Sunday, November 9, 2014

العلاج بقوة الله المطلقة



العلاج بقوة الله المطلقة


للمعلم برمهنسا يوغانندا 
PARAMAHANSA YOGANANDA   
  ترجمة: محمود عباس مسعود

لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء الضغط
 على Older Posts أو  Newer Posts

في أسفل الصفحة أو أحد السهمين


 
المرض هو على ثلاثة أنواع:  جسماني ونفساني وروحاني.  المرض الجسماني ينجم عن أشكال متعددة لحالات التسمم والأمراض المُعدية والحوادث.  المرض النفساني سببه الخوف والقلق والغضب ومشوشات عاطفية أخرى.  أما المرض الروحاني فيعود إلى جهل الإنسان لعلاقته بالله.
الجهل هو المرض الأكبر.  وعندما يتخلص الإنسان من الجهل يتخلص أيضاً من مسببات كل الأمراض الجسدية والنفسية والروحية.  غالباً ما كان معلمي سري يوكتسوار يقول: الحكمة هي الدواء لكل داء.
إن محاولة التغلب على كل أنواع المعاناة باستخدام الأساليب المحدودة للعلاج المادي غالباً ما تكون مخيبة للأمل. الشفاء الدائم من أمراض الجسد والعقل والروح مستطاع فقط بالقوة غير المحدودة لأساليب العلاج الروحية.  تلك القوة العلاجية غير المقيَّدة يجب التماسها من الله.  إن كنت قد تألمت نفسياً لفقدان أحبتك، يمكنك العثور عليهم ثانية في الله لأنه على كل شيء قدير وكل الأشياء ممكنة بعونه.
بعض الناس يقولون أن لا وجود إلا للعقل وأنه لا حاجة لمراعاة قوانين الصحة أو استعمال أي من وسائل الإسعافات المادية من أجل الشفاء.  هذا يصح عندما يكون الإنسان على معرفة وثيقة بالله وبقوانينه.  ولكن ما لم يبلغ الإنسان المعرفة الحقيقية يجب أن يستخدم المنطق والتمييز الصحيح لعمل ما ينبغي عمله.  وفي نفس الوقت يجب أن لا يشك المرء بالله وبعونه بل ينبغي أن يؤكد على الدوام إيمانه بقوة الله المقدسة الكلية الحضور.
الأطباء يحاولون معرفة أسباب المرض واستئصال تلك الأسباب بحيث تصبح عودة المرض مستحيلة.  وفي استخدامهم لأساليب العلاج المادي العديدة المحدودة يظهرون براعة فائقة في معظم الأحيان.  ومع ذلك ليس كل داء يستجيب للأدوية والجراحة، وهنا تكمن محدودية الأساليب التقليدية للعلاج.
المواد الكيماوية والأدوية لا تؤثر إلا بالبنية الخارجية لخلايا الجسم دون أن تغيّر التركيبة الذرية الداخلية للخلايا.  في معظم الحالات يستحيل شفاء المرض ما لم تصحح قوة الله الشافية – من داخل الجسم – الخلل في قوة الحياة الواعية وإعادة التوازن إليها.
عدم التوازن في قوة أو طاقة الحياة يؤثر سلباً على صحة الجسم.  وعندما يعود التوازن الطبيعي التوافقي لهذه الطاقة الشفافة بقوة الله المقدسة تستعيد خلايا الجسم توازنها ويحصل الشفاء التام بصورة تلقائية في معظم الحالات. قوة الحياة هذه شبيهة بالكهرباء التي تصعق خلايا المرض وتحد من انتشارها في الجسم.
