Saturday, July 2, 2011

برمهنسا يوغانندا: غاية الإنسان القصوى

غاية الإنسان القصوى

المعلم برمهنسا يوغانندا

ترجمة: محمود عباس مسعود

الزهور والورود جميلة ناضرة، لكن خلفها تكمن روضة أعظم بما لا يقاس حسناً ورواءً. ومع أن تلك الروضة هي في منتهى الشفافية ومن الصعب ملاحظتها في البداية، لكن إن استطعت النفاذ إلى البُعد الروحي عن طريق باب العين الروحية ستتمكن من استكشاف ذلك البُعد الأثيري والتمتع بروائعه.

إنني أعيش في تلك المنطقة اللطيفة حيث المزايا الرائعة والأفكار الغضة الرقيقة الأطيب عَبَقاً والأزكى أريجاً من أية زهرة أو وردة أرضية. هناك ترتشف نحلة عقلي على الدوام رحيق الحضور الإلهي.

عندما نوجّه تركيز عقلنا نحو الداخل، ونعيش أكثر فأكثر في تلك الدنيا الخفية في داخلنا، نجد أن مزايانا الروحية تتخذ أشكالاً خاصة تعمل كنوافذ من خلالها ندرك عذوبة الله التي تفوق حد الوصف والخيال.

لا تظن أن البحث عن الله يكمن في التأمل وحسب. فكل خِلة حميدة وصفة نبيلة تظهرها في أفكارك وأفعالك تتحول إلى رحيق مخبوء لوجود الله في ذاتك، فيما إذا كان إدراكك عميقاً بما فيه الكفاية.

عندما نعبر من باب العين الروحية نبصر في داخلنا مصنع النشاط الحيوي الموهوب بالذكاء، الكامن خلف الكون بأسره. ولأننا لا نتوجه بتركيزنا إلى الباطن فإننا نقف مشدوهين ذاهلين أمام آثار وأختام الروح الإلهي في الطبيعة. إننا نعاين منتجات الله، فإسمه القدوس مدّون على الزهور وفي السماء وكل شيء، لكنه صامت.

وككائنات بشرية فإننا محظوظون جداً لأنه من بين كل خلائق الله الإنسان وحده يمتلك المواهب والملكات الجسدية والعقلية والروحية اللازمة للبحث عنه، للعثور عليه، لمعرفته، ولفهم لغته.. لغة السكون.

من الأجدى للإنسان أن يقرأ الكتب والمواضيع النافعة بدلاً من إضاعة الوقت على نشاطات غير مثمرة. وأعظم من القراءة التفكيرُ بالله والتأمل بعظائمه ومحاولة معرفة أسرار الحياة التي لا حد لها ولا انتهاء.

غاية الحياة هي أن يعرف الإنسان ذاته فيشعر بالمحيط الكوني ينبض في قلبه ويسري في عروقه ويغمر كيانه بالسلام والمحبة والفرح والطمأنينة.. وذلك هو النجاح الأعظم!

وككائنات بشرية فإننا نحرز أعظم تقدم بواسطة قوة الفكر.

يجب تخصيص بعض الوقت يومياً من أجل تطوير قوى العقل. المطالعة النافعة أجدى من الإنهماك الدائم بالنشاطات السطحية التي لا فائدة منها. كما يجب وضع برنامج منطقي للحياة اليومية بحيث لا تكون خالية من النظام والتنسيق. ولكن التنظيم المفرط للوقت هو ضرب من التشدد وينبغي الإستغناء عنه.

التوازن ضروري في كل جانب من جوانب الحياة. من المستحسن الإحتفاظ في المتناول بمواد قراءة مفيدة ومطالعتها أثناء لحظات الفراغ. وأفضل تلك المواد من حيث الأهمية هي الكتب الروحية ثم العلمية وبعض التاريخ والفلسفة والأدب الرصين وسِير العظماء والرحلات وأي شيء آخر من شأنه توسيع المدارك ومنح الإلهام الرفيع.

يمكن للكتب أن تكون أصدقاء أوفياء، وإن كانت مختاراتك من النوع الراقي فإنك ستحصل منها على فائدة أكبر. قد يبدو من الصعب في البداية النفاذ إلى جوهر التعاليم الروحية وأفكار العظماء، لكن بعد فترة ستجد أنك تتفكر بكتاباتهم وتتفاعل مع أفكارهم. وستشعر أنك اكتسبت شيئاً مفيداً، لأن كل أولئك الحكماء حصلوا على حكمتهم ومعرفتهم من خزانة علوم الله اللامتناهية.. أفكارٌ ربما ما كانت لتخطر على بالك مدى الحياة.

