Sunday, November 9, 2014

القوانين الأبدية للسعادة



القوانين الأبدية للسعادة



للمعلم برمهنسا يوغانندا 
PARAMAHANSA YOGANANDA   
  ترجمة: محمود عباس مسعود
لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء الضغط
 على Older Posts أو  Newer Posts

في أسفل الصفحة أو أحد السهمين



إن الجائحات والنوازل والتغيّرات العنيفة التي تحدث في الطبيعة وتجلب معها الخراب والدمار والضرر الجماعي ليست "قـَدراً إلهياً". هذه الكوارث تنجم عن أفكار وأفعال الإنسان. فحيثما يختل ميزان العالم الإهتزازي للخير والشر بتراكم الأمواج والذبذبات الضارة المؤذية بفعل نوايا الإنسان السيئة وأفعاله الخاطئة تعم الفوضى ويحدث الدمار على نطاق واسع.
وسيستمر العالم في معاناته للحروب والنكبات والفواجع إلى أن يصحح البشر أفكارهم وتصرفاتهم الخاطئة. الحروب لا تحدث كقـَدَر سماوي ولكن بسبب الأنانية المادية الواسعة الإنتشار.  فلو تخلص الناس من الأنانية الفردية والصناعية والسياسية والروحية والقومية لأصبحت الحروب في خبر كان.
عندما تحتل الروح المادية وعي الإنسان وتسود تفكيره يَحدث انبعاثٌ لإشعاعاتٍ شفافة سالبة. والقوة التراكمية لتلك الذبذبات السالبة تلحق أشد الضرر بميزان الطبيعة الكهربائي حيث تحدث الزلازل والفيضانات وكوارث أخرى. الله ليس مسؤولاً عنها. فأفكار الإنسان يجب أن تـُضبط قبل أن يصبح التحكم بالطبيعة ممكناً.
قيل أن إبان الحِقبة الذهبية لأحد حكام الهند الأبرار لم تحدث أية حادثة ولا موت مبكر ولا نازلات طبيعية عكرت سلام مملكته وانسجامها التامين.
عندما يعيش أفراد الأسرة باستقامة أكبر سيشهد كل بيت مزيداً من الوئام والصحة والألفة. أما عندما يأخذ أعضاء الأسرة الواحد من الآخر بروح الأنانية القبيحة فإن البيت سيشحن تلقائيا بالتنابذ والتباغض. وهذا ينطبق على الشعوب أيضاً. فعندما يحيا البشر بأمانة واستقامة سيبصرون مملكة الله على الأرض.
الوقت قصير. إننا اليوم هنا وغدا نرتحل. البحث عن الله هو أسمى امتياز للإنسان. يجب أن ننتفع من الحرية التي وهبها لنا الله في هذه الحياة ونستثمرها خير استثمار كي نتأكد بالإختبار الشخصي من الحقائق الروحية الأزلية.
الخطيئة هي كل ما يسبب الألم والمعاناة للإنسان. والفضيلة هي ما يجعله سعيداً على الدوام. إن كان الشخص لا يمتلك انسجاماً روحياً في أفكاره وسلاماً في ذاته، فلن يقدر البيت الجديد أو السيارة الجديدة أو أي شيء جديد آخر على جلب السعادة والطمأنينة لروحه، بل سيلازمه جحيمه النفسي حتى بامتلاكه تلك الأشياء الجديدة وأكثر منها.
للسعادة الحقيقية القدرة على تحدي الأحداث والصمود أمام كل الاختبارات الخارجية. فعندما تقوى على تحمّل العذاب الممض والمحن القاسية بفعل تحامل الغير عليك ومحاولاتهم الشريرة لإيذائك والإيقاع بك، وتقابل مع ذلك تعدياتهم بالمحبة والتسامح..
وعندما تتمكن من الإحتفاظ بسلامك النفسي بالرغم من الوخزات الأليمة للظروف الخارجية، عندها ستتذوق طعم السعادة.
تقول الأسفار المقدسة أن الذي يتجاهل الوصايا الإلهية ويجري وراء أهوائه ورغباته الحمقاء لا يعثر على السعادة ولا يوفق في الوصول إلى غايته القصوى.  وتهيب بالباحث عن الحقيقة بأن تكون الكتب المقدسة المنارة والحَكم في تقرير ما ينبغي عمله وما يجدر تلافيه، وأن يتبصّر الأمور ويتصرف على هدي الحكمة.
