Sunday, July 3, 2011

مخاطبة الله

كيف يمكنك التحدث مع الله

المعلم: برمهنسا يوغانندا

ندعوكم أيضاً لزيارة موقع سويداء يوغا

www.swaidayoga.com

Paramahansa Yogananda

مؤلف عشرات الكتب أبرزها كتاب:

مذكرات يوغي: السيرة الذاتية

Autobiography of a Yogi

How You Can Talk With God

ترجمة: محمود عباس مسعود

مقتطفات من محاضرات ألقاها المعلم برمهنسا في 19 و 26 مارس/آذار 1944

التحدث مع الله حقيقة أكيدة. لقد اختبرت ذلك بنفسي. ففي الهند كنت في حضرة قديسين وهم يتكلمون مع الله ويكلمهم. وأنت أيضاً يمكنك مكالمة الله، ليس تحدث من جانب واحد فقط؛ بل محادثة حقيقية بحيث تتكلم إليه وهو يجيبك. طبيعي كل إنسان باستطاعته التحدث إلى الله، ولكنني أبحث اليوم طريقة إقناعه بالرد علينا والتحدث إلينا.

لماذا الشكوك؟ إن أسفار العالم المقدسة تزخر بوصف المحادثات بين الله والإنسان، ومن أروعها تلك المدوّنة في التوراة:

"تراءى الرب لسليمان في حلم ليلا وقال الله اسأل ماذا أعطيك. فقال سليمان...أعطِ عبدك قلباً فهيماً... فقال الله له من أجل أنك قد سألت هذا الأمر ولم تسأل لنفسك أياماً كثيرة ولا سألت لنفسك غنى ولا سألت أنفس أعدائك، بل سألت لنفسك تمييزا لتفهم الحكم. ها قد فعلت حسب كلامك. إذ قد أعطيتك قلبا حكيماً... وقد أعطيتك أيضا ما لم تسأله: غنى وكرامة."

وفي القرآن الكريم نقرأ:

"دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء.."

وكذلك الجواب الإلهي:

"يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا..."

الله يستجيب للحب فقط

الشخص العادي يصلي لله بعقله فقط وليس من قلبه الملتهب شوقاً وحماساً روحيا. الابتهالات العقلية الجافة هي أضعف من أن تلفت انتباه الله أو تجلب استجابة منه. يجب أن نخاطب الروح الإلهي بثقة ويقين وبشعور وديّ كالشعور نحو الأب أو الأم. يجب أن تكون علاقتنا مع الله مبنية على المحبة الخالصة المجرّدة وغير المقيّدة بشروط. وأكثر من أية علاقة أخرى يمكننا أن نطالب باستجابة من الروح الكلي في مظهر الأم الكونية. إن الله يستجيب لنداء مثل هذا لأن جوهر الأم هو الحب والتسامح مع ابنها حتى ولو كان أكبر الخطاة.

العلاقة بين الأم وابنها هي من أجمل وأنقى صورة للحب البشري وهبها الله لنا.. كما ينبغي أن يكون طلب الحصول على استجابة من الله قويا ومتواصلا. فالصلاة التي يعوزها الإيمان لا تكفي. أما إن أكدت لنفسك: "سوف يتكلم معي" وان رفضت الشك والارتياب مهما كانت طويلة السنوات التي لم يستجب بها ؛ وإن تابعت إيمانك وثقتك به فسيستجيب إليك يوما ما.

لقد دوّنت في كتابي "مذكرات يوغي: السيرة الذاتية" بعض المناسبات العديدة التي تحدثت بها مع الله. حدث اختباري الأول لسماع الصوت الإلهي عندما كنت صبياً صغيرا. فإذ كنت أجلس على فراشي ذات صباح، استغرقت في تفكير تأملي عميق وتساءلت:

"ما الذي يكمن خلف ظلمة العينين المغمضتين؟"

اكتسحتني قوة هذا التفكير وعلى الفور تلألأت ومضة من النور لبصري الداخلي أظهرت لي الأشكال المقدسة لقديسين يجلسون متأملين في كهوف الجبال، وراحت تمر كصور سينمائية مصغّرة على الشاشة الكبيرة المشعة بداخل جبيني. وهتفت بصوت مرتفع:

"من أنتم؟"

فجاء الجواب السماوي الذي تعجز عن وصفه الكلمات، وقد اهتز له كياني بأسره:

"نحن رجال الله: يوغيو الهملايا."

فقلت والشوق يملأ قلبي:
"آه كم تهفو نفسي للذهاب إلى الهملايا والانضمام إلى حلقتكم المباركة!"

وتلاشت الرؤيا لكن الأشعة الفضية امتدت على شكل دوائر تزداد اتساعا في الفضاء اللامتناهي، فقلت متسائلا:

"ما هذا الوهج العجيب؟"

فجاء الجواب بنغم سماوي:

"أنا النور الكوني."

