفكار أكثر فعالية من الكلام.

العقل البشري هو أقوى جهاز إرسال واستقبال على الإطلاق.

فإن قمتَ على نحو متواصل ببث الأفكار الإيجابية وشحنها بطاقة المحبة، ستترك تلك الأفكار أثراً طيباً على الآخرين.

وبالمثل، إن أطلقتَ أفكاراً مشحونة بالحسد أو الكراهية، فإن الآخرين سيستقبلون تلك الأفكار ويردون عليها بأفكار مماثلة.

أطلب من الله كي يدعم جهودك بقوته وبركاته.

على سبيل المثال، إن كان الزوج ينحرف عن المسار السوي، فيجب أن تطلب الزوجة من الله كي يساعد زوجها ويبعد مشاعر الغيرة والإستياء عن قلبها، وأن يجعل زوجها يدرك خطأه ويعود إلى جادة الصواب."

إن كان الدعاء صادقاً والنوايا سليمة سيحصل التغير المطلوب بعونه تعالى.

*  * *

كثيراً ما استخدمت قوة الإرادة للقضاء على عادة كانت تحاول الإستحواذ عليّ.

فعندما كنت أتناول بعض أصناف الطعام ووجدت نفسي مقيداً بالرغبة في تلك الأصناف، امتنعت عن تلك الأطعمة إلى أن تلاشت الرغبة فيها.

عندما ذهبت إلى سنغافورة وجدت هناك ثمرة شهية المذاق، ولكنني راقبت نفسي كي لا أخلق اشتهاءً لها، إذ أدركت أنه ما لم أنتبه وأراعي الحيطة سأجد نفسي راغباً بها صباحاً وظهراً ومساءً، وعلى هذا النحو نقيد ذواتنا.

ومع أنني تمتعت تماماً بالفاكهة ذلك النهار لكنني لم أفتقدها ولم أأسف لعدم وجودها في اليوم التالي.

إذا راقبنا الأشياء التي نستمتع بها فلا خوف علينا. يجب أن نحتفظ بحريتنا فوق أي اعتبار.

إن قلت أنني لن أفعل شيئاً معيناً يكون القرار مبرماً لا رجعة فيه. أليست تلك حرية؟

ما أروع أن نتصرف لا بدافع العادة ولا استجابة لاستمالة الآخرين لنا، بل لأن الحكمة توحي بذلك!

عندما تقنعنا الحكمة بعمل شيء ما فيجب أن لا يصدنا شيء عن عمله، شرط أن نكون موجهين بالحكمة.

بالإمكان ترسيخ العادة النافعة بقوة الإرادة وبالحكمة. لي المقدرة على تحبيذ كل ما توحي به الحكمة.

الأنماط أو النماذج الأصلية لمعظم البشر أصبحت ثابتة بحيث يتعذر عليهم تغييرها، لكن الذين يحتفظون بأفكارهم مرنة بالتهذيب وضبط النفس يمكنهم أن يتغيروا بسهولة نحو الأفضل.

يجب أن يكون العقل مرناً كالمعجون. الحكمة تمنح تلك المرونة، وتلك هي الحرية التي أريد الآخرين أن يتمتعوا بها.

عندما يتحرر الإنسان من عبودية العادة سيجد أنه ما من سعادة أعظم من التصرف على ضوء حرية الإختيار والقناعة الذاتية.

يجب أن لا يسمح الإنسان للظروف بأن تكيل له اللكمات واللطمات وتنتصر عليه، بل يجب أن يبذل قصارى جهده للتغلب على الظروف.

من يمتلك إرادة قوية سيقهر كل الصعوبات بعونه تعالى.

*  * *

لكل فعل مادي نظيرٌ عقلي.

إننا نستخدم قوتنا الجسدية للقيام بأفعال معينة، لكن الفعل له مصدر في الفكر، ويتم توجيهه بموجّه عقلي.

السرقة شر؛ لكن الشر الأعظم هو فعل السرقة العقلي الذي يمهد الطريق للسرقة المادية، لأن العقل هو المدبر الحقيقي.

فأي فعل خاطئ يرغب الشخص بتجنبه يتعين طرده أولاً من الفكر.