إن ذوي القناعة الذاتية هم الذين يسلكون باستقامة.  السعادة تأتي فقط من التفكير النظيف والعمل المستقيم.  إن كنت سعيداً الآن ستكون سعيداً في المستقبل هنا وفي العالم الآخر.  يجب أن نختزن محصول الخير باستجماع ثمار الحكمة ما دامت شمس الفرص المتاحة مشرقة. وبعبارة أخرى يجب اغتنام الفرص قبل فوات الأوان.
(واغتنم الفرصة َ إن الفرصة ْ              تصيرُ إن لم تغتنمها غصة ْ)
لقد وضع الله لنا قوانينَ روحية تدعى وصايا. لكن هذه الوصايا يتم تجاوزها وخرقها في كل يوم وفي كل مكان. وما لم يفهم الناس معناها الروحي فسيتذمرون وينفرون منها دوماً. تلك الوصايا هي قوانين سلوك أزلية تؤيدها كل الأديان السماوية. لكن النصوص في معظم الأحيان لا تفسر الجانب السيكولوجي لهذه الوصايا والفوائد التي تقترن بتطبيقها.
الناس يتقبلونها في أماكن العبادة لكنهم لا يتصرفون بمقتضاها خارج تلك الأمكنة، مبررين ذلك بأن تلك الأحكام هي غير عملية أو منطقية ولا تناسب روح العصر. ومع ذلك فإن انتهاك تلك الوصايا هو السبب الرئيس لكل شقاء في العالم.  
ولكن ما هو نفع تلك الوصايا وأين تكمن فوائدها؟
الكتب المقدسة تنصح الإنسان بأن يتفكر في الله ويغمر عقله به ويسلم كل الأمور له وأن يعبده عبادة صادقة لا تخالطها مراءاة ولا يشوبها رياء.
معرفة الله يجب أن تكون غاية الحياة. الواجبات الدنيوية لا يمكن إنجازها دون الإستعانة بالقوى الممنوحة للإنسان من الله. فإنجاز الشخص لواجباته العادية مع نسيانه لله هو خطأ وخطيئة.
الخطيئة معناها الجهل: التصرف بكيفية معاكسة لخير الإنسان الأعظم. لماذا يشعر الناس بالحزن والندم؟ لأنهم لم يتصرفوا باستقامة.. لأن الله لم يكن الأول في قلوبهم.
يجب أن لا يكون في حياة الإنسان أي شيء يؤلهه ويعتبره أهم من الله. إن اهتم المرء بالله اهتماماً صادقاً وقام بواجبه الروحي نحوه ستتحسن أوضاعه على كل صعيد وسيشعر بالأمن والطمأنينة بالرغم من كل الظروف المحيطة به.
حالما يشرع الإنسان بعبادة الممتلكات والمال والشهرة وأي شيء آخر ما عدا الله تكون التعاسة من نصيبه. الذين يحصرون جل اهتمامهم في تلك الأمور هم بالحقيقة يعبدونها ولذلك لا يقتربون من الله بل يبتعدون عنه. أما الذين يتفكرون في الله ويتأملون عليه ويناجونه في ضمائرهم فيقتربون منه ويشعرون بفرح باطني لتواصلهم الصامت معه.
الله وحده قادرٌ على تحقيق أحلام وآمال الإنسان في الحصول على سعادة دائمة. ولذلك يجب عدم السماح لأي شيء باحتلال مكان الله في القلب.
هناك رموز مقدسة قد تساعد المريد على تذكر الله والتقرب منه. ولكن إن راح الإنسان يعبد تلك الرموز فيصبح ضررها أكثر من نفعها. العبادة يجب أن لا توجّه إلا للباري تعالى لأن لا شيء غيره يستحق العبادة.
مهما كانت طبيعة العبادات الطقسية فإنها مقبولة عند الرب ما دام المتعبد يؤديها بوعي روحي وشوق لله. لكن الكثير من الناس لا يدركون جوهر العبادة فيتحولون بأفكارهم وقلوبهم من الله إلى الطقوس فلا يستفيدون كثيراً من عبادتهم تلك.
المتعبدون الصادقون لا يسمحون لوعيهم بأن ينحصر في أية صورة أو شكل، لكنهم يركزون بأعمق محبة وانتباه تام على الروح الإلهي خلف كل الصور والأشكال.
الله مطلق لا نهائي ولا يمكن لأية صورة أو تمثال احتوائه.
