Tuesday, September 9, 2014

همسات ونسمات



همساتٌ و نسمات
المعلم برمهنسا يوغانندا
PARAMAHANSA YOGANANDA
ترجمة: محمود عباس مسعود


قد تتبختر الأنا  الصغيرة قائلة بزهو وصلف: أنا أنت!
لكنني  سأنشد التعرف على ذاتي الحقة العابقة بشتى أزاهير الطيبة والتواضع.
عرّ فني يا إلهي على هويتي الأكيدة، ودعني أسمعك تهمس في أعماقي قائلا:  أنا مثالك وأنت صورتي!

في روضة الأحلام الليلية

في روضة أحلامي الليلية تنبت أزاهير عديدة: نوّارات خيالي النادرة. هناك، حيث النور الكوكبي الدافئ، تتفتح براعم الآمال الأرضية ناشرة بتلات زاهية من التحقيق والرضاء.
في وهج تلك الأحلام ألمحُ أطيافاً لوجوه حبيبة منسية، وحوريات من المشاعر العزيزة الدفينة من زمن بعيد في تربة اللاشعور..  كلها تنهض بأثواب برّاقة. واستجابة لنداء ملائكة الأحلام أبصر قيامة كل الاختبارات الماضية.
يا رب، لقد وهبتنا الحرية كي ننسى متاعبنا اليومية بالزيارات الليلية إلى أرض الأحلام. ساعدنا كي نتيقظ بك وننجو للأبد من الأحزان البشرية.

إنك ترقب عودتي

أيها الملجأ الإلهي!  إنني أسبح في بحر الحياة، تتقاذفني أنواء المحن العاتية.  سواء كنت عائماً فوق أمواج الملذات أو غارقاً بين الحين والآخر في لجج الآلام أحن للإفلات من الثنائية ببلوغ شواطئك الأثيرية الفائقة. ومع كل دفعة من ابتهالاتي أدنو منك يا ملاذي الأوحد.
لن  أكفّ  عن المحاولة لأنني أعلم بأنك تتلهف لقدومي وتنتظر بشوقٍ عودتي !

طائر الفردوس

أنا عصفور الجنة: طائر الفردوس الذي صاغته أياديك المباركة.
لقد جمّلتني بالظـُرف والألوان البديعة: بزغب الرقة وريش التفتح الروحي المذهّب.
لقد حلـّقتُ  عاليا في أجواء الحياة العابسة المكفهرة بحثا عن جنة الغبطة، فتلطخ ريشي الزاهي ببقع اليأس القاتمة.
تعالَ يا إلهي واغسل طائر فردوسك بأشعة الحكمة ومياه السلام العذبة النقية.

النحّات الرباني

لتكن كل نبضة من نبضات قلبي كلمة جديدة في قصيدة حبي الخالد لك.
ولينقل كل صوت تتلفظ به شفتاي اهتزازاتٍ مباركة من صوتك المقدّس.
ليتشـبع كل خاطر من خواطري بغبطة وجودك.
ولتـُشحن إرادتي بحيويتك الإلهية.
زيّن بنعمتك كلَّ  أفكاري وتعبيراتي  وطموحاتي.
أيها النحّات الإلهي الأقدس، صُغ حياتي بالكيفية التي تراها، طبقاً لتصميمك الفريد .

أنت مجيري

ساعدني يا ربي كي  لا أوقظ وحوش الغضب والإنفعال في النفوس غير المهذبة. ولكن إن هي   هاجمتني فسألوذ بكهف حمايتك الصخري داخل روحي.
أيها المجير الإلهي!  بدونك لن  أ  كون آمناً مطمئناً حتى في أ  كثر الحصون البشرية مناعة. كن غطائي الواقي ودرعي الصامدة  إزاء قذائف المحن المتفجرة. وباركني علني أشفي – بالجراحة المقدسة – كل المتألمين من جروح الحياة وشظاياها.

النشوة المقدسة

عندما يكون مريدوك في الصلاة، أستجمعُ  إشعاعات النشوة المقدسة من عيونهم وأمزجها بحماسي الروحي لأقدمها شرابا منعشاً لأفكاري الظامئة؛ فتشرب حتى الإرتواء، وتزول آلامها والمخاوف.
ولطالبي العزاء والمواساة أقدم هذا الشراب السحري في أقداح شفافة من إخلاص القلب ونوايا الخير.
ليت كل من يجرع هذا الإكسير المبارك ينتشي نشوة دائمة فينسى متاعبه وتتلاشى آلامه!

طهّرني في أتون البلايا

إن معدن حياتي الخام ينصهر في أتون البلايا والمحن، وكل زيف يمحص في نيران التجارب والطموحات المقدسة.
أيها الصانع الإلهي، خلصني من الضعف البشري وهب لي عزيمة صلبة كالحديد وعزماً روحياً كالفولاذ المسقـّى.  ساعدني كي أعيد صياغة جوهري المصفـّى إلى أدواتٍ فعّالة من ضبط النفس والإصرار الصحيح.
وبسيف التوازن العقلي فلأفتك بأعدائي الباطنيين – عاداتي العاتية – التي تتربص بي وتحاول صدّي عن التفكير الدائم بك وحدك.

كن شمسي وقمري

رباه، أرسل أشعة حكمتك لترشدني في أيام إنجازاتي السعيدة، وضوء قمر رحمتك لينير دروبي في ليالي الحزن المعتمة.

