Monday, December 31, 2012

طريقة اليوغا العلمية

 قال القديس بولس "أموت كل يوم". وقد عنى بذلك أنه عرف طريقة تمكـّنه من ضبط أعضائه الداخلية وتحرير ذاته الروحية بالإرادة من الجسد والعقل معاً. مثل هذا التجربة يمرّ ويشعر بها الأشخاص العاديون غير المدرّبين في حالة الموت الأخير، عندما تتحرر الذات الروحية من الجسد البالي.

وبالتدريب الصحيح وممارسة طريقة عملية ومنتظمة يتسنى للممارس الشعور بانفصال الذات الروحية عن الجسد دون أن يختبر الموت الأخير.

وسوف أعرض هنا فكرة عامة عن الطريقة وعن النظرية العلمية الصحيحة التي ترتكز عليها. ما أعرضه هو من تجربتي الشخصية ويمكن القول أنها ذات صحة عالمية.  ويمكنني القول والتأكيد أيضاً أن الغبطة التي هي غايتنا القصوى – حسبما أوضحت – تظهر بدرجة كبيرة في ممارسة هذه الطريقة. وبالفعل الممارسة بحد ذاتها هي ممتعة للغاية. وأستطيع أن أؤكد بأنها أبهج بما لا يقاس من أعظم متعة حسية يمكن تحصيلها عن طريق الحواس الخمس أو العقل. ولا أرغب في إعطاء أي برهان عن صحة هذه الطريقة سوى ما سيحصل عليه الشخص الذي يمارسها. وكلما مارسها الراغب المريد بأناة وانتظام كلما شعر أنه أصبح أكثر رسوخاً في وعي الغبطة.

ونظراً لعناد وتأصّل العادات السيئة فإن الوعي الجسدي يتيقظ من حين إلى آخر ويهاجم بكل تذكاراته الحسية حالة السكينة تلك. ولكن مع الممارسة المنتظمة ولفترات طويلة فبالإمكان أن نضمن لممارسها بأنه سيأتي الوقت الذي به يجد نفسه في حالة من الغبطة الروحية السامية. ولكن يجب أن لا نحاول تصوّر النتائج التي تفضي إليها الطريقة ومن ثم نتوقف عن الممارسة بعد امتحان صغير. النجاح الحقيقي والتقدم الأكيد يلزمهما مراعاة النقاط التالية التي تمس لها الضرورة.

أولاً:  الانتباه الدقيق للموضوع المرغوب تعلـّمه.

ثانياً:  الرغبة الصادقة في التعلـّّم مع روح استطلاع وقـّّادة.

ثالثاً:  المثابرة حتى بلوغ الغاية المرجوّة.

إذا سرنا حتى منتصف الطريق وأهملنا الطريقة بعد ممارسة بسيطة فلن نحصل على النتيجة التي نتوقعها.

من المؤسف جداً أن الناس يصرفون معظم أوقاتهم في تحصيل الحاجيات المادية أو الانهماك في التنظيرات والحوارات العقلية ولكن نادراً ما يحاولون أن يعرفوا ويختبروا بأنفسهم  الحقائق الروحية التي تنعش وتنشط الحياة، بل وتعطي لها معنىً. فالمشاغل والأمور غير الجوهرية والرغبات المحمومة تشغل أذهانهم أكثر من الجهود الموجّهة توجيهاً سليماً في هذا المجال.

منذ سنين عديدة وأنا أمارس الطريقة المتقدّم ذكرها، وفي كل مرة أمارسها أشعر بفرح عظيم  أو حالة من الغبطة الدائمة التي لا يتضاءل زخمها ولا يتوقف سيلها.

يجب أن نضع نصب أعينا أن النفس الروحية هي أسيرة الجسد منذ دهور عديدة وأحقاب مديدة، وقد لا تتحرر في يوم واحد، ولا يمكن للممارسة القصيرة المتقطعة أن تمنح الممارس تلك الغبطة الروحية السامية أو تضمن له السيطرة على الأعضاء الداخلية.  ذلك يستلزم ممارسة جادة ومتأنية لوقت طويل.

ومع ذلك فإن التطبيق الدقيق لهذه الأساليب كفيل باستجلاب الإحساس بالغبطة النقية. وعلى قدر الممارسة يكون الاقتراب من الغبطة. هذه الحالة ليست من خلق أو اختراع أي إنسان، فهي موجودة بذاتها وما علينا سوى الكشف عنها في أعماقنا. والسلام عليكم
- برمهنسا يوغانندا
ترجمة محمود عباس مسعود
مزيد من خواطر وتعاليم المعلم برمهنسا في سويدا يوغا

ملاحظة: إسم المعلم برمهنسا يوغانندا يكتبه البعض أحياناً على هذا النحو (باراماهانسا يوجاناندا)  


أو
 بارامهانسا يوغاناندا

No comments:

Post a Comment