الإصابة والمرض – وليس الشيخوخة – هما عادة السبب الرئيسي للوفاة.  معظم الناس يقضون قبل الحلول الفعلي للشيخوخة.  في بعض الحالات الإستثنائية تصبح كل أعضاء الجسم ضعيفة واهنة مرة واحدة فيموت الأشخاص دون ألم كالثمرة الناضجة التي تسقط من الشجرة في أوانها.  لكن أغلب الناس يتم قطفهم من شجرة الحياة قبل أن ينضجوا تماماً.
في معظم حالات الموت يتوقف أحد أعضاء الجسم عن أداء وظيفته قبل باقي الأعضاء الأخرى. وقد تحصل الوفاة أيضاً إن كان أحد الأعضاء أقوى وأكثر نمواً من عضو آخر.   إن عدم توازن قوة الحياة في الجسد قد يسبب تألماً بل وقد يؤدي أيضا إلى الوفاة.  مثال على ذلك، إن امتلك صاحب القلب الضعيف جسداً قويَّ العضلات فقد يؤذي قلبه بإجهاد قوته العضلية.  الرجل الجبار يوجين ساندو مات في سن الثامنة والخمسين بسبب انفجار أحد الأوعية الدموية في دماغه نتيجة لرفعه سيارة بمفرده. هذا الرجل كان من المنادين بأهمية التنمية الجسدية والمصارعة، وكان شهيراً ببنيته وقوته الجسدية.  التمرين المفرط الذي يؤدي إلى تنمية غير متوازنة قد يكون له نتائج عكسية وعواقب ضارة.
تمارين معرفة الذات لشحن الجسم بالطاقة، عن طريق التوجيه الواعي للنشاط الحيوي بقوة الإرادة، تقلل من إجهاد القلب وتوفر مجالاً لتنمية الجسد بكيفية متناسقة.  التمرين البسيط في الهواء الطلق كالمشي والغذاء المتوازن مع الإعتدال في تناول الطعام والتأمل الهادئ، كلها تساعد على الصحة وتزويد الجسم بالطاقة والحيوية.
المعلم الروحي قد يتجاهل- دون أي تأثير معاكس- قواعد التغذية والصحة.  لكن على الشخص العادي أن يلتزم الحيطة ويراعي قوانين الطبيعة لإبقاء جسمه سليما معافىً.
الغذاء يجب انتقاؤه بعناية وحكمة.  وللمحافظة على صحة جيدة يجب أن يشتمل الغذاء على بعض المقادير من النشويات والبروتينات والدهنيات، لكن هذه المواد قد تكون ضارة عند الإكثار منها. لا يحتاج الجسم سوى إلى كمية قليلة من النشاء.  فالخبز لم يعد يعتبر "عصب الحياة" لأن الكميات الزائدة من النشاء – لا سيما من الطحين الأبيض – تسبب تراكم المادة المخاطية في الجسم.  بعض المخاط بالطبع ضروري للجسم لمنع دخول الميكروبات الضارة إلى الأغشية المخاطية.  يجب تناول مقادير وافية من الأطعمة المحتوية على نسب عالية من الأملاح المعدنية كالفواكه والخضروات.  هذا النوع من الغذاء يمنع الإمساك الذي يعرّض الجسد لأمراض شتى.
الطبيعة تحاول إزالة أسباب الخطر أو المضايقات الجسدية.  فعندما يدخل الغبار العينين نحاول طرده بالرَمش المتواتر بصورة لا إرادية.  وعندما يدخل التراب أو الغبار الأنف نعطس.  إن تناولنا شيئاً غير نافع نتخلص منه بالتقيؤ.  وعندما يهاجم المرض أياً من أعضاء الجسم الداخلية توفر الطبيعة وسائلَ عديدة لصيانة العضو ذاته والدفاع عنه.  ومع ذلك، وبسبب الكثير من العادات غير الصحية التي أبعدت معظم الناس عن الطبيعة فقد تعطلت بهم القوى الفطرية فلم تعد قادرة على العلاج الذاتي.