وكانت أمي مع شقيقتي الكبرى روما قريبتين مني عندما حصلتُ على هذا الاختبار المبكر، وقد سمعتا أيضا الصوت الإلهي. ويا لها من سعادة عظمى حصلت عليها من استجابة الله، فعقدت العزم منذ تلك اللحظة على البحث عنه حتى أعثر عليه وأتوحد كليا معه.

معظم الناس يظنون أنه لا يوجد سوى ظلام خلف العينين المغمضتين. ولكن عندما تتقدم في الروحيات وتركـّز على العين "الوحيدة" في الجبهة، ستجد أن بصرك الداخلي قد انفتح، وسترى عالما جديدا مليئا بالأنوار والمحاسن العليا. كما ستظهر لك رؤى قديسين كيوغيي الهملايا الذين أبصرتهم أنا. وإن تعمّق تركيزك أكثر فأكثر ستسمع أنت أيضا صوت الله.

الأسفار المقدسة تخبرنا مرارا وتكرارا عن وعد الله، وبأنه سيتكلم معنا.

"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"

"وتطلبوني فتجدوني، إذ تطلبوني من كل قلوبكم."

"الرب معكم ما دمتم معه، فإن طلبتموه تجدونه، وإن تركتموه يترككم."

"ها أنا أقف على الباب وأقرع، فإن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل.."

إذا استطعت محادثة الله ولو لمرة واحدة فسيتكلم معك غالبا. ولكن ذلك صعب جدا في البداية. ليس من السهل التعرف على الله لأنه يريد أولا أن يتيقـّن من رغبتك الصادقة في التعرف عليه. إنه يعرف إن كان المريد يريده حقا أم يريد شيئا آخر بدلا منه. ولن يتكلم معك ما لم تقنعه بأن ما من رغبة أخرى في قلبك أقوى من رغبة التعرف عليه. ولماذا ينبغي أن يظهر ذاته لك إن كان قلبك مليئا بالرغبات لعطاياه فقط؟

هدية الإنسان الوحيدة لله

إن الخليقة بأسرها امتحان كبير للإنسان. فبتصرفنا هنا في هذا العالم نبرهن إن كنا نريد الله فعلا أم نريد هباته. الله لن يطلب منك كي تحبه أكثر من أي شيء آخر، لأنه يريد محبتك خالصة نقية دون "حث أو إكراه". ذلك هو السر الكامل الكامن في المسرحية الكونية. فالذي خلقنا يحن ّ لمحبتنا له ويريدنا أن نقدّم حبنا إليه بصورة عفوية تلقائية دون أن يطلب منا ذلك. محبتنا هي الشيء الوحيد في الكون الذي يفتقر له مالك الملك، ما دمنا لا نمنحه تلك المحبة عن طيب خاطر.

وهكذا ترى أنه حتى الله لديه ما يرغب في إحرازه: حبنا! ولن نعرف طعم السعادة ما لم نمنح الله ملنل حبنا. فما دمنا تائهين على هذه الأرض تتقاذفنا الأهواء، متحرقين لهدايا الله وفي نفس الوقت غير مكترثين بأكرم الكرماء وأسخى المانحين فسنظل متعثرين على دروب الشقاء والضياع.

وحيث أن الله هو روحنا وجوهر كياننا فلن نتمكن من تحقيق غايتنا في الحياة ما لم نتمكن من إظهار حضوره في داخلنا. هذه حقيقة مقررة. ولأننا ذوو طبيعة إلهية كوننا جزء لا يتجزأ من الله، فلن نتمكن من امتلاك الرضاء الدائم من أي شيء مادي على الإطلاق. وما لم نحصل على السعادة في الله فلن نتمكن من الحصول عليها من أي شخص أو شيء آخر.

هل الله شخصي أم غير شخصي؟

هل الله شخصي أم غير شخصي؟ إن بعض التحليل لهذه النقطة ستساعدك في محاولتك الاتصال به. كثيرون لا يرغبون في التفكير بالله على أنه شخصي. فهم يظنون أن التشبيه البشري مقيِِّّد ومحدود، ولذلك يعتبرنه روحاً غير شخصي: القوة الكلية العاقلة التي تدير وتدبـّر نظام العالم.

ولكن إن كان خالقنا غير شخصي فكيف تمكـّن من خلق كائنات بشرية؟ نحن شخصيون، لنا فرديتنا، لنا شخصيتنا. إننا نفكر ونشعر ونريد. ولم يهبنا الله القدرة على تقدير أفكار ومشاعر الآخرين وحسب، بل منحنا أيضا المقدرة على الاستجابة لمشاعرهم وأفكارهم. قطعاً أن الله لا يخلو من روح المبادلة: تبادل المشاعر والأحاسيس التي يتمتع بها مخلوقاته. إنه لقادر بالتأكيد على توطيد علاقة شخصية مع كل واحد منا، عندما نسمح نحن بذلك.