يمكن القول أن الله يَظهرُ في كل من يحبَّه محبة خالصة ويتوافق معه لأنه حاضر في كل مكان ولذلك فهو حاضر في الجميع. لكن ليس لكل واحد القدرة على إظهار الحضور الإلهي. الشمس تسطع بنفس المقدار على قطعتي الفحم والألماس، لكن الألماسة تستقبل نور الشمس وتعكسه، بينما الفحمة لا تستطيع ذلك.
وبالمثل فإن كل الناس يعومون في نور الله ولكن قلة قليلة باستطاعتهم استقبال ذلك النور وإظهاره في أفكارهم وأعمالهم. ولكي يفعلوا ذلك يجب أن يطهروا أنفسهم بالتأمل وباتباع التعاليم والوصايا الإلهية.
عندما نتلفظ باسم الجلالة يجب أن نكون على دراية وجدانية وثيقة بما نقوله. لو استطعتَ أن تنفذ إلى أفكار الناس أثناء صلاتهم لوجدت أن معظمهم يفكرون بكل شيء آخر ما عدا الله، مع أنهم يتلفظون بإسمه! فصلاة من هذا النوع عقيمة وبلا قيمة.
عندما نصلي يجب أن نبذل قصارى جهدنا كي نحصر كل ذهننا في الله بدلا من ترديد إسمه المبارك وفي نفس الوقت نسمح لأفكارنا بأن تحوم حول أشياء أخرى. لقد كانت إحدى عماتي تردد صلواتها على السبحة وكانت السبحة نادراً ما تفارق يدها. لكنها اعترفت لي ذات يوم بأنها بالرغم من ممارسة عادة الصلاة تلك لأربعين سنة بطولها لم يستجب الله لصلواتها. لا عجب! فإن "صلواتها" لم تكن سوى عادة عصبية ليس إلا.
عندما نصلي يجب أن لا نفكر بأي شيء آخر سوى الله. ويجب أن نعمل ما بوسعنا لأن نكون صادقين في عبادتنا مخلصين في دعائنا.
لا بأس من استخدام المسبحات والتلفظ الدائم بإسم الله عندما تكون الممارسة نابعة من القلب ومدعومة بالإخلاص وتركيز الذهن. ولكن هذه الممارسة قد تصبح آلية مع الأيام.
  يجب أن نهمس إسم الله في قلوبنا على سبحة الشوق والحب الإلهي، وتلك هي العبادة الفعلية التي تلامس قلب الله. التلفظ باسم الله بشعور بارد وفكر شارد هو تجديف على المقدسات واستهتار بها. عندما يصلي المرء يجب أن يمتلئ قلبه وعقله بحب الله. إن التدرّب على تركيز العقل بالرياضة اليوغية العليا يساعد على التقرب من الله المصدر الأسمى ذي البهاء والسناء مثلما يساعد على التفكير بالله والتواصل معه.
كما يجب تخصيص يوم من أيام الأسبوع للخلوة الروحية (إن أمكن) قصد التفكير بالله والاستمتاع بالسكينة حيث السلام والراحة النفسية. إن وقتاً تصرفه على هذا النحو سيكون بلسماً شافياً للمتاعب والمضايقات التي تمر بها خلال باقي أيام الأسبوع.
كل واحد يحتاج إلى قضاء يوم واحد من كل أسبوع في "المستشفى الروحي" كي يبرأ من جروحه وآلامه النفسية.
عندما يصبح ذلك اليوم يومَ سلام وفرح ورضاء ستنتظره بشوق من أسبوع لآخر. الخلوة هي ثمن العظمة.  وستندهش للنتائج الرائعة التي ستحصل لعقلك وجسمك ونفسك بفضل تلك الخلوة الروحية والتواصل مع روحك ومع الله. إن كنت تصبو للسعادة الحقيقية فيجب أن تغمر نفسك في بحر السلام الإلهي في الصباح الباكر عند الإستيقاظ، وأيضاً قبل النوم ليلا.
إن حكماء الهند ينصحون ليس بيوم واحد للخلوة وحسب، بل يؤكدون الحاجة للتأمل الهادئ خلال أربع فترات محددة في اليوم. عند الفجر، وقبل النهوض ورؤية أي إنسان، يجب الاستمتاع بالهدوء والإحساس بالسلام. وعند الظهيرة يجب تهدئة الفكر قبل تناول طعام الغداء، وكذلك الاستمتاع بقسط آخر من السلام قبل تناول وجبة العشاء، وقبل الذهاب للفراش ليلا يجب الدخول في حالة السلام ثانية.
