Sunday, November 9, 2014

إضاءات شرقية – غربية



إضاءات شرقية – غربية
من تعاليم الحكيم برمهنسا يوغانندا
إعداد وترجمة محمود عباس مسعود

الفكر هو قوة كالكهرباء
 والحالات النفسية
 تعود إلى الفكر وطريقة التفكير.

الكهرباء نافعة وضارة في آن
 فمن يحسن التصرف بها
 يضعها في خدمته
 وإلا فقد تصعقه.

وكذلك الفكر أيضاً
 إن تم توجيهه في مسارات صحيحة
 يجلب لصاحبه السعادة
 وبخلاف ذلك يجلب له المتاعب.

الفكر كالحصان الجامح
ومع ذلك ليس ترويضه بالأمر المستحيل
والتفكير الإيجابي هو أحد طرق التحكم بالفكر.

الفكر السليم صديق حميم
والفكر السقيم عدو مقيم.

الفكر السليم يجذب السلام والسلامة
والفكر السقيم يطلق سهاماً فتاكة
فترتد على صاحبها مضاعفة
ولذا قيل الجزاء من نوع العمل.

وما دام المرء يبعث بنوايا الخير
ستتحول أفكاره إلى مشاعل
 تنير حجرات النفس
وتطرد أكداس الظلام
فيشعر إذ ذاك براحة عميقة
وتشع عيناه بابتسامة الرضى!

الحياة هي كالمطحنة التي تطحن
حبوب الاختبارات والتجارب المثمرة
 لتصنع منها خبز الحياة.

وهي كطريق متعرج
على جانبيه أزهار ناضرة
وفراشات زاهية
 وأشجار على أغصانها ثمار شهية
 ومع ذلك نادراً ما نتوقف
 لنستمتع بمنظرها وتذوق عذوبتها
 بل غالباً ما نكون على أحر من الجمر
 للوصول إلى مساحات أوسع
 نظن أن فيها مناظر أكثر بهجة مما رأيناه.

 لكن مع ابتعادنا التدريجي
 عن الدروب المزهرة المثمرة
 نجد أشجاراً فيها من القتامة
 أكثر مما فيها من النضرة
 ثم تختفي الزهور
ومعها الفراشات وأيضاً الفواكه
 لنجد أنفسنا بعد ذلك في بلقع الصحراء.

حياة الإنسان هي كمياه البحار
 التي تتنقى وتصبح عذبة
 فقط عندما تصعد إلى الأجواء العليا.
 وهي كحلم الصباح
 تزداد إشراقاً مع تقدم سني العمر
 والسبب هو أن الأشياء تبدو عندئذ أكثر وضوحاً وصفاءً.

وهي كالرحلة من حيث تغيّر المناظر  مع قطع المسافات
ثم تتغير  نفس المناظر كلما اقتربنا منها، وهكذا دواليك.

الحياة لا تخيّب أمل الحكماء
 إذ  يتعاملون معها بحنكة ويستمتعون بها
 دون السماح لها بالإستحواذ عليهم وسلبهم حريتهم.
 فهم على سبيل المثال يستمتعون بالماء..
 يشربونه ويغتسلون به، لكن لا يسمحون لأنفسهم بالغرق فيه.
وهم يستمتعون بالملابس التي تروق لهم
دون تقيد زائد بالرسميات والشكليات التي تعتبر من السطحيات.
ويتلذذون بتناول الطعام دون السماح للشـَره بأن يأكلهم
لأن الإفراط في تناول الطعام ينهك القوى
وينهش المدركات
 ويفتك بها فتكاً ذريعاً.
وهكذا.. يجب أن يتمتع الإنسان بالحياة
 إنما دون إنهاك الحواس بالإنغماس.

التوافق مع الآخرين
 لا يعني موافقتهم على كل شيء
 أو تضحية المُثل من أجلهم
 لأن هذا الأسلوب من التوافق غير مستحب
 ولا ينسجم مع الحق.

 فالمصلحون والعظماء لم يتوافقوا
 مع كثيرين من الناس من حولهم
 ومع ذلك احتفظوا بمَثلهم الأعلى
 لأنهم أدركوا أن ما كانوا يقومون به
 كان عين الصواب.

يجب عدم المساومة على مبدأ
 وعدم اللجوء إلى نوايا مبيتة لتحقيق غرض ما
لأن ذلك لا يليق بالمبدئيين.

من يستطع العيش بكيفية ترضي الله
 ولا تلحق الأذى بالغير فلا خوف عليه.

أولاً وقبل كل شيء يجب التوافق مع الله
ثم مع الضمير ومن بعدها مع الناس.

أما إن لم يُرضِ هذا النهج الآخرين
فيكفي أن يكون المرء مرتاحاً في داخله
ويشعر بطمأنينة ذاتية تغنيه عن رضى الناس.

المغناطيسية الروحية

إن قوة النفس ورغبتها في التوجّه إلى الله تدعى مغناطيسية روحية، وبهذه المغناطيسية تجذب النفس لذاتها بركات واهتزازات رفيعة وكل التجارب البشرية الطيبة التي تذكـّرها بالخير  والصلاح.

المغناطيسية الروحية هي القوة التي بواسطتها يجذب ويجلب الشخص إلى نفسه أصدقاء طيبين وأشياء ضرورية وهامة ومعرفة بديهية للأمور.

وهذه القوة مستمدة من قوة الله المغناطيسية الجاذبة.

 شمعة السلام

خذ وعاء عقلي
واملأه بسلامك.

خذ قارورة مشاعري
واملأها برحمتك.

خذ سلة روحي الفارغة
واملأها بثمار حكمتك.

اسكب مياه محبتك في روحي
علني أصبها في أكؤس عطاش الروح.

اهدم جدران الأنا
واغمرني بحضورك الكلي.

إن شعاع فجر المحبة
ليطل من فتحات قلبي
فيذكرني بنور شمس حبك
المنتشر في سماء حياتي.

لقد أشرق سطوع حبك الباهر
على نفسي فاستنارت
وملأ نورك فضاء روحي.

أنت الحياة التي تعيل جسدي
والعقل الذي يلهم أفكاري
والحكمة التي تبدد جهلي.

إنني أضيء شمعة حبي النحيلة
لأقرأ الكتاب الذهبي
المحفوظ في داخلي منذ القِدم.

حبك كان ولم يزل
شمعة السلام غير المنظورة
التي تبدد الظلمة وتريني رسائلك
المدونة على صفحات القلوب. 

تفضلوا بزيارة موقع سويدا يوغا وصفحة المعلم برمهنسا يوغانندا على فيس بوك

 لقراءة المزيد رجاء الضغط على Older Posts أو  Newer Posts
في أسفل الصفحة


No comments:

Post a Comment