عندما نتأمل المظهر اللا شخصي لله يتولد لدينا انطباع عن كائن بعيد عنا، يحصل على ابتهالاتنا التي نرفعها إليه دون الاستجابة لها: كائن يعرف كل شيء لكنه يحتفظ بصمت رهيب لا يلين. ولكن هذه غلطة فلسفية ، لأن الله كل شيء. فهو شخصي وغير شخصي في نفس الوقت.

لقد خلق أناسا ذوي شخصيات ولذلك لا يمكن أن يكون بدون طبيعة شخصية على الإطلاق.

إن التفكير بأن الله يمكنه اتخاذ صورة بشرية والتحدث معنا يحقق رغبة عميقة في قلوبنا. ولكن لماذا لا يتكلم مع الإنسان؟ يجب مناجاته بشوق وتلهف، قائلين له:

"رباه، إنك خفيّ عن الأنظار، لا شخصي، مجهول، لا يمكن التعرف عليك، ومع ذلك أثق كل الثقة بأن صقيع حنيني الجارف وشوقي المتعاظم إليك كفيلان بتكثيفك في صورة محسوسة وملموسة."

بالإمكان استمالة الله كي يتخذ صورة شخصية بفعل الشوق الكبير والحنين المتأجج لرؤياه. لقد تمكن القديس فرنسيس الأسيزي من رؤية السيد المسيح الحي، وكل واحد يمكنه رؤية المسيح ورسل الله وأنبيائه مثلما رآهم ويراهم عظماء آخرون، فيما إذا كانت الصلاه على درجة كافية من العمق والإخلاص.

قال الرسول عليه السلام: " وخلق الله آدم على صورته أو هيئته "

والسيد المسيح قال: "أنا والآب واحد"

والسوامي شنكرا صرح أيضا: "أنا روح كوني وأنتم كذلك."

وهكذا لدينا شهادة العديد من الأنبياء والقديسين العظام بأن الانسان مخلوق على صورة الله.

إنني أحصل على علمي ومعرفتي من الله بدلا من الكتب، إذ نادرا ما أطالع الكتب. والذي أخبركم به هو حصيلة إدراكي المباشر للحق. لهذا أتكلم بحجة روحية وثقة مطلقة: حجة معرفتي اليقينية المباشرة للحقيقة. الرأي العالمي بأسره قد يعارض هكذا حجة، ولكن سيتم قبولها كحقيقة ثابتة في نهاية المطاف.

معنى "صورة الله"

ما من أحد وضّح بجلاء كيف أن الإنسان مخلوق على صورة الله. الله روح والإنسان بجوهره هو أيضا روح. هذا هو المعنى المقصود من خلق الإنسان على صورة الله. ولكن هناك أيضا العديد من التفسيرات لهذه الفقرة.

الجسم البشري بكامله بما فيه من وعي وحركة هو صورة مصغّرة للوعي الإلهي. في الوعي تكمن المعرفة الكلية والوجود الكلي. باستطاعتك التفكير بأنك في الثريا أو المريخ، إذ بالفكر لا توجد حواجز بينك وبين أي شيء آخر. فبفعل الوعي داخل الإنسان يمكن القول بأن الإنسان مخلوق على شبه الله.

الوعي يعرف ذاته ، وبالمثل فإن الله من خلال وعيه الكوني على دراية وثيقة بكل ذرة من ذرات الكون.

(يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ والأرضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ )

وأيضاً:

"أليس عصفوران يباعان بفلس، وواحد منهما لا يسقط على الأرض بدون علم الله؟"

الإنسان يمتلك أيضا كل القدرات الكامنة للوعي الكوني، مع أن الذين ينمّون تلك القدرات العظيمة الهاجعة في داخلهم هم قلائل جدا. والإنسان أيضا يمتلك الإرادة بحيث له القدرة – كالخالق – على الخلق والإبداع الفوريين. الحيوانات لا تمتلك القدرة على تبصّر الأمور في حين يمتلكها الإنسان. فكل الخاصيات التي يمتلكها الله من وعي وعقل وإرادة وشعور ومحبة يمتلكها الإنسان أيضا. ومن هذا القبيل يمكن القول بأن الإنسان مخلوق على صورة الله.

النشاط الذي نحس به في الجسد يشير إلى وجود قوة أعظم بكثير مما يلزم لإعالة وصيانة الآلة الجسدية. إن نفس الطاقة الكونية التي تعيل وتدير الكون بأسره تعمل أيضا في أجسامنا. الطاقة الكونية هي مظهر من مظاهر الله. ولذلك فإننا مصاغون على صورته حتى من الناحية الجسدية.