الميكروبات الضارة تهاجم الجسم باستمرار مثلما تدافع عنه الميكروبات الطيبة باستمرار، مدعومة أحياناً بالتغذية والأعشاب الطبية والعقاقير وبعض الإجراءات الصحية الأخرى.  لكن مصدر الشفاء غير المحدود للإنسان يكمن في عقله القوي وبإيمانه المطلق بأنه صورة الله التي لا يمكن أن تتأثر بالمرض.
قوة العقل أعظم بكثير من قوة الأدوية، لكن من غير المنطق نكران قوة الأدوية لأنها لو لم تمتلك قوة لتمكن الإنسان من تناول السم دون أن يصاب بأذى.  ومع الإعتراف بقوة الأدوية، ينبغي في نفس الوقت أن يدرك الإنسان أن الإعتماد الدائم عليها ليس من مصلحته لأنها محدودة ولا بد أن تتوقف يوماً ما عن إعادة الجسد للصحة أو الصحة للجسد.
القوة اللانهائية الوحيدة للشفاء تكمن في عقل الإنسان وروحه.  الجسد لا يمكن علاجه بالوسائل الروحية إن كانت القوة العقلية واهنة والإيمان ضعيفاً. الشفاء الدائم يتم بواسطة قوة العقل غير المحدودة وبنعمة الله وبركاته.
تؤكد بعض المدارس الفكرية إمكانية شفاء الأمراض عن طريق أكل بعض أعضاء الحيوانات.  هناك متوحشون يلتهمون قلوب السباع معتقدين أن قلوبهم ستنتعش وتتقوى نتيجة لذلك.  وهناك دراسات طبية تؤكد أن أنسجة قلوب الدجاج لها تأثير نافع على قلب الإنسان، كما أن الكبد تساعد المصابين بفقر الدم.  لكن الكثير من المراجع الصحية تقول بأن الحديد والأطعمة الغنية بالفيتامينات كالبيض وجوز الكاشو cashew وفول الصويا والدبس أو المولاس والمشمش المجفف وفول الليما المجفف والحمص والجزر الأبيض والسبانخ والبقدونس يمكن أن يستعاض بها تباعاً عن الكبد في التغلب على فقر الدم.  الببسين المستخلص من أعضاء الحيوانات هو نافع للقرحات المعوية، لكن الببسين موجود أيضاً في ثمر الببايا papaya الذي له خواص شافية بالنسبة للمتألمين من عسر الهضم.
عندما يكون الشخص مريضاً فقد يشعر أنه معذور لتناوله كل ما له قيمة غذائية، لكن اللحم الحيواني ليس بالفعل ضرورياً لذلك،  بل في الواقع اللحوم تزيد من العبء الجسدي بخلق مواد سامة في الأقنية الدموية.  وهكذا بينما تساعد اللحوم على شفاء مرض ما فإنها غالباً ما تخلق مضاعفات وحالات تساعد على تكوين مرض آخر في مكان آخر من الجسم.  لهذا فإن أضمن غذاء للإنسان هو الفواكه والخضروات الطازجة والمكسرات المطحونة (كالجوز واللوز والبندق وخلافها) والبروتينات النباتية واللبنية.   قد لا يتحمل الجهاز الجسدي في بعض الحالات الفواكه والخضروات النيئة، لكن الشخص العادي سينتفع بإضافتها إلى غذائه اليومي.
لقد أودع الله في الخضروات والفواكه قوة علاجية للمساعدة على التخلص من المرض.  وحتى هذه الأغذية لها مفعول محدود.  إن أعضاء الجسد تعال أصلا بطاقة الله، والشخص الذي يستخدم أساليب متعددة لزيادة هذه الطاقة سيمتلك قوة شفاء أعظم مما يقدمه الدواء أو الغذاء.