إن ركّزت فقط على الفعل المادي فمن الصعب جداً إحراز السيطرة.

يجب التركيز على العقل وتصحيح الأفكار المغلوطة، وعندئذ سيتم تلقائياً وبسلاسة التعامل بنجاح مع الفعل.

*  * *

عندما تحس بالسلام
في كل حركة
 من حركات جسمك
وتحس بالسلام في تفكيرك
وفي إرادتك
وفي حبك
وتشعر بالسلام
 وبالحضور الإلهي
في طموحاتك
فتذكر أنك..
 قد وصلت حياتك بالله


الإطراء والنقد والتملق

قد يكون الإطراء حسناً عندما يشجع شخصاً على القيام بعمل طيب، لكنه خبيث عندما يتم استخدامه لإخفاء جروح روحية، مما يؤدي إلى تقيحها وبالتالي تسميمها للنفس بداء الجهل.

معظم الناس يحبون التملق، مثلما يستمتع كثيرون بتناول العسل دون أن يدركوا أن بعضه قد يكون مسموماً.

وبالإضافة إلى كلمات الإطراء من الآخرين فإن أفكارنا غالباً ما تبرر عيوبنا الضارة وتخفي خرّاجات سيكولوجية كبيرة قد تنفجر وتسمم حياة المرء الروحية بكاملها.

وهكذا فإن تملق الغير لنا وهمسات أفكارنا المريحة تستعذبها حاسة السمع فتقع حكمتنا أسيرة في أيدى كلمات التزلف المسمومة.

هناك كثيرون ممن يضيّعون طوعاً واختياراً المال والوقت والصحة وحتى الأخلاق جراء كلمات مخادعة من أصدقاء مزيفين. 

وهناك نفوس كثيرة تحطمت بسبب عدم إصغائها لنصائح حكيمة وباستسلامها لإغراء الكلام المعسول الذي ينطوي على مكر وخبث.

إن العيش في الجحيم مع حكيم صريح لا يعرف المداجاة لأفضل من العيش في الجنة مع عشرة أشخاص معسولي اللسان سيئي القصد. فالمتزلفون يحولون النعيم إلى جحيم في حين يبدّل الأصدقاء الطيبون المخلصون الجحيم إلى نعيم.

يجب أن نتكلم الصدق دوماً، وفي نفس الوقت يجب أن نتحاشى جرح الاخرين بكلام قد يكون صحيحاً إنما ينطوي على قساوة ولا يفضي إلى نتيجة إيجابية.

على سبيل المثال، إن خاطبت رجلاً أعمى بالقول "أنت يا أعمى" فقد يكون قولك صحيحاً لكن هذا النوع من الخطاب غير مستحب ويتسبب بإيذاء المشاعر، ولذلك ينبغي تجنب مثل هذا الأسلوب الجارح.

ليس مستحباً توجيه النقد لشخص لا يرغب في النقد، لكن من المفيد الإصغاء للنقد اللطيف، ورائع أن نتحمل النقد الخشن إنما الصائب بابتسامة وتقدير ودي.

كان لأحد الحكماء صديق شديد الإنتقاد له، وكان مريدو الحكيم يتضايقون من ذلك الإنتقاد. وذات يوم جاء أحد التلامذة إلى معلمه مبتهجاً وقال له: "إبشر يا معلم، فعدوك متصيد الأخطاء قد مات."

فأجهش الحكيم بالبكاء وقال: "يا لخسارتي الكبرى، لقد مات أفضل ناقد روحي لي، وأشعر أن قلبي قد تحطم."

معظم الناس لا يرغبون بالنقد الحصيف البناء ويحبذون بدلاً من ذلك تضحية كل شيء في سبيل التملق ويعرضون عن كلام الحكماء الصريح واستشرافهم الدقيق للأمور.

يجب أن يسأل الإنسان نفسه بين الحين والآخر:

"هل خدعت بالكلام العذب وسمحت لأيدي الإطراء المغرض بتقييد حكمتي وعصب عيني بصيرتي؟!"


حكاية الولي وشبح الجدري

بينما كان أحد أولياء الله الصالحين يتأمل في ساعة متأخرة من الليل تراءى له شبح مرض الجدري المرعب داخلاً القرية حيث كان يعيش، فصاح به:

"قف مكانك أيها الشبح، وعد من حيث أتيت، فلا ينبغي لك أن تؤذي سكان البلدة التي أتعبد فيها لله."