الجسم ليس مادة بل طاقة

ما هو النشاط الموجود في أجسامنا؟ إن جسمنا مكوّن من جزيئات، والجزيئات مكوّنة من ذرات، والذرات مكوّنة من الكترونات، والالكترونات من طاقة أو نشاط حيوي؛ من أعداد لا حصر لها من ذرات النشاط. تستطيع بعينك الروحية أن تبصر الجسد ككتلة من ذرات النور المتراقصة: النشاط المنبعث من السبعة وعشرين ألف مليار خلية!

إنه من قبيل الوهم تبصر جسدك كتلة من اللحم والعظم. ولكن الحقيقة هي أن جسمك ليس مادة بل نشاط أو طاقة.

وحيث تفكر بأنك كائن من لحم ودم فإنك تتصور نفسك أحيانا بأنك ضعيف. ولكن إن أقنعت نفسك بأن جسمك هو موجة من بحر الوعي الإلهي فستدرك أن الجسم ليس سوى مظهر مادي للعناصر الخمسة المهتزة التي يتكوّن منها الجسم، وهي التراب والماء والنار والهواء والأثير.

خمسة عناصر كونية تؤلـّف جسم الإنسان

إن الكون بأسره – الذي هو جسم الله – مركـّب من نفس العناصر الخمسة التي تؤلـّف جسم الإنسان. فالجسم البشري الذي يشبه النجمة في تكوينه، يمثـّل إشعاعات العناصر الخمسة. الرأس واليدان والقدمان تشكـّل النقاط الخمس للنجمة. وبهذه الكيفية أيضا نحن مخلوقون على صورة الله.

الأصابع الخمسة تمثـّل أيضا العناصر الخمسة المهتزة للإهتزاز الكوني الموهوب بالذكاء، الذي يحتفظ بتركيبة الخليقة متماسكة. الإبهام يمثل أخشن العناصر المهتزّة: التراب، أو الكثافة. الإصبع الثاني (الذي يلي السبّابة) يمثل العنصر الناري المندلع؛ لهذا فهو أطول الأصابع. أما الإصبع الثالث (البنصر) فيمثل الهواء. والإصبع الأصغر أو الخنصر يمثل العنصر الأثيري ذا الرقة أو اللطافة المتناهية.

إن تدليك كل إصبع من الأصابع ينبّه وينعش القوة التي يمتلكها ذلك الإصبع. لهذا فتدليك الإصبع الأوسط (الذي يمثل العنصر الناري) والسرّة (مقابل الضفيرة القطنية أو النارية في العمود الفقري، التي تتحكم بعمليتي ّ الهضم وتحويل الطعام إلى غذاء) يساعد على التخلص من سوء الهضم والإمساك.

الله يظهر الحركة في الخليقة. الإنسان نمّى ساقين وقدمين بسبب الرغبة في الحركة. أصابع القدم هي تجسيد لإشعاعات النشاط الخمسة.

عندما تحصر انتباهك في النقطة ما بين الحاجبين يتحول تيار العينين إلى نور واحد وتبصر العين الروحية. هذه الحلقة الفريدة هي "عين الله" (إنك بأعيننا). لقد نمينا عينين اثنتين بسبب قانون النسبية الذي يحكم الكون المادي ذا الطبيعة الثنائية. " إذا كانت عينك (وحيدة) if thine eye be single فجسدك كله يكون نيّرا". فإن نظرنا من خلال العين الروحية التي هي عين الله الوحيدة نبصر الخليقة بأسرها مكوّنة من جوهر واحد: النور الإلهي.

التوحد مع الله يعني التوحد مع قوة الله

قصارى القول أن الإنسان يمتلك كل القوى. فعندما يتوحد وعيك مع وعي الله تمتلك المقدرة على تغيير أو تعديل أي شيء تريده. قطع السيارات يمكن استبدالها أو تغييرها حسب الحاجة؛ ولكن الآلة الجسدية هي أكثر تعقيدا. العقل الذي يتحكم بكل الخلايا هو العامل الأساسي. عندما يتمكن الإنسان من التحكم المطلق بالعقل يصبح بإمكانه تبديل أو تعديل خلايا وأعضاء الجسم حسب الرغبة وبقوة الإرادة. إذ يمكنه بمجرد التفكير فقط أن يطلب من الذرات أن تعيد تشكيل ذاتها وتنبت طاقماً جديدا من الأسنان الطبيعية. عندما يتقدم الإنسان روحيا يمتلك القدرة على التحكم التام بالمادة.

الله روح، وفي مظهره اللا شخصي هو غير منظور. ولكنه عندما خلق العالم المادي فقد اتخذ مظهر الخالق وأصبح ذا مظهر شخصي؛ أصبح مرئيا. هذا الكون بأسره هو جسد الله.