الذين يراعون الصمت بدقة أثناء الخلوة وخلال هذه الفترات اليومية الأربع لا بد وأن يشعروا بتناغم مع الله. ومن لا يستطيع مراعاة كل هذه الفترات فيجب أن يكرّس فترتيّ الصباح والليل على الأقل. وبفعل ذلك ستتبدل حياته نحو الأفضل وسيشعر بالسعادة، والتجربة خير برهان.
إن بقيتَ تكتب شيكات وتوقع عليها دون إيداع ما يكفي من رصيد لتغطية حسابك المصرفي فسينفد ما لديك من مال. وهذا ينطبق أيضاً على حياتك. فبدون الودائع المنتظمة من السلام في حساب حياتك ستـُصرف قدرتك وتنفد سكينتك وتتبخر سعادتك. وباختصار ستعاني في النهاية من الإفلاس العاطفي والعقلي والجسدي والروحي. لكن التأمل اليومي العميق على الله سيعوّض النقص في حسابك النفسي.
المريد الراغب يتأمل كل يوم ويناجي الله بكل ما في قلبه من حب وحنين متودداً إليه كي يظهر ذاته له. إن كنت من عشاق الله وتتشوق لملامسة حضوره فيجب أن تغمر عقلك وجسمك بسلامه وستبتسم لك الحياة وتتحسن أمورك من نواح عديدة. الشخص الهادئ نادراً ما يرتكب خطأً، وينجح حيث يفشل الآلاف غيره.
من لا يفكرون بالله ولا يهتمون به يصابون بالكآبة والنكد. يصبحون عصبيين ويتحولون إلى آلات متحركة.
إن شمس الحكمة والسلام ستشرق في سماء السكون وستغمر كيانك بأشعتها الشافية ما دمت تبذل مجهوداً روحياً وتمنح المقام الأول لله في قلبك.
يوم التأمل يجب أن يكون أيضاً يوم راحة نفسية وجسدية وتنمية السلام المقدس. وكل نشاط يثمر حكمة وسلاماً هو نشاط مبارك في ذلك اليوم.
أما بخصوص إكرام الوالدين فالكتب السماوية أوصت بهما خيراً: "أكرم أباك وأمك" "وبالوالدين إحسانا".
الأب والأم البشريان ينبغي تكريمهما كنائبين لله الذي زودهما بموهبته لخلق الإنسان. الأم هي محبة الله النقية المجسّدة لأن الأم المُحبة تصفح حيث لا يسامح أحد.
والأب هو مظهر الحكمة لله والحماية لعياله.
يجب أن لا يحب الإنسان أباه وأمه بمعزل عن الله، بل كمظهر لحبه ذي الحماية والحكمة. إن الروح الإلهي الفائق يصبح الأب والأم كي يساعد الطفل، لذلك يجب إكرامه في الوالدين.
كما توصينا الكتب المقدسة بعدم القتل رغبة في القتل، لأن المرء يصبح عندئذ قاتلاً. يجب أن لا يسلب الإنسان حياة إنسان آخر في لحظة انفعال عاطفي عنيف. ولكن إن تعرّض أحباؤه للخطر  فيجب أن يقاتل من أجل حماية الذين منحهم الله له، إذ للإنسان واجب مقدس للدفاع عن أسرته وبلاده.
وبخصوص التحذير من الزنا، فالغرض المثالي من الإتحاد الجنسي يجب أن يكون إنجاب أطفال مخلوقين على صورة الله، والإعراب عن الحب النقي الذي يشعر به شريكا الزواج اللذان يبصران الله في أحدهما الآخر. أما الذين يعيشون على المستوى الجسدي وحسب، دون أي اعتبار للحب الحقيقي أو الهدف السامي الذي من أجله خلق الشعور الجنسي فيرتكبون الزنا بحسب هذه الوصية. ففي هذه الحال لا يفترق الإنسان عن الحيوان الذي يقضي شهوته الجنسية ويمضي في حال سبيله.
لقد خلق الله هذا الدافع الخلاق في الرجل والمرأة للإنسال والتعبير عن الحب الحقيقي المتبادل في الحياة الزوجية ولا ينبغي إساءة استعماله بخلاف ذلك بل تحويله إلى نشاط ومعرفة مقدسة.
إن استطعت التحكم بالقوة الجنسية وتوزيعها في كيانك ستتمكن من تنمية قدرات عقلية عظيمة للكتابة والرسم أو للإفصاح عن مواهب كامنة في طرق أخرى لا تحصى.
وإذ تتمكن في نهاية المطاف من ضبط النشاط الخلاق وتحويله روحياً ستشعر بسلام عظيم وحب كبير وغبطة روحية متزايدة.