ومع ذلك فهناك العديد ممن يقرأون على الدوام لكنهم لا يستطيعون إفادتك بشيء مما يطالعونه. إن أفضل طريقة لقراءة كتاب ما هو أن تتأمل في محتوياته لترى كيف يمكن أن تنطبق على حياتك الشخصية. وينبغي التمييز الحصيف بحيث لا تتقبل على نحو أعمى كل ما تقرؤه. فما تطالعه يجب أن يشبع عقلك ويرضي منطقك. ولكي تكون جديرة بالقراءة، فينبغي للكتب أن تستحثك على التفكير وعندها ستشعر أن عقلك آخذ في التطور والإنفتاح.

معرفة مباشرة

إن الذين لا يقرأون ولا يتأملون، بل يحيون حياة سطحية لا هدف لها ولا معنى، لا ينمّون أي فهم عميق ولا يكتسبون معرفة أكيدة. التناغم يجعلنا متوافقين منسجمين مع القوة الإلهية التي تلهمنا التفكير وتشع على عقولنا بأنوار الإلهامات العليا. التأمل هو الطريقة للوصول إلى الذات العليا. البشر يظلمون أنفسهم إن لم يقرأوا، لكن التأمل هو أفضل حتى من المطالعة.

إنني أحب القراءة، لكنني بالكاد أطالع صفحتين قبل استدعائي لمعالجة أمر آخر، ولهذا فقد استعضت عن القراءة بالتأمل. وإذ أغوص في أعماق النفس تبدو الأنوار الساطعة ويهلّ الفرح الأعظم، ذلك الفرح الذي يلازمني طوال اليوم. ذلك ما أختبرته في حياتي وما يختبره كل الذين يناجون الرب المغبوط بهمس الروح وحنين الفؤاد.

الوقت أثمن من أن يُضيَّع سدىً. الله يريدنا أن نكون متوازنين. من يسمح لحياته بأن تصبح عديمة التوازن سيُعاقب من القانون الكوني. إن عشت ببساطة ومرّنت الجسم يومياً وطالعت الكتب القيّمة المفيدة ونميّت عادة التفكر اليومي بالله ستنبض أحاسيسك بالسعادة وتجري تيارات حيوية في دمك وتفعم خلايا جسمك بالخفة والنشاط بكيفية لم تعهدها من قبل. وستحصل على كل معرفة تتوق إليها من الروح في داخلك.

على هذا النحو كانت ولم تزل حياتي. إنني لم أقرأ عشرين كتاباً منذ عشرين سنة. لستُ فخوراً بذلك، ولولا حصولي على وعي الروح الإلهي بالتأمل لكنت جاهلاً بالمرة. عندما أنظر إلى كتاب ما أجد أن الحقائق التي يضمنها قد أطلعني الله عليها سلفاً. إن الأفكار والحقائق تأتي جميعها من الله العليم. فإن تأملت عليه ستحصل على حكمته مباشرة. لذلك مطالعة الكتب الجيدة أفضل من إضاعة الوقت على ضروب النشاط العقيمة، وأفضل من المطالعة التأملُ وترسيخ الوعي في الحق المطلق الذي هو الله.

القانون الكوني وتطوّر الوعي

في عصور وأمكنة مختلفة اكتسب الإنسان بواسطة العقل أفكاراً عديدة عن الحياة والنفس. مثال على ذلك عندما يصيب أحد أفراد القبائل المتوحشة صداع يظن ذووه أن نفسه قد أفلتت من جسمه فيستدعون الطبيب الساحر كي يرد الروح إليه، فيذهب الطبيب إلى الغابة بحثاً عن النفس التي يعثر عليها ويعيدها معه في صندوق ويدخلها ثانية إلى رأس المريض فيزول الصداع بحسب الإعتقاد السائد.

وفي ثقافة أخرى فإن "تشميت العاطس" المريض يتم بواسطة وضع كلابات (حدائد معقوفة ذات رؤوس حادة) في جسده كيما لا تفلت روحه لدى العطس، بل يتم الإمساك بها بالكلابات!