في مظهره الأرضي له جانب إيجابي وآخر سلبي: القطبان الشمالي والجنوبي. الشموس عيونه، والنبات والأشجار شعره، والأنهار شرايينه، وهدير المحيط وشدو البلابل وبكاء الوليد وكل أصوات الوجود صوته. ذلك هو الإله الشخصي. إن خفقة القلب خلف كل القلوب هي نبض نشاطه الكوني. إنه يسير في أقدام كل البشر ويعمل من كل الأيدي. إنه الوعي الإلهي الأوحد الحالّ في كل العقول والأدمغة.

وبفعل قانون الله للجذب والدفع فإن خلايا الجسم البشري تتماسك بتناسق وانسجام بنفس الكيفية التي تحافظ بها النجوم على توازنها في مساراتها المحدّدة. إن الرب الكلي الوجود هو دائم الحركة والنشاط. لا يوجد مكان مقفر من صور الحياة. فبإسراف وتنوّع لا حد لهما يأتي الله للوجود – دون توقّف أو انقطاع – بصور وأشكال متباينة لا حد لها ولا انتهاء: مظاهر لا تنضب لنشاطه الكوني.

لقد امتلك الروح الإلهي فكرة معيّنه في عقله عندما برأ الخليقة. ففي البداية أتى بالكون إلى الوجود ثم خلق الإنسان في أحسن تقويم. وبخلق جسد مادي لذاته من المجموعات الكونية فقد أظهر الباري ثلاثة مظاهر: الوعي الكوني، النشاط الكوني، والكتلة أو المادة الكونية.

هذه الثلاثة تطابق على التوالي المظاهر التالية: جسم الإنسان السببي أو المثالي، جسمه الكوكبي أو جسم النشاط، والجسد المادي. والنفس أو الحياة خلف هذه الأجسام هي الروح الكلي.

من نظرة كلية يبدو الروح الكوني وعيا كونيا، نشاطا كونيا، وجسدا كونيا. أما من نظرة جزئية فيبدو وعيا بشريا، نشاطا بشريا، وجسدا بشريا. وهذا برهان آخر على أن الإنسان مخلوق فعلا على صورة الله.

الله يتكلم بواسطة الإهتزاز

إن الله يظهر لنا بصورة مرئية. إنه شخصي أكثر بكثير مما نتصور. إنه حقيقي واقعي تماما مثلكم، وهذا ما أريد أن أطلعكم عليه اليوم. الله الرب هو دائم الاستجابة لنا. اهتزاز عقله دائم الانبثاق والإشعاع، مما يستلزم طاقة، والطاقة تظهر بصورة الصوت. وتلك نقطة هامة جدا. الله وعي. والله طاقة ونشاط. "التحدث" يعني اهتزازاً. إن الله يتكلم باستمرار من خلال اهتزاز نشاطه الكوني. لقد أصبح روح الخليقة الذي تجسّد ذاتها في مظاهر الجماد والسوائل والنار والهواء والأثير.

الروح المتواري عن الأنظار يعرب دوما عن ذاته بصور وأشكال منظورة، في الزهور والجبال والبحار والنجوم.

ما هي المادة؟ لا شيء سوى رتبة معيّنة من اهتزاز نشاط الله الكوني. لا توجد صورة صلبة في الكون، وما يبدو صلبا هو في الأساس اهتزاز مكثف للطاقة الإلهية.

إن الله يتكلم معنا من خلال الاهتزاز. ولكن السؤال هو: كيف يمكن التحدث مباشرة معه؟ ذلك هو أصعب إنجاز على الإطلاق.

إذا تكلمت مع الجبل فلن تحصل على إجابة منه. تكلم مع الزهور مثلما كان يفعل أحد علماء النبات وقد تحس ببعض التجاوب منها. بالطبع يمكننا التحدث إلى الناس، ولكن هل الله أقل استجابة وحساسية من الزهور والبشر، بحيث يدعنا نكلمه دون أن يجيبنا؟ يبدو الأمر كذلك. ولكن المشكلة ليست عنده بل عندنا نحن. فجهاز بصيرتنا متعطل. إن الله ينادينا ويتحدث إلينا ولكننا لا نسمعه.

النشاط الكوني "يتكلم" كل اللغات

ولكن الأنبياء والقديسين يسمعون صوت الله. ففي كل مرة كان أحد المعلمين المستنيرين يصلي، كان صوت الله المجيب يبدو آتياً من السماء. الله لا يحتاج إلى حنجرة كي يتكلم من خلالها. إذا كان ابتهالك عميقاً وحاراً بما فيه الكفاية فإن اهتزاز ذلك الابتهال سيجلب استجابة اهتزازية فورية من الله. وتلك الاستجابة تظهر في أية لغة يفهمها المصلي. فمن يصلي بالألمانية يسمع الجواب بالألمانية؛ ومن يخاطبه بالانكليزية يسمع الاستجابة بالانكليزية. (وإن بالعربية تكون الإجابة بالعربية)، وهكذا دواليك.