أجاب الشبح: "لن آخذ سوى ثلاثة أشخاص لا غير وفقاً لقانون الكارما وتأدية لواجبي الكوني."

فقبل الولي التعليل على مضض.

في اليوم التالي توفي ثلاثة أشخاص بالجدري، وفي اليوم الثالث مات عدة أشخاص غيرهم، وكل يوم بعد ذلك كان بعض القرويين يسقطون فريسة المرض المخيف.

وإذ ظن الولي أنه وقع ضحية خديعة كبيرة، فقد تأمل بعمق واستدعى الشبح. وعندما حضر زجره الولي قائلاً:

"لقد خدعتني يا شبح ولم تتكلم الصدق عندما قلت لي بأنك ستأخذ ثلاثة أشخاص فقط."

فأجاب الشبح: " قسماً بالروح الأعظم أنني تكلمت الحقيقة."

فقال الولي: "وعدتني بأن تأخذ ثلاثة أشخاص لكن المرض حصد عشرات الأرواح."

فأجاب الشبح: "يا ولي الله، أخذت ثلاثة فقط، أما الباقون فقد ماتوا من الخوف."

اعلموا أيها الأصدقاء – زادكم الله علماً – أن الخوف يخلق اهتزازاً سلبياً في داخل الإنسان فيطوقه بصورة أو بأخرى، ويلفه بحبال غير منظورة يصعب التخلص منها، ويجعله أكثر عرضة لاستقبال كل ما هو سلبي في الآخرين من حوله فيصبح محاطاً بأمواج غير صحية.

 في مثل هذه الحالة يجلب لنفسه المرض والإحباط وفقدان الأمل والشكوك والمعاناة والأحزان، بل وربما الموت أيضاً.

الإرادة: المنشّط الكوني

إن كل حركة في الجسد تعني حركة الإرادة.

وعن طريق جهاز الإرادة تبعث الطاقة برسائل لاسلكية إلى الجسد باستخدام الحاشدة المخزونة في الدماغ والطاقة الكونية الذكية المحيطة بالجسد.

عندما تكون مرهقاً تستطيع تزويد الجسد بالنشاط بتناول الطعام أو استنشاق الأوكسجين أو شرب الماء أو سوائل أخرى.

لكن عندما تشد ذراعيك وجسدك قصد رفع وزن ثقيل فإنك تجلب الطاقة إلى جسدك عن طريق قوة الإرادة غير المنظورة.

وعندما تشد الجسد بالتركيز الإرادي (حتى يهتز دون إجهاد) تلامس طاقة الله الكونية الموهوبة بالذكاء.

هذه هي الطريقة التي بها نستطيع استحداث طاقة أو نشاط في الجسم، ليس من مصادر مادية خارج الجسد بل من المصدر الإلهي المحتجب والكائن داخل وخارج الجسد معاً.

ولامتلاك المقدرة على النفاذ إلى الطاقة الكونية والإستفادة منها، يتعين أولاً العثور على الحلقة المفقودة بين الوعي والمادة.. بين الجسد والروح، وتلك الحلقة يمكن العثور عليها بالتركيز والتأمل وإدراك الطبيعة الحقة للذات وصلتها بالوعي الإلهي.


الحياة قافلة

كثيرون ممن كانوا معنا العام الماضي ليسوا معنا الآن، ومن يدري من سيكون هنا العام القادم؟

تلك هي الحياة، وما زالت مسيرتها مستمرة.  إنها قافلة نسير بركبها لفترة قصيرة.

بعض رفاقنا سقطوا في حفرة الضياع، ولكن عندما تضنيهم الآلام التي يعانونها سيشرعون في البحث عن هداية وإرشاد رب القافلة الذي هو سيد هذه الأرض أيضاً: الله سبحانه وتعالى.

ومع أننا نفترق في هذه القافلة، والغموض يكتنف البداية والنهاية، لا زال للحياة معنى عميق: تذكيرنا بأهمية البحث الجاد عن الله.

