Sunday, January 6, 2013

ذلك النور العجيب



إنه لينبثق من صميم القلب..
وينير كيان الإنسان بأسره..
ويحمل في تضاعيفه الذكاء الذي يجلب الفهم والحكمة عندما تكون النفس متناغمة والأفكار متقبّلة.. مثلما يمنح إدراكاً بمعرفة الإنسان لذاته ووحدته مع الحياة والكائنات.

ومع انبثاق ذلك النور القدسي يبزغ الحق الذي أبصره الأنبياء والحكماء وتغتسل النفس بذلك الفيض الرباني المبارك. 

ومن يختبر تلك الإشراقة يعرف ويعرف أنه يعرف حتى ولو أنكرها العالم المتفاخر بإنجازاته العلمية وفتوحاته العقلية.

العقل الحسي الذي يتم تنبيهه من الخارج هو محدود القدرات والتجربة، أما الرؤية الباطنية فتشرق من الداخل وهي على تماس وثيق مع الحقيقة.

ذلك النور الباطني العجيب هو دائم الحضور وبانتظار اللحظة المناسبة لكي يظهر الحق وروح الحق لكل مريد مخلص في أشواقه وجاد في مسعاه الروحي.
المريد الحصيف سيبحث عن الطريق وسيعثر عليه ويبصر ذلك النور الحي.. نور الوجود. 

هناك طريقان: طريق التحليل والتعليل وطريق الإستنارة الذاتية. الطريق الأول محدود بقيود كثيرة بينما الطريق الثاني لا حدود له، بل يزخر بالإلهامات والفهم والمعرفة.. فالنور الذي يتم العثور عليه هو دائم الإشراق والإنطلاق من الباطن نحو الظاهر ومعه تنبثق كنوز المعرفة والفهم لتملأ خزائن من يطلبها بشوق أكيد وهمة وثابة وإرادة صادقة. 

وفي هذا الصدد يقول المعلم برمهنسا يوغانندا:

كلما فكرتُ بك يا رب يتولد في كياني فيضٌ من الشوق المتأجج، فيهز مشاعري ويسري من قلبي إلى كل خلايا جسمي فيشحنها بالحب الإلهي.
أقصى أمنياتي هي بلوغ قـُدس أقداس كيانك والتلذذ بحضورك.
وفجأة ينفتح باب الروح، فتغمرني غبطة عارمة لمرأى نورك الوهّاج!
والسلام عليكم
 ترجمة محمود عباس مسعود



مزيد من خواطر وتعاليم المعلم برمهنسا في سويدا يوغا




No comments:

Post a Comment