إن ثلاثة أرباع الجسم تتكون من الماء، ولذلك فحاجة الجسم إلى الماء أعظم من حاجته إلى الغذاء.  الموت عطشاً هو أكثر إيلاماً من الموت جوعاً.  فمن الضروري تزويد الجسم بكمية وافرة من الماء، كما أن تناول عصير الفاكهة غير المحلى نافع أيضاً.  في الأماكن التي تكون فيها نسبة الكالسيوم في الماء عالية لدرجة تبعث على تصلب الشرايين في الإنسان ينبغي الإستعاضة عن الماء بعصير الفاكهة والبطيخ الأحمر والأصفر وفواكه مشابهة. ومع ذلك يقول بعض أخصائيي الصحة أنه على المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية عدم تناولهم عصير الحمضيات.
تأكد من تناول كمية كبيرة من السوائل (ولا أعني المشروبات الغازية!) من أجل التخلص من السموم المتراكمة في الجسم.  إنما ينبغي تحاشي شرب السوائل مع وجبات الطعام لأن ذلك قد يضر بعملية الهضم.  يميل الشخص إلى تناول بعض السوائل لتسهيل هضم طعامه بدلا من مضغه جيدا. المضغ الجيد مهم لأن ليس للمعدة أسنان!  وما لم يتم هضم المواد النشوية جزئياً في الفم فإنها غالباً لا تهضم كلياً في المعدة. كما أن الأكل السريع ضار وخاصة إذا تم تناول كميات كبيرة من السائل مع الوجبة لأن السائل والحالة هذه يخفف العصارات المعوية.  شرب السوائل مع وجبات الطعام يؤدي أيضاً إلى السمنة.
من المهم حفظ الأوعية الدموية بحالة جيدة.  لحم البقر ولحم الخنزير من شأنهما إفراز مواد سامة وميكروبات في الأوعية الدموية. كريات الدم البيضاء تحاول القضاء على الميكروبات، لكن إن كانت الأخرى قوية، وإن كانت كريات الدم البيضاء عاجزة عن مقاومتها تحدث تفاعلات سامة. إذا رغب الشخص في تناول اللحم فإن السمك والدجاج والضأن أفضل من لحم البقر ولحم الخنزير المنتجين للأحماض بنسب عالية.
القاعدة الأهم فيما يتعلق بالأكل هو عدم الإفراط. وكلما تحكم الشخص بشهيته كلما ازداد صحة وحيوية.  قد يشتهي الشخص نوعاً من الطعام بحيث يصعب عليه مقاومته. حواسه تدفعه دفعاً إلى ذلك الطعام.  ولكن إن لم يستجب لعاداته غير السليمة سيجد أنه أصبح يكره ما هو ضار ويحب ويحبذ ما هو نافع.  الشرهون يحشون بطونهم ولسان حالهم يقول "هل من مزيد؟" ولأنهم يأكلون أكثر من الضروري يجهدون مضخة القلب التي قد تكون عملت دون توقف على مدى أربعين سنة أو أكثر!
كثيرون يأكلون دون تبصر في ساعة متأخرة من الليل ثم ينامون بعد ذلك بقليل حيث تقل الحركة الداخلية للجسم، مما قد يُبقي الطعام في الجسم دون أن يهضم كما يجب.  ولذلك ليس من الحكمة تناول الطعام قبل الخلود للراحة ليلا.