كما يمكن تشبيه هذا العالم أيضاً بمسرحية:

"هذي الحياةُ روايةٌ لمشخّصٍ .. فالليلُ سترٌ والنهارُ الملعبُ"

الممثلون لا يأتون من العدم. هناك مسرح خلفي، وبعد انتهاء أدوارهم لا يكف الممثلون عن الحياة، بل يتوارون وراء ستارة الأثير طلباً للراحة.

إننا هنا امتثالاً لخطة مدير المسرح الإلهي كي نقوم بأدوارنا لفترة ما على مسرح الحياة هذا ثم نغادر المشهد.

إننا لا نموت بالمعنى التقليدي للموت، بل نتوارى خلف ستارة الزمن، طبقاً لتوجيه مدير المسرح الكوني.

ولسوف نظهر على مسرح الحياة هذا المرة تلو الأخرى إلى أن نتقن الأداء ونقوم بلعب أدوارنا على نحو سليم وفقاً للإرادة الإلهية.

 عندما نحسن الأداء ونمتثل لإرادة المدير والمدبّر الأعظم دون أن نفقد الشجاعة أو نتدخل في تفاصيل الخطة الإلهية المرسومة، لن نحتاج بعدها لتكرار المحاولة بل نصبح أعمدة خالدة في هيكل الوجود الأبدي.. مقيمين دائمين في مملكة السماء.

{خالدين فيها أبداً}

{من يغلب فسأجعله عموداً في هيكل إلهي ولا يعود يخرج إلى خارج}

*  * *

في البداية كنت متردداً في أن أصبح معلماً، فالمقتضيات والمتضمنات هائلة ومفزعة، إذ يتوجب على المعلم أن يكون ممتصاً للصدمات، وفي اللحظة التي يصبح بها مضطرباً مشوشاً لا يستطيع مساعدة الذين يطلبون معونته.

المعلم الحقيقي يجب أن يحب الجميع وعليه أن يتفهم البشرية وأن يعرف الله.

عندما أخبرني معلمي (سري يوكتسوار) بأن دوري في هذه الحياة هو دور المعلم الروحي استنجدت بقوة الله اللانهائية كي تعضدني.

وعندما شرعت بإلقاء المحاضرات عقدت النية على أنني سأتكلم لا من معرفة الكتب المستقاة من الدراسة النظرية بل من الوحي الداخلي، مدركاً تمام الإدراك أن القدرة الخلاقة التي لا تجف ينابيعها ولا ينضب معينها كامنة خلف كل أقوالي. 

ولقد استخدمت تلك القوة في مجالات أخرى أيضاً لمساعدة الآخرين في أعمالهم وفي طرق عديدة مختلفة.

لقد استخدمت العقل البشري لأبرز الخلود.

لم أقل: "افعل ذلك من أجلي يا رب" بل قلت: "أريد أن أفعل ذلك يا رب، وأسألك أن توجهني وتلهمني وتأخذ بيدي."

بإمكان المرء أن يفعل أشياء صغيرة بكيفية استثنائية فريدة.

وأن يكون الأفضل في مجال عمله، وأن لا يسمح لحياته بأن تسير سيراً اعتيادياً.

وأن ينجز شيئاً مفيداً لم يسبقه إليه أحد.. شيئاً يبهر العالم..

وأن يبرهن على أن العنصر الإلهي المبدع الخلاق يعمل به ومن خلاله.

يجب امتلاك العزم والتصميم الراسخ الوطيد للسير على دروب الحياة دون السماح لأفكار الفشل وأخطاء الماضي بأن تقف عثرة في الطريق.

قد تكون الحياة مظلمة، وقد تأتي المصاعب وتضيع الفرص دون اغتنامها، ولكن يجب أن لا يقول المريد لنفسه "لقد هجرني الله وانتهى أمري."

من يستطيع تقديم أي مساعدة لشخص كهذا؟

أسرة المرء قد تنبذه، والحظ السعيد قد يهجره – بحسب تصوره – والقوى البشرية والطبيعية قد تتحالف ضده، ولكن بوسعه، بفضل الله وروح الإبداع الكامنة في داخله أن يصد كل الهجمات المعاكسة وأن يسير مظفراً إلى فردوس الإنجاز الفعلي.

