Friday, July 1, 2011

برمهنسا يوغانندا: التحكم بالغضب

مزيد من تعاليم المعلم

برمهنسا يوغانندا Paramahansa Yogananda

على الرابط التالي:

www.swaidayoga.com

ترجمة: محمود عباس مسعود

في الحديث الشريف: "ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب"

ومن أقوال السيد المسيح: "إن كل من يغضب على أخيه باطلا يكون مستوجب الحكم"

كما نقرأ في الآية الكريمة: "والكاظمين الغيظ"

بهذه المأثورات السامية أود أن أستهل هذا الموضوع الذي يعالج الغضب من زوايا عدة ويتطرق إلى أسبابه، تبعاته، والطرق المناسبة للتعامل معه.

قد يظن البعض أن هذا الموضوع هو خاص فقط للذين "يعصّبون" أو يغضبون. لكن هذه العاطفة هي أعمق مما يبدو منها على السطح. إذ قد يفلح الشخص في التحكم بالمظهر أو التعبير العنيف للغضب، ومع ذلك يحمل في ذاته غضباً متوارياً وغيضاً مكبوتاً. هذا الغضب يتخذ عدة أشكال: سرعة الإنفعال وشراسة الخلق وضيق الصدر ونفاد الصبر والتململ والإستياء والحسد وحدة الطبع والمزاجية والتعاسة.

في الحقيقة ما من أحدٍ إلا ويعاني، إلى حد ما، من مشكلة الغضب، ما لم يكن قد بلغ مرحلة متطورة من الوعي.. مرحلة النشوة الروحية أو حالة النفس المطمئنة.

الغضب – بغض النظر عن شكله – ينجم عن عدم القدرة على تحقيق رغبة ما. ففي غياب الفرح الباطني النابع من تواصل النفس مع مصدرها الإلهي، يحاول الإنسان تحقيق رغباته عن طريق المتع الحسية التي هي في الأصل غير ممتعة بالنظر إلى عدم ديمومتها وتبعاتها غير الصحية في كثير من الأحيان.

تلك الرغبات غالباً ما تولد الإحباط ثم الغضب الذي يقود إلى تدمير الوعي الروحي.

إن أنجع طريقة للتغلب على الغضب هي التعامل مع جذوره المتمثلة في الرغبات. فكلما ازدادت الرغبات كلما تضاعفت الإحباطات. مستحيل تحقيق كل الرغبات لأن المشتهيات لا ترتوي ولا تقف عند حد. وكلما عملنا على تحقيق رغبة ما كلما زاد تعلقنا بها، وكلما كان تعلقنا قوياً كلما زاد تألمنا لحرماننا من التوصل إلى كل ما من شأنه تحقيق مشتهياتنا وإشباع رغباتنا.

مثال على ذلك لقد وهبتنا الطبيعة الإحساس بالجوع بحيث نعلم عندما يحتاج الجسم إلى غذاء. لكن التعلق يضخـّم ذلك الإحساس ويحوله إلى ألم نفساني. فإن كان شخص يحب الأكل واضطر للإمتناع عن تناول الطعام لمدة ثلاثة أيام - سواء لأسباب صحية أو روحية – فمن الأرجح أن مثل ذلك الصيام سيكون مصحوباً بدرجة من الغضب.

من ناحية أخرى بإمكان البعض الإمتناع عن الطعام لأيام بطولها دون الإنزعاج لغياب الطعام، لأنهم مارسوا ونجحوا في عدم التعلق برغبات الجسد.

عندما نفهم أن الرغبات هي سبب الغضب، نريد معرفة الطرق الناجعة للتعامل البنـّاء مع تلك الرغبات. هناك عدة مقاربات لهذه الغاية:

أولاً: تحقيق الرغبات

بالنسبة للرغبات البسيطة التي لا ضرر منها، الطريقة المنطقية هي تحقيقها. لكن المشكلة تكمن في بزوغ رغبات جديدة جراء تحقيق تلك الرغبات.

فالشهوة ُ بالكادِ تخمدُ نارهــا أو يتضاءل أبـــــداً أوارهـــــا

كالنار ِ تنشط ُ بالوقودِ تأججاً ويخفّ ُ، إن لم تـُلقمُ - سعيرها


والسلام عليكم

لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء النقر على Older Post أو Newer Post أسفل الصفحة

No comments:

Post a Comment