فالقديسون والأقطاب الروحيون الذين حولوا نشاطهم الجنسي تحويلا روحيا هم جبابرة قادرون على القيام بإنجازات مدهشة ومذهلة في العالم وفي البحث الباطني عن الحق.
وهكذا فإن أسمى استخدام للدافع الجنسي هو تصعيد قوّته أي تحويل طاقته إلى هدف أسمى من أجل إظهار الحكمة والأفكار السامية والمثل الروحية. يجب أن لا يتلذذ الإنسان بالأفكار الجنسية أو يشتهي جنسياً ما هو محرّم عليه. وعندما يحرز هذا النوع من ضبط النفس سينظر نظرة سليمة إلى الجماع وغرضه السامي.
إن الإستعباد للأمور الجنسية يعني فقدان الصحة وضبط النفس والسلام الفكري، وباختصار كل مقومات السعادة التي يحتاج لها الإنسان.
كما تهيب بنا الكتب المقدسة بألا نسرق. فلو كانت هناك جماعة مؤلفة من ألف شخص وكل واحد راح يسرق من الآخر لكان لكل واحد 999 عدواً. لهذا يجب أن لا يتعدى الشخص على حقوق غيره وأن لا ينتزع منهم أرضهم أو سلامهم أو محبتهم أو كرامتهم أو أياً من ممتلكاتهم المادية والمعنوية.  إن لم تشعر بالرغبة في أخذ ما ليس لك فالذي تحتاجه أو ترغب فيه سيأتيك. السرقة تتولد أولاً في الفكر عندما يبدأ الشخص بحسد الآخرين. يجب نزع بذور المشتهيات الخبيثة من الفكر.  الإيثار الروحي هو الطريق.. عندها سيجتذب الشخص البحبوحة تلقائياً وتتوارد عليه الخيرات من حيث يدري ولا يدري. إنه قانون إلهي لا يخطئ. أما السارقون والأنانيون فيلهثون طوال عمرهم وراء المادة وعيونهم دوماً على ما بحوزة الآخرين، حتى ولو كانت خزائنهم ملأى بالذهب.
وما لم يتم التخلي عن الأنانية المادية لا يمكن أن يعرف العالم السعادة.
تأتي السعادة فقط بالتعاون الروحي. عندما يحس الشخص باحتياجات الغير كما لو كانت احتياجاته الخاصة ويعمل من أجل الآخرين كما يعمل من أجل نفسه.
وهناك وصية أخرى هامة وهي عدم الشهادة بالزور. فإلحاق الضرر بأي إنسان من قبيل تشويه الحقيقة هو أسلوب آخر لتمزيق السعادة الإجتماعية.  إن كان الإنسان يرغب في أن يُعامَل معاملة حسنة فينبغي أن يعامِل الآخرين بنفس الكيفية. يجب قول الحق دائماً إنما يجب التمييز بين قول الحقيقة وإدراج الوقائع. فالإشارة إلى شخص ما بأنه أعرج أو أعمى هي إشارة مؤلمة ولا خير فيها، إذ ينبغي مراعاة مشاعر الآخرين ومحاولة عدم إحراجهم. كما أن الإخبار بحقيقة من شأنها خيانة شخص آخر دونما غاية شريفة هو خطأ أيضاً. من ناحية أخرى يجب أن لا يكذب الشخص تجنباً لقول الصدق، بل بإمكانه أن يلتزم الصمت حيال بعض المواقف لئلا يحرج الآخرين أو يلحق الأذى بهم.
ويجب أن يحترس الشخص من الحسد الذي هو مرض أكال ينهش سلام الروح نهشاً. كلما اشتهى المرء ما للآخرين كلما زادت تعاسته وتضاعف شقاؤه. الحاسد يمضي حياته منغصاً لا يعرف لراحة البال طعماً. الأحرى به أن يحترم نفسه ويعتمد عليها وأن يطلب الثراء الروحي في باطنه.
كرامة المرء وقيمته الذاتية هي أعظم بكثير من أي شيء يتوق إليه ويرغب في الحصول عليه. إن الله ظاهر في كل إنسان بكيفية غير ظاهرة في أي كائن بشري آخر. فوجهه ليس كوجه أي إنسان آخر، ونفسه ليست كنفس أي إنسان آخر.. لأنه داخل نفسه يكمن أعظم كنوز الكون على الإطلاق.. وذلك الكنز الأعظم هو الله.
والسلام عليكم.

 تفضلوا بزيارة موقع سويدا يوغا وصفحة المعلم برمهنسا يوغانندا على فيس بوك


 لقراءة المزيد رجاء الضغط على Older Posts أو  Newer Posts
في أسفل الصفحة








No comments:

Post a Comment