جدير بالذكر أنه ليس هناك ما هو أكثر ضرراً بالجسم والعقل من المشروبات الروحية المسكرة، لأنه تحت تأثيرها قد يفعل الشخص أموراً يخجل من فعلها في صحوته وكامل وعيه.  العنف والطمع والتكالب على المال والشهوات الجنسية غير الطبيعية، وحتى القتل، كلها ربما تكون نتيجة للمشروب.  يقول الحكماء: الإعتقاد بأن الخمر والجنس والمال من مقومات السعادة هو الوهم الأول الذي ينبغي للإنسان أن يتغلب عليه حتى يتسنى له إدراك طبيعته الحقة.
الخمر يضاعف رغبة الإنسان في المحظورات وهو ضار للغاية لأنه يخلق الإضطراب ويخنق الصواب. الشخص الواقع تحت تأثير المسكر هو ليس إنساناً بالمعنى الحقيقي.  إنها الحكمة التي توحي للإنسان الاحتفاظ بالشهيات الطبيعية لا غير.
الصيام طريقة طبيعية للشفاء.  عندما تمرض الحيوانات أو أفراد القبائل البدائية فإنهم يصومون، مانحين بذلك الفرصة للآلة الجسدية كي تقوم بتنظيف ذاتها والحصول على الراحة الضرورية.  معظم الأمراض يمكن شفاؤها بالصيام الحكيم.
ملاحظة:  لقد استخدم الدكتور غرانت سركيسيان الصيام بكيفية ناجحة لمعالجة المصابين بأمراض متعددة، بما في ذلك الربو وأمراض الجلد والحالات الأولية لتصلب الشرايين وفرط ضغط الدم الشرياني والذبحة الصدرية وأمراض القناة الهضمية.  وبعد مغادرة المستشفى ينبغي اتباع غذاء حمية جيد الإنتقاء، ومن المفضل الخضروات والفواكه التي يعتبرها الدكتور سركيسيان هامة أيضا من أجل إطالة العمر.
وقد قال الدكتور روبرت كارنز أن شخصاً مصاباً بالمرض السكري عمره أربعة وثمانون عاماً كان يحصل على خمسة وعشرين جرعة من الإنسولين يومياً قبل الصيام، تمكن من الإستغناء عن الإنسولين بعد الصيام. ومريض آخر عمره ستون عاما قال أنه شعر بتحسن في حالة القلب والتهاب المفاصل.  وفي التجارب على الفئران التي تستعمل عادة كأساس لعلاج الأمراض البشرية تأكد أنه بالإمكان زيادة العمر بمعدل خمسين بالمائة عن طريق الصيام!
وما لم يكن قلب المرء ضعيفاً فإن الصيام القصير المنتظم قد أوصى به اليوغيون كطرق صحية ممتازة.  وهناك طريقة أخرى للعلاج وهي الأعشاب الطبية أو المستحضرات العشبية الملائمة.
في استخدام الأدوية يلاحظ الشخص أنها لا تمتلك القدرة الكافية على الشفاء، أو أنها قوية للغاية بحيث تثير وتهيّج الأنسجة الجسدية بدلا من شفائها.  وبالمثل فإن التعريض لبعض ضروب "الأشعة الشافية" سيحرق الأنسجة.  هناك محدوديات كثيرة لأساليب العلاج المادية.
أشعة الشمس هي أكثر نفعاً من العقاقير، إذ تكمن فيها قوة علاجية مدهشة.  يجب أن يأخذ الشخص حمّاماً شمسياً لعشر دقائق كل يوم ما دام متعوداً على التعرض للشمس، وما دامت أشعة الشمس لا تلحق الضرر بالبشرة.  فالتيار العلاجي الذي يتم استيعابه على هذا النحو يتم تخزينه في الجسم لفترة طويلة.  ومثل هذا الحمّام الشمسي إذا ما تعزز بعادات العيش الصحي سيحتفظ بالجسم مزوداً بما فيه الكفاية من طاقة الحياة للقضاء على كل الميكروبات الضارة.