ومثلما توصّل بعض الناس إلى استنتاجات خاطئة عن النفس البشرية بسبب أساليب التفكير غير السليم، هكذا بلغ آخرون – بالإدراك الفعلي – فهماً آخر، غزيراً وسليما. نحن نعلم أن النـَفـْس ليست النـَفـَس لأن هناك بعض الأشخاص ممن ظلوا لفترة طويلة في حالة الغيبوبة دون أي تنفس، مبرهنين بذلك أن النـَفـْس لا يمكن تقييدها بالنـَفـَس. النـَفـْس أسمى من النـَفـَس ومن أية حالة جسدية أخرى.

وسواء آمن الإنسان بأنه روح أم لم يؤمن يبقى الناموس الكوني مع ذلك يحتم عليه الكشف عن طبيعته الروحية. ومهما كان عمل الإنسان أو وضعه في الحياة فإن وعيه يتطور ويتوسع كلما استعمل ذكاءه بكيفية خلاقة ونافعة. فكل عمل بنـّاء يساعد على تطوير الإنسان وتوسيع مداركه.

لكن الناس غالباً ما يفكرون بشيء آخر أثناء قيامهم بعمل ما، ولا يعرفون الطريقة الصحيحة لتركيز أذهانهم على الشيء الذي يفعلونه. يجب أن نتعلم التفكير بشيء واحد في المرة الواحدة بكل قوانا العقلية. الإنتباه الكلي يجب أن يكون محصوراً بذلك الشيء فقط. يجب أن لا يكون الشخص فاتر الهمة فاقد الحماس والإحساس. فإنجاز الأشياء بتكاسل وتراخٍ يؤدي إلى فقدان الحيوية وبالتالي إلى الإخفاق والتعاسة.

ويجب أن لا يكون المرء مجرد آلة سيكولوجية ذاتية الحركة، كالحيوان الذي يتصرف بدافع الغريزة. إنه لخطأ كبير أن لا يعمل الإنسان على إيقاظ نفسه وتفعيل قواه العقلية. فالله وهبنا تلك القوى ويريدنا أن نستخدمها خير استخدام وأن نكون على وعي ودراية تامين بكل ما نفعله.

كما يجب أن نفكر جيداً قبل الإقدام على عمل ما وأن نستخدم عقولنا بما يساعدنا على الإرتقاء وعلى إدراك وحدتنا الجوهرية مع البارئ الأعظم. وكل ما نقوم به يجب أن يكون مبنياً على تفكير سليم وتخطيط حكيم.

من واجب الإنسان أن يطمح نحو تحقيق الأغراض السامية. إن الإهتمام بالأشياء الزهيدة وعديمة الجدوى هو تبديد لقوى العقل دون طائل. يجب اقتلاع الأعشاب الضارة من حديقة العقل وتجميلها بزهور الحب الإلهي حتى تجتذب إليها الإله الجميل الذي يحب الجمال. فإن رغبت في أن تبقى هذه الروضة العقلية مزهرة مزدهرة في تربة الحكمة فينبغي تبسيط الحياة وجعلها خالية من التعقيد. فبإنجاز كل شيء بانتباه بذهن مركـّز وغير مشتت تستطيع تحليل نشاطاتك واختيار ما هو هام وجوهري وترك ما هو سطحي وغير ضروري. وحال الإنتهاء من إنجاز عمل ما، بالإمكان سحب العقل منه واستخدامه في تحقيق مطامح خلاقة أخرى.

يجب أن يتعلم الإنسان كيف يغذي وعي الذات الإلهية، لأنه لهذه الغاية بالذات وُلد كائناً بشرياً. لقد تم خلقه بموجب ناموس التطور عله يستخدم قواه المقدسة في العثور على الله. الحيوان لا يمتلك المقدرة للعثور عليه. المعلم لاهيري مهاسايا كان بصدد ابتكار علم لمساعدة الحيوانات على التطور بكيفية أسرع، لكنه لم يعش لينهي ذلك العمل. وأنا أيضاً لدي المعرفة ببعض الطرق للتعجيل من ارتقاء أشكال الحياة الدنيا. ولكن ماذا بخصوص ملايين البشر الذين يعيشون ويتصرفون كالحيوانات؟ فهم يعيشون في هذا العالم ثم يغادرونه دون أن يكونوا قد أنجزوا غايتهم من وجودهم. بإمكانهم تحقيق تلك الغاية الآن إن ركزوا قواهم العقلية واستخدموها استخداماً صحيحاً.