إن اهتزازات اللغات المختلفة هي واحدة في الأصل. والله كونه الاهتزاز الكوني فهو يعرف كل اللغات. ما هي اللغة؟ إنها اهتزاز معيّن. وما هو الاهتزاز؟ هو نشاط. وما هو النشاط؟ هو فكرة معيّنة.

ومع أن الله يسمع كل صلواتنا فإنه لا يستجيب دائما. إن حالتنا شبيهة بذلك الطفل الذي ينادي أمه، ولكن الأم لا تظن أن مجيئها إليه ضروري، فترسل إليه لعبة فيقتنع بها ويسكت. ولكن عندما يرفض الطفل أي بديل عن حضور الأم، تأتي إليه. من يريد التعرف على الله يجب أن يكون كذل الطفل العنيد الذي يواصل البكاء حتى تأتي أمه إليه.

من يصمم على عدم وقف النداء الحار لله سيتكلم معه.

الأسفار الشرقية تقول إذا تكلم المتعبد الصادق مع الله ليوم وليلة بحماس وجداني دون توقّف، فإن الله سيستجيب.

ولكن ما أقل الذي يثابرون في تأملاتهم ونداءاتهم القلبية لله! في كل يوم هناك "شواغل هامة" تصدّنا عن واجبنا الأهم نحو الله. الشيطان يحاول إقصاءنا عن الله بشتى الوسائل والطرق. لن يأتي الله إلينا إن تمتمنا بصلاة سطحية قصيرة، وشرعنا في القيام بشيء آخر. أو إذا صلى أحدنا على هذا النحو:

" أناديك وأناجيك يا رب ولكنني نعسان جداً. آمين."

من يريد إجابة الله يجب أن يدعوه بدون انقطاع.

النبي أيوب الذي كان مبتلياً بالعاهات والعلل تحدث طويلا مع الله. إذ قال أيوب لله: "سمعتُ عنك سمع الأذن، والآن رأتك عيني."

عندما يعرب المحب عن حبه لحبيبته بصورة آلية فإنها تعرف بأنه غير صادق معها، لأنها "تصغي" لما يقوله قلبه. وبالمثل عندما يصلي المريدون لله فإن الله يعلم ما إذا كانت قلوبهم جافة لا أشواق بها، أو ما إذا كانت أفكارهم تجري وراء الأمور والرغبات الدنيوية. إنه لا يستجيب للصلوات الفاترة. أما المريدون الذين يتشوقون ويتحدثون إليه، ليل نهار، من أعماق قلوبهم فإنه يظهر لهم بكل تأكيد!

لا تقنع بشيء دون الأسمى

لا تـُضع الوقت بحثا عن الأشياء الصغيرة في الحياة. طبيعي الحصول على الهبات الإلهية أسهل بكثير من الحصول على أعظم هبة في الوجود: الله ذاته. ولكن لا تقنع بشيء دون الأسمى. إنني لا أهتم للهبات التي تأتيني من الله ما لم أرَ الله نفسه من وراء تلك الهبات والعطايا. لماذا تحققت كل رغباتي؟ لأنني أتعمق في الدعاء والتأمل، وأذهب إلى الله مباشرة. وإنني أراه في كل مظهر من مظاهر الوجود. إنه سيد وأب وأم وصديق الجميع، وهو أقرب من القريب وأعز من الحبيب، وهو حقيقي أكثر من أي إنسان أو أي شيء في الوجود. إنه مجهول ومعلوم في نفس الوقت.

إن الله ينادينا ويريدنا أن نعود إليه، وهذا حقنا وإرثنا السماوي. سيتحتم علينا مغادرة الأرض يوما ما، لأن الأرض ليس مقرنا الدائم. الحياة الأرضية هي مجرد مدرسة وضعنا الله بها لنتعلم الدروس ونحسن التصرف. هذا كل ما في الأمر. وقبل أن يظهر ذاته يريد الله أن يعلم ما إذا كنا نشتهي الأمجاد الأرضية البراقة، أو نمتلك ما يكفي من الحكمة كي نقول:

"لقد انتهيت من كل هذا يا رب، ولا أريد سوى التعرّف عليك والتحدث إليك. إنني أعلم أنك كنزي الوحيد في هذه الدنيا. وأنك الوحيد الذي سيبقى معي ويلازمني عندما يتخلى عني الجميع."

البشر يبحثون عن السعادة في الزواج والمال والخمر وغير ذلك. ولكن هؤلاء الناس هم ألعوبة في يد القدر. عندما يدرك الإنسان هذه الحقيقة يبدأ في البحث الجاد عن الله.

يجب أن نطالب بإرثنا السماوي المفقود. وكلما كان الإنسان غيرياً، بعيدا عن الأنانية وحب الذات، كلما حاول إسعاد الآخرين والتفكير الدائم بالله. وعلى نقيض ذلك كلما كان تفكيره محصوراً بالأمور والمشتهيات الدنيوية، كلما هربت السعادة منه وابتعد الرضاء عنه.