الأصحاء لديهم مقاومة طبيعية للمرض، وخاصة لضروب العدوى.  يحدث المرض عندما تتضاءل قوة الدم المقاومة بفعل تناول الطعام غير الصحي أو بالإفراط في الأكل، أو عندما يكون الإنغماس الجنسي قد استنفد الطاقة الحيوية.  إن حفظ الطاقة الجسدية الخلاقة (أي النشاط الجنسي) يعني تزويد خلايا الجسم بطاقة الحياة الزاخرة بالنشاط والنابضة بالحيوية.  الإسراف في الممارسات الجنسية يوهن الجسم ويجعله عرضة للأمراض.
من الطبيعي أن تكون فرصة الشخص في التغلب على المرض هي أكبر في مرحلة الشباب منها في سن الشيخوخة.  ومع ذلك هناك استثناءات لهذه القاعدة بحسب كارما الشخص. العديد من الأطباء متفقون على إمكانية إطالة فسحة العمر باتباع أساليب العيش السليم.
إن عدداً من المعلمين الروحيين العظام عاشوا لبضع مئات من السنين، وأحدهم باباجي الذي ما زال حياً حتى يوم الناس هذا. (راجع {من هو المتوحد باباجي؟}).  الحياة يمكن إطالتها إلى أمد غير محدود، ليس بالطعام والدواء والتمرين والحمامات الشمسية والوسائل الأخرى المحدودة، بل بالوصول إلى قوة الله التي لا حد لإمكاناتها وقدراتها.  يجب أن لا نفكر بالجسم وحسب، بل بالروح أيضاً.   ومع ذلك فإن العظماء الذين توحدوا مع الروح الإلهي قد يتحملون آلاماً جسدية حادة.  لكن تلك الآلام غير مفروضة عليهم بل هم يختارون تحملها  عن طيب خاطر بتصريح إلهي ليستهلكوا في أجسادهم النتائج الكارمية لأفعال الآخرين الخاطئة كي يساعدوا أولئك الأشخاص ويخففوا عنهم أعباءهم.
كثيرون منهمكون طول الوقت ببناء أجسامهم بحيث يغفلون تنمية عقولهم مع أن مفتاح كل القوى يكمن في العقل.  وإن عجز الشخص عن تنمية تلك القوة فقد يموت إن تعرض لمرض خطير دون أدنى مقاومة، بصرف النظر عن العمر.
يجب صيانة طاقة أو قوة الحياة في الجسم، واتباع غذاء متوازن والاستبشار بالخير والتبسم. فمن يعثر على الفرح في ذاته يجد أن جسمه أصبح مشحوناً بتيار كهربائي مصدره طاقة الحياة المتصلة اتصالاً وثيقاً بالإرادة الإلهية والعقل الكوني. الإبتسام نافع جداً للصحة. إنه يستقطب اهتزازات إيجابية ويفتح آفاقاً من التفاؤل مثلما يستجلب السلام الذاتي والراحة النفسية.
كما أوضحنا فإن أساليب العلاج التي تطرقنا إليها باختصار – فيما يتعلق بالغذاء وتنظيف الجسد بالأعشاب الطبية أو الصيام – هي ذات فعالية محدودة.  ولكن عندما يكون الشخص مبتهجاً في ذاته فإنه يجلب لنفسه قوة الله التي لا تنضب.  ما أعنيه هو الإبتهاج الصادق وليس تلك البشاشة المصطنعة التي يتظاهر بها البعض ولا يحسونها في داخلهم.  عندما يكون الفرح الباطني حقيقياً يصبح الشخص مَلِك ابتسامات. البسمة النقية الخالية من الرياء تقوم بتوزيع التيار الكوني على كل خلايا الجسد.  الإنسان السعيد هو أقل عرضة للمرض لأن السعادة فعلاً تجلب إلى الجسم فيضاً أكبر من طاقة الحياة الكونية.
نبعُ السعادة ْ ينبغي أن ينبلجْ
من تربة العقلْ الرزينْ المبتهجْ