وحتى لو هُزمت مائة مرة، أعقد العزم من جديد على أنك ستقهر الصعاب وتظفر بإكليل المجد.

الخيبة لا تدوم للأبد، والإحباط هو امتحان وقتي.

يريدنا الله أن نكون منتصرين في الحياة وأن نظهر القوة الكلية الكامنة بنا، بحيث نستطيع أداء دورنا السامي بنجاح على مسرح الحياة.


في الجحيم مع حكيم

في قديم الزمان عاش زاهد متنسك على ضفاف نهر مبارك، وقد صرف سنوات طويلة من عمره في التأمل العميق لكن للأسف لم تكن جهوده مثمرة ولم يفرح بجني محصول وافر من السلام بالرغم من مجهوده في البحث والتنقيب عن أسرار الحياة ومنابع الغبطة.

ومع أن صاحبنا كان محاطاً طوال الوقت بجو سماوي من حيث المناظر الخلابة والنفوس الطيبة والكتب القيّمة وحلقات الذكر المباركة، ظل عقله مع ذلك يفكر بأنسب الطرق لتشليح الناس وإلحاق الأذية بهم.

ذلك التفكير كان خارجاً عن إرادته وعلى ما يبدو كان ناجماً عن أسباب كارمية موغلة في القِدم. وكلما كان يحاول طرد تلك الأفكار غير المرحب بها كانت تقتحم عقله بقوة أكبر فتعكر سلامه وتحرمه راحة البال.

أخيراً وعد نفسه قائلا: "سأواصل الدعاء والإبتهال ولن أتوقف حتى أتحرر من هذه الأفكار المقلقة التي تطعن خاصرة سلامي أثناء تأملي."

مرت ساعة، ثم ساعتان والأفكار الشريرة تتوارد على ذهنه كالإعصار فتضرب هيكل تأمله وتهزه هزاً عنيفاً.

أخيراً وبعد انقضاء ثلاث ساعات من المحاولة المضنية، تلاشت الأفكار المزعجة فجأة من عقله وبدلاً منها أبصر في رؤية جميلة ولياً من أولياء الله واقفاً بلحمه ودمه أمامه.

لم يبدُ الولي المتألق حياً وحسب بل نطق بعبارات غاية في الرقة قائلاً:

"يا بني، في تجسدك السابق كنت لصاً محترفاً لا هم لك سوى الإيقاع بالآخرين وسلبهم ممتلكاتهم. إنما قبل وفاتك بقليل استفاق ضميرك فعقدت العزم على التصحيح وعاهدت نفسك على أنك ستغير مسلكك المشين وتتبع مسار الخير. لهذا السبب ولدتَ في هذه الحياة بتصميم روحي قوي لأن تكون إنساناً صالحاً ولكن مع ذلك جلبت معك أيضاً أفكاراً سيئة كانت محور حياتك في تجسدك السابق.

"ومن المؤسف يا بني أنك تعيش في هذه الأجواء المباركة وحولك أصدقاء طيبون وحلقات ذكر وتأملات ومع كل ذلك تعيش في جحيم من القلق النفسي والأفكار المتلاطمة الهدامة."

بعد برهة من الصمت واصل الولي حديثه:

"لذلك، ووفقاً للقانون الكوني، ولأنك لم تبذل قصارى جهدك للإستفادة من الفرص الروحية المتاحة لك في هذا التجسد فإنك ما لم تضاعف جهودك التأملية الآن سيتحتم عليك عند الموت أن تختار بين أمرين إثنين:

إما العيش في الجنة مع عشرة حمقى أو العيش في الجحيم مع حكيم واحد، فأيهما تفضل؟"

فأجاب المريد دون تردد:

"يا ولي الله، أحبذ العيش في الجحيم مع حكيم واحد لأنني أعلم من تجربتي الذاتية أن عَشرة حمقى يصنعون من النعيم جهنماً، في حين أؤمن في قرارة نفسي وأعلم علم اليقين أنني إن كنت مع حكيم واحد، حتى في قاع العالم السفلي سيساعدني على تحويل الجحيم إلى جنات النعيم."