تعال إليّ

هل سيبزغ فجر ذلك اليوم ، عندما سيستدرّ التلفظ بإسمك المبارك فيضاً من الدموع يغمر ضفاف جهلي ويرطـّب قلبي؟
عندها، وفي بحيرة دموعي المتجمعة ستنبت زنابق الحكمة المقدسة ويبدد نورها ظلمتي أبد الدهر.
أيتها الأم الكونية المتخللة كل الموجودات، تعالي إليّ  إذ  لا شيء يقدر على ملاشاة حزني وتبديد كآبتي سوى وجه رحمتك الكلية ورأفتك المتناهية.

وحدة لا تنفصم عراها

علمني يا رب ، كي أعثر على وحدتي معك في السلام الباطني وفي الضوضاء الخارجية. لا يهم إن كنت محاطا بالسكون أو الضجيج ما دمت أتمكن من الإحساس بحضورك الغامر في كل مكان وزمان.

فلأنجز أعمالي ببشاشة

إنك تعمل على الدوام وتبتسم من ملايين القلوب السعيدة. باركني كي أمتلك – مثلك –  ابتسامة لا تذوى أثناء عملي في مصنع الحياة.
لتـتراقص أمواج قوّتك دوماً على نهر نشاطاتي اليومية.
أيتها الأم الإلهية، مثلما تستمتعين بتصميم الذرات والزهور والأكوان، هكذا علميني سر العمل والإبتكار بعقل متزن ونفس رضية.

الشفاء العقلي والنفسي والجسدي

ساعدنا أيها الروح الكوني كي نشفي الجسد بشحنه بنشاطك الكوني، وكي نشفي العقل بالبشاشة والتركيز الذهني، وكي نشفي النفس من علة العلل – الجهل –  باستعمال  أ نجع دواء:  التأمل اليومي المقدس على الله.

تأكيدٌ  للشفاء

أيها الروح الإلهي، لقد خلقتَ جسدي ولذلك فهو سليمٌ ومعافىً لأنك موجود به. إنك الكمال بالذات وأنا مخلوق على صورتك؛ إذاً أنا بخير وفي أحسن حال!

تأكيد من أجل شفاء الآخرين

إنك صورة الله  ونشاطـُه الحيوي الخالد يتخلل كل خلايا وأنسجة جسمك. إن كيانك بأسره ينبض بحضوره الإلهي؛ فأنت معافى بعونه تعالى.


كن ربّان سفينتي

يا رب ، كن ربان سفينة نشاطاتي اليومية، وقدها إلى شاطئك المقدس الذي هو بَر الأمان وراحة التعبان.
نيران الحماقة المضللة

في ليل الأخطاء تعقبنا سرابَ السعادة الحسية المضلل؛ وإذ ابتعدنا عن درب التقدم الروحي فقد تعثرنا في مستنقعات الخيبة والضياع.
يا رب، يا من أنت دائم اليقظة والإنتباه، لا تسمح للهب الحماقة المترائي فوق مياه الأهواء والأوهام الضحلة بأن يستدرجنا إلى أوحال ومغاصات المتع الوضيعة.
إننا عيالك التوّاقون لبلوغ بيتنا السماوي. فباركنا كي نبلغ غايتنا باتباع النور الباطني لبصيرة الروح ، الذي هو منارتك القدسية الهادية والمنادية المبحرين للإقتراب من شاطئك المبارك!
سمعت صوتك

في حيواتٍ عديدة سمعت همستك اللطيفة قائلة: عد إلى البيت!
 لكنها اضمحلت وتلاشت وسط ضوضاء المشتهيات غير المباركة.
لقد هجرتُ  طوابير الرغبات المتزاحمة  وسأدعوك إلى خلوات قلبي البتول.
عندما أجلس للتأمل عليك، هل لك أن تبدد الإغراءات الأرضية التي ما زالت متربصة في زوايا ذاكرتي؟
في سكينة روحي أحنّ من كل قلبي لسماع صوتك المبارك.

شمعة الذكرى
 
قد أضل السبيل وأسير في الدروب المظلمة والمتاهات المعتمة، ولكن أيتها الأم الكونية، احرسي الشمعة النحيلة لتذكّري لكِ حتى لا تطفئها رياح الشكوك وعدم اليقين.
لقد طلبتُ   كل الأشياء الأرضية لأكتشف أخيراً  أنني أتشوق لكِ وحدك يا أماه! تعالي ولا تتركيني أبدا!
الظلمة تتلاشى أمام نورك

أيها المعلم الإلهي، دعني أدرك أنه حتى ولو كان ظلام جهلي قديماً قِدم الدهر، فمع إطلالة فجر نورك سيتلاشى الظلام كما لو لم يكن أبدا!

اعزف على ناي حياتي

أيها الرب المحب، بساعديَّ ساعد بنيك..
 تكلم من صوتي، واستخدم عقلي لإلهام الآخرين.
تنفس مع أنفاسي، لأنك الوحيد القادر على عزف ألحانك الأبدية على ناي حياتي.

أنا قبس من نارك الكونية

في بدء التكوين، عندما تطايرت شرارات الخليقة من صدرك ذي اللهب، رنـّمتُ مع جوقة الأنوار الكوكبية التي أعلنت بشارة انبثاق عوالمك .
أنا قبسٌ خالد من نارك الكوكبية.
أيها القلب الإلهي المحب الصبور!  ساعدني كي أجدد – بالتأمل – عهد المودة والعِشرة ما بيننا. دعني أدرك أنه في مسيرتي المباركة نحو التوسّع المقدّس – حياة بعد حياة – كنتَ أنت ومرشدي الروحي، وستظلان دائماً، صديقيَّ الأزليين الأبديين.


لقراءة المزيد رجاء الضغط في أسفل الصفحة على Older Posts أو Newer Posts

No comments:

Post a Comment