لم يضعنا الله على هذه الأرض كي نتمرغ في أوحال الحواس ونكتوي بنيران المتاعب والآلام. بضاعة العالم فاسدة لأنها تطرد الفرح الإلهي وتسد منافذ الروح. السعادة العظمى تأتي من التفكير المتواصل بالله.

لماذا تأجيل السعادة؟

لماذا عدم النظر والتفكير للأمام؟ ولماذا اعتبار الأمور غير الجوهرية هامة جداً؟ معظم الناس يحصرون تفكيرهم في الفطور والغداء والعشاء والعمل والنشاطات الإجتماعية، إلى ما هنالك. يجب أن نجعل حياتنا أكثر بساطة، وأن نفكر بالله بصدق وجدية. هذه الأرض هي مكان التحضير للعودة إلى الله. الله يريدنا أن نحبه أكثر من هباته. متاعبنا تأتي لأننا نتغافل عنه، لكنه دائم الانتظار.

كم أتمنى لو أن الله منحنا قدراً أكبر من الذوق والإحساس! لدينا حرية الاختيار، ونحن أحرار في قبول الله أو طرده من حياتنا. وها نحن نتسول ونستجدي القليل من المال والحب والسعادة. لماذا الهرولة وراء ما سيؤخذ منا يوما ما؟ إلى متى سنتأوه شوقا للمال أو نئن ّ من المرض والمصاعب؟ فلنحصل على الخلود ولنكسب مملكة الله لأن ذلك ما نحتاجه فعلا.

ملكوت السماء في الإنتظار

القديسون ينصحون بعدم التعلق حتى لا يصدنا شيء عن بلوغ مملكة الله. الزهد لا يعني ترك كل شيء، بل يعني التخلي عن بعض الملذات والمشتهيات من أجل النعيم الأبدي. الله سيتكلم معنا عندما نعمل من أجله ونجعله محور حياتنا. يجب أن نناديه ونناجيه على الدوام من أعماقنا، وأن نخبره بأي خاطر يرتسم في فكرنا وأن نقول له: "يا رب اظهر ذاتك لنا وعرّفنا عليك."

لا تعتبر صمته جوابا. في البداية سيستجيب لك بمنحك شيئا تريده كدليل على أنك في باله. ولكن لا تقنع بهداياه، بل دعه يشعر بأنك لن ترضى بشيء سواه. وأخيرا سيفتح الباب ويعطيك الجواب. ففي الرؤيا قد تبصر وجه نبي كريم أو قديس عظيم أو قد تسمع صوتاً إلهيا يتحدث معك، وستعلم أنك في حضرة الله.

استمالة الله كي يأتي إليك أمرٌ يلزمه حماس ملتهب ومستدام. لا يستطيع أحد أن يمنحك ذلك الحماس. يجب أن تنمّيه بنفسك. "يمكنك أن تأخذ الحصان إلى الماء ولكن لا تقدر أن تجبره على الشرب." ولكن عندما يعطش الحصان فإنه يطلب الماء بهمة ورغبة من تلقاء نفسه. وبالمثل عندما تمتلك عطشاً قويا لله، وعندما لا تولي أهمية قصوى لأي شيء آخر، سواء لتجارب الحياة أو لتجارب الجسد، فإنه سيأتي إليك.

تذكـّر: عندما يكون نداء قلبك حارا، وعندما لا توقف بذل المجهود أو تعترف بالقيود فإنه سيأتي إليك.

يجب أن تطرد من ذهنك كل الشكوك بأن الله سيستجيب. معظم الناس لا يحصلون على استجابة الله بسبب تشككهم وارتيابهم. إذا كان لديك التصميم المطلق للحصول على شيء ما فلن يصدك شيء عن بلوغه. عندما توقف المجهود وتكف عن المحاولة تكون قد حكمت على نفسك بالفشل. أما رجل العزيمة والنجاح فلا يعرف كلمة "مستحيل".

الإيمان هو قوة الله اللامتناهية في نفوسنا. الله يعلم عن طريق وعيه بأنه خلق كل شيء. لذلك الإيمان يعني المعرفة والاقتناع بأننا مخلوقون على صورة الله.

عندما نكون متوافقين مع وعيه في داخلنا نستطيع أن ننجز أموراً عظيمة. تذكـّر أن إرادة الله الكلية تكمن في إرادتك. عندما تهاجمك المصاعب ومع ذلك ترفض الاستسلام، وعندما تصبح مقتنعا تمام الاقتناع بأهمية بلوغ الغاية المقدسة ستجد الله متحدثا إليك.