حرية النزوة

كثيرون يشعرون أنه يتوجب عليهم تناول ثلاث وجبات من اللحم يومياً، وآخرون مقتنعون أنه لا ينبغي لهم تناول سوى الخضروات والمكسرات وأنهم سيمرضون فيما إذا نوّعوا غذاءهم قليلاً!

مثل تلك الاعتقادات هي ضرب من الاستعباد. يجب على الشخص أن لا يسمح لأي من عادات الحياة بتقييده، وأن يمتلك بدلاً من ذلك المقدرة على تغيير عاداته طبقاً لما توحيه الحكمة ويمليه الصواب.

يجب أن نتعلم العيش باستقامة، مستخدمين قوة الاختيار الحر المدفوع والموجّه بالمعرفة الرشيدة.

وينبغي أن يتمكن الشخص من النوم على فراش وثير ليلةً، وعلى الأرض ليلة أخرى.. بنفس الراحة.

ذلك الإفلات الرائع من قيود العادة هو التحرر الذي ينادي به الحكماء.

هناك من يعتقد أن الحرية هي عمل كل ما يحلو للإنسان عمله، وهذا ما أدعوه حرية النزوة والهوى.

وبسبب فكرة مغلوطة عن الطبيعة الحقيقية للحرية فإن بعض الآباء والأمهات يجعلون من أبنائهم عبيد عاداتٍ بالإنصياع لرغائبهم دون تمييز.

وعلى هذا الأساس يشب الطفل محتسباً أنه ما دامت رغائبه محققة يبقى سعيداً وأن الغاية من الحياة هي إشباع الرغبات.

 لكنه يدرك فيما بعد أنه قد خُدع. فالعالم خارج المنزل يختلف كلياً عما رآه وتعوّده داخل البيت.

ليس من السهل إشباع كل نزوة في الحياة! فالآخرون قد يدفعونه جانباً في تزاحمهم المحموم للحصول على مبتغاهم، وهو بدوره أيضاً يصبح متحجراً، قاسي القلب من أجل تحقيق أهوائه ونيل مشتهاه، معتقداً أن تحقيق الرغبات الجسدية هو الهدف الأسمى للإنسان، مستيقناً أن هذا العالم هو الكل في الكل.

يتعين على أولياء الأمر تسليح أبنائهم بإرادة قوية وتمييز حصيف كي يتمكنوا من شق طريقهم في العالم دون أن يتأثروا بعاداته السيئة.

* * *

نحمد الله ونشكره على هبة كل سنة جديدة وما تحمله لنا من آمال ووعود بالتحقيق.

لا توجد قوة أعظم من الإبتهال الوجداني الخالص والعميق للتواصل مع الله، ولإحداث تغيرات رائعة في حياة الأفراد وفي الظروف العالمية، ولتحقيق السلام والإخاء الإنساني. 

نتمنى على الله أن تتحول الدعوات الفردية الصادقة والمدركات السامية والمعارف المتنامية إلى قوة روحية مباركة تحدث تغييراً فعلياً على أرض الواقع.

باركنا يا رب كي نستهدي بنورك  ونضيء مصابيح تنويرية على الدروب، وكي نوقظ حبك في قلوبنا وقلوب الآخرين وأن نحمل مشاعل من النور الحي ونوظف ملكاتنا فيما يرضيك وينفع الناس.

وساعدنا كي نجعل من أنفسنا قنوات سالكة تنساب من خلالها طاقتك الكونية ونورك الهادي لمساعدة الآخرين وتخفيف الشقاء والمعاناة عن كاهلهم، إذ بفضلك نمتلك القوة لمساعدة البشرية وأنفسنا.

باركنا كي نتعاطف مع المتألمين
ونبث الأفكار والإرادات الطيبة في ربوع هذا العالم
علّ السلام والإخاء يصبحان تجربة معاشة

}كما في السماء كذلك على الأرض{
{السلام إسم من أسماء الله تعالى وضعه في الأرض، فأفشوه بينكم}

 
تفضلوا بزيارة صفحة المعلم برمهنسا يوغانندا على الفيسبوك
وأيضاً موقع سويدا يوغا

لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء الضغط على Older Posts أو  Newer Posts
في أسفل الصفحة


يوغا  برمهنسا يوغانندا 

No comments:

Post a Comment