Sunday, December 30, 2012

أنشودة المجذوب للمعلم برمهنسا يوغانندا

أنشودة المجذوب

كما رواها المعلم برمهنسا يوغانندا

في سالف الأزمان عاش ناسكٌ على باب الله، لم يتخذ الوعظ والإرشاد سبيلاً ولم يتحدث عن شيء سوى عن الحب الإلهي الذي كان هاجسه الأوحد في الدنيا

فحيثما ذهب نادى بذلك الحب الرباني المضطرم في أعماقه
كان يتكلم فقط عند الحاجة للكلام ومع ذلك تبعه الآلاف كي يسمعونه ينشد بشوق ما عليه من مزيد

يا ربي أنتَ غايتي .. وحبي لكَ رايتي
تهواكَ روحي والفؤاد .. يا منتهى سعادتي

في إحدت المرات، بينما كان سائراً وسط القرى يردد أنشودته البسيطة ترك الرجال والنساء أعمالهم وتبعوه، لكن تخلف الواحد تلو الآخر عن المسير حتى لم يعد يبصرهم

ثم أتى إلى حقل فسيح حيث أبصر رجلاً يحصد الغلال، فحياه وناداه قائلاً "يا حصّاد، يا حصّاد..." فأجابه الحصاد "دعني وشأني يا رجل لا تتكلم معي، فأنا مشغول كما تراني. إذهب عني أيها المجذوب."

لكنه قال له: " لا أطلب منكَ التحدث إليّ، كل ما أطلبه هو أن تجبر بخاطري وتشاركي الغناء، فهلا أسعدتني بترديدك معي إسم محبوبي الإلهي، ومن بعدها سأغادرك؟!"

راح الحصاد يغني معه "يا ربي أنت غايتي.. وحبي لك رايتي..." فانتشى وسقط المنجل من يده وسار خلف المجذوب وهو يغني بفرح وحماس.. وحتى الطيور أحسّت بالغبطة وراحت تتصايح وتصدح بأنشودة الحب الإلهي.

وإذ واصلا السير حضرت زوجة الحصّاد وراحت تلوم زوجها قائلة: "خير إن شاء الله! ماذا دهاك حتى تتبع هذا المجنون؟" لكنه أجابها: "قولي ما شئتِ عني ولكن انشدي معي ولو لمرة واحدة."

شرعتْ في الغناء فغمرها السرور وراح الثلاثة يغنّون معاً بهمة وابتهاج.

وأثناء الغناء مرّ بهم بعض أهالي القرية وراحوا يتندرون بهذا المشهد ويقولون "يا سبحان الله! كثرت المجانين هذه الأيام!" فأجابهم الناسك "تريثوا يا جماعة في حكمكم علينا حتى تتذوقوا ما نحسّ به، وبالله عليكم شاركونا الإنشاد ومن بعدها أطلقوا الأحكام."

شاركهم هؤلاء الأشخاص الإنشاد فأصابتهم عدوى الحب الإلهي وراحوا يرددون من الأعماق وبمنتهى الأشواق الأنشودة المباركة.

وانتشر خبرهم في المنطقة فتبعهم مائة .. ومئتان .. وثلاثمائة.. وخمسمائة.. محاولين صدهم وإبعادهم، لكن تيار الشوق سرى في قلوب الجميع فراح الكل يردد بفرح غامر وشوق متعاظم:

يا ربي أنتَ غايتي .. وحبي لكَ رايتي
تهواكَ روحي والفؤاد .. يا منتهى سعادتي



ترجمة بتصرف: محمود عباس مسعود

مزيد من خواطر وتعاليم المعلم برمهنسا في سويدا يوغا


No comments:

Post a Comment