وبما أن الله هو الاهتزاز الكوني، فهذا أيضا يعني أنه "الكلمة". والله كونه الكلمة فهو الصوت الهادر المدوي في كل الذرات. توجد موسيقى صادرة عن الكون، يلتقطها كل المتعبدين المتأملين بعمق. إنني أسمع صوته في نفس هذه اللحظة. الصوت الكوني الذي تسمعه في التأمل هو صوت الله. وهذا الصوت يحوّل ذاته إلى أية لغة تفهمها. عندما أصغي إلى (أوم) وأطلب أحيانا من الله أن يطلعني على شيء ما، فإن ذلك الصوت المبارك (أوم) يترجم ذاته إلى اللغة الانكليزية أو البنغالية ويعطيني إرشادات دقيقة وصحيحة.

الله يتحدث للإنسان من خلال بصيرته أيضا. إذا تعلمت كيف تصغي للاهتزاز الكوني، يسهل عليك سماع صوته. عندما تبعث نداءك لله عبر الأثير الكوني فإن الأثير نفسه سيتماوج بصوته فيما إذا كانت إرادتك قوية وفعـّالة بما فيه الكفاية. إنه يتحدث إليك على الدوام، قائلا ً:

"نادني. تحدّث إليّ من أعماق قلبك.

ناجني من صميم وجدانك وأغوار كيانك،

بتصميم مجيد ومواظبة رائعة وعزيمة راسخة،

مهما طالت فترات صمتي.

فإن همستَ لي في قلبك على الدوام:

يا معبودي الصامت تكلم معي، سآتي إليك وأجبر بخاطرك يا متعبدي!"

ومتى حصلت على تلك الإجابة المقدسة ولو لمرة واحدة، فلن تشعر بعدها بأنك منفصل عنه. الإختبار المقدس سيرافقك على الدوام. ولكن تلك "المرة الأولى" صعبة لأن القلب والعقل غير مترسخين في القناعة المطلقة، ولهذا يتسلل الشك بسبب المفاهيم والقناعات المادية الماضية.

الله يحب همس القلوب

إن الله سيستجيب لكل إنسان، بصرف النظر عن الطبقة أو اللون أو المعتقد. هناك قول مأثور في البنغالية، وهو إن ناديت الله بصورة الأم الكونية، نداءً وجدانيا صادقا، فإنها لا تقدر أن تظل ساكتة، بل ستتكلم معك. ما أروع ذلك!

فكـّر بكل الأشياء التي أتتني اليوم وأخبرتك بها. يجب أن لا تشك بعد الآن بأن الله سيستجيب لك ما دمت مثابرا في بحثك عنه، وجادا في طلبك له.

"وكلـّم الرب كليمه وجها لوجه كما يكلم الرجل صاحبه."

والسلام عليكم

ضيفي الأبدي.. للمعلم برمهنسا

لقد طال احتجابك

تحت وخلف أفكاري المضطربة

وطال تهرّبك مني

في تضاعيف الأثير الموحشة.

أخيراً عثرت عليك

بين كثبان الزهد وعدم الاشتهاء.

سأشدّك إلى قلبي بحبال الحب الخالص

فأنت ضيفي الأعز ونزيل وجداني.

سأبقيك معززاً مكرماً في مضافة السكون،

في هيكل أحلامي

يا ضيفي المحبوب

خلف ستائر الشوق والمحبة.

سأحتفظ بك للأبد على مذبح

أناشيدي القدسية،

وسأبقيك معي خلف الجدران القوية

لحبي الأبدي لك.

www.swaidayoga.com


كان برمهنسا يوغانندا أول معلم هندي عظيم يعيش في الغرب لفترة طويلة (تزيد عن 30 عاما). وقد انحصرت مهمته الأساسية في تلقين علم الكريا يوغا التأملي، الذي يعمل على إيقاظ الوعي الإلهي في الإنسان. لقد أسس جماعة معرفة الذات/جماعة يوغودا ساتسانغا في الهند من أجل نشر تعاليمه في كل البلدان. المرتكز الأساسي لتعاليمه هو التنمية المتوازنة للجسم والعقل والروح، أما الغاية فهي الحصول على اختبار شخصي ومباشر مع الله. لقد قال برمهنسا يوغانندا بالوحدة الحقيقية لكل الأديان السماوية، مؤكدا أن الكريا يوغا تظهر أن التجربة الروحية (لمعرفة الله) هي واحدة بغض النظر عن المذاهب والتعاليم المختلفة. واعترافا ً بمساهمته الفريدة في تعزيز التفاهم والسلام بين الشعوب ونشر مُثــُُل الهند الروحية في العالم قامت حكومة الهند في سنة 1977 بإصدار طابع تذكاري تكريما ً له.

إن حياة وتعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا موصوفة في كتاب:

"مذكرات يوغي: السيرة الذاتية Autobiography of a Yogi "

لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء النقر على Older Post أو Newer Post أسفل الصفحة

ملاحظة: إسم المعلم برمهنسا يوغانندا يكتب أحيانا برمهنسا يوجانندا أو برمهنسا يوجنندا

No comments:

Post a Comment