ويبعثُ الإشعاعَ مثلَ الجدول ِ
إلى نفوس ٍ تستطيبُ الجذل ِ

ولتنطلقْ بسماتـُكَ نحوَ السما
لنجمِها إذ يعشقُ التبسُّما

هناك أمور كثيرة يمكن التحدث عنها في موضوع العلاج هذا.  الفكرة الرئيسية هي الإعتماد أكثر فأكثر على قوة العقل غير المحدودة.  والعناصر التي تساعد على تلافي المرض هي ضبط النفس، التمرين، الغذاء الصحي السليم، شرب عصير الفواكه بوفرة، الصيام أحياناً، والإبتسام – من الداخل – كل الوقت.  تلك الإبتسامات تأتي من التأمل وهي برهان أكيد على قوة الله الخالدة.  عندما تنتشي الروح بقرب الله وحبه تجلب بكيفية واعية إلى الجسم حضور الله الشافي.
قوة العقل تحمل معها نشاط الله الذي لا ينفد: القوة التي تريدها في جسمك.  وهناك طريقة أكيدة لجلب تلك القوة وهي التناغم مع الله بواسطة التأمل.  عندما يكون التناغم معه تاماً يكون الشفاء دائماً.  وعندما تأتي قوة الله السببية يكون الشفاء فورياً دون الحاجة كي يتحول السبب إلى نتيجة.
كثيرون ممن هم في قبضة الكآبة والألم يحاولون استحضار تلك القوة.  لكن إن لم يحصلوا على الشفاء يفقدون ثقتهم بالله بدلا من متابعة التماس عونه.  من يعتصم بالله سيحصل على الشفاء لأن الله يشعر بالدعاء الصادق النابع من القلب ويستجيب له بكل تأكيد.  ولكن عندما نكف عن المحاولة يقول الله: على ما يبدو أنك تستطيع الإستغناء عني، ولذلك سأنتظر!
القوة الإلهية الفائقة يمكن التماسها بالثقة الدائمة والدعاء المتواصل.  يجب انتقاء وتناول الطعام بحكمة وعمل كل ما هو ضروري لإبقاء الجسد معافىً. كما يجب أن نؤكد لأنفسنا بأن الشفاء يأتي من الله القادر على ضبط ذرات الحياة وحالات الجسد الدقيقة التي يعجز الأطباء عن الوصول إليها بالأدوية والعقاقير والوسائل البشرية الأخرى.
العوامل الخارجية كالأدوية والصيام لها تأثير نافع ومحدد على الجسد المادي، لكنها لا تؤثر بالقوة الداخلية التي تعيل الخلايا.  فقط عندما نتوجه إلى الله ونحصل على قوته الشافية يمكن توجيه طاقة الحياة إلى ذرات الخلايا الجسدية لتخلق الشفاء الفوري. أليس من الحكمة الإعتماد على الله في المقام الأول والحصول على الشفاء من يده بدلاً من استجدائها من مصادر أخرى؟!
لكن محاولة نقل الإعتماد من الأساليب المادية إلى الروحية يجب أن يتم بصورة تدريجية.  فلو مرض شخص متعود على الإفراط في الطعام وحاول الحصول على الشفاء الروحي بالصوم الفوري، فقد يشعر بالتثبيط إن لم يحصل على نتائج سريعة.  إن تغيير طريقة التفكير من الإعتماد على الطعام إلى الإعتماد على العقل يحتاج إلى فترة زمنية.  ولكي يتقبل العقل قوة الله الشافية ينبغي تدريبه على الإيمان بالعون الإلهي.
تلك القوة العظمى موجودة فعلاً وبفضلها تظهر كل القوى الذرية التي تسند أسس الكون المادي وتبعث الحياة في كل ذرة من ذرات الخليقة. 
الله هو الشافي الأعظم، وعندما نتوجه إليه نجد أن نوره يجدد الذرات والإلكترونات وشحنات الحياة في كل خلايا الجسم ويعيدها إلى وضعها الصحي والصحيح فيحصل الشفاء المنشود بعونه تعالى.
والسلام عليكم
  تفضلوا بزيارة موقع سويدا يوغا وصفحة المعلم برمهنسا يوغانندا على فيس بوك


 لقراءة المزيد رجاء الضغط على Older Posts أو  Newer Posts
في أسفل الصفحة


 

No comments:

Post a Comment