المعنى الوحيد للحياة هو العثور على الله المحب الودود. يجب أن نعثر عليه. الناس منهمكون في بحث دائم دائب عن ذلك

"الشيء الآخر" الذي يأملون بأنه سيجلب لهم السعادة الكاملة الدائمة.

أما بالنسبة لؤلئك الذين طلبوا الله وعثروا عليه فقد انتهى البحث لأن الله هو ذلك الشيء العظيم!

الطبيعة تحجب الحضور الإلهي

لماذا أعطي الإغراء للإنسان؟ لعلـّه يتطلع إلى ذلك الكائن الأسمى الأكثر إغراءً وجاذبية من كل إغراء أرضي. إن الشراك والأحابيل الأرضية التي تحيط بالإنسان من كل جانب ليست الغاية منها اصطياده بل حثـّه وحفزه لطلب ما وراءها ولكي تجعله يتساءل: "من خلق كل هذه الأشياء؟ من الذي صوّرني؟ من أنا؟ أين أنت يا ربي؟ لماذا أنت محتجب عني؟ خاطبني!"

عندما تتوجه إلى الله مباشرة بهذه الأسئلة فإنه يستجيب. معظم الناس لا يتعمقون في ندائهم له ولذلك لا يهتدون إليه ولا يعثرون عليه.

يجب أن نتحدث إلى الله من القلب في هيكل الروح. المريد المشتاق يناجيه قائلا:

"إلهي، ما عدت أطيق أن أرى فقط الجمال الذي أبدعته وجسّدته في الطبيعة، بل أريد أن أبصر وجهك الأكثر رقة من كل ما في الطبيعة من زهور والأجمل من كل ما في الدنيا من وجوه. أريد أن أدرك ما يكمن خلف الطبيعة."

لو أن شخصاً حجب وجهه بقناع يبقى بإمكانك أن تعلم أن إنساناً موجود هناك. وبالمثل فالطبيعة هي أشبه ببرقع عظيم منتفخ بالحضور الإلهي. فالله موجود خلف حُجب الطبيعة وأقنعتها، لكن الإنسان يلقي نظرة عابرة غير متعمقة فلا يتبين حضور الكائن المستتر خلف ستائر الطبيعة.

حينما أجلس في التأمل ساكتاً ساكناً متنبهاً أشعر برعشة من الغبطة داخل كياني وأسمع الله هامساً "إنني هنا."
إن العقل الذي وهبه لنا الله هو المدخل إلى السماء: الباب الخارجي لمملكته. لكن الناس لا يستخدمونه كما ينبغي. لا حاجة للإنتظار حتى مغادرة الأرض كي نستخدم عقولنا في البحث عن الله. الوقت هو الآن، والمكان هو هنا. ومن لا يستخدم عقله في البحث عن أسرار الحياة وخفايا الوجود إبان إقامته على هذه الأرض فلن يتمكن من العثور عليها في أي مكان آخر.

اكتشاف الذات الإلهية

هناك عدة طرق لاكتشاف الروح الكوني أو الذات الإلهي. الصمت هو إحداها. فمراعاة السكوت يعني إسكات كل الرغبات التي تحاول النفاذ إلى الوعي من الخارج، مما يساعد المريد على التعمق في باطنه وملامسة جوهر روحه.

هناك طريقة أخرى هي الحب الإلهي أو التحدث إلى الله من القلب وبكل شوق وإخلاص. التحدث لفترة وجيزة وتناسيه فيما بعد هو غير مجدٍ ولا يجلب استجابة إلهية. من الصعب العثور على الله لأن معظم الناس غير جادين في الروحيات، وحتى طرق الإبتهال معظمها غير فعّال لأنها لا تمتلك ما يكفي من العمق والإخلاص. الصلوات يجب أن تكرر بعمق وحرارة حتى تصل إلى الوعي السامي. الدعاء الذي به تتوقد النفس رغبة لله هو الدعاء الناجح الناجع. لا بد وأنك صليّت ذات مرة بهذه الكيفية، ربما عندما أردت الحصول على شيء ما بإلحاح، أو كنت بحاجة ماسة إلى المال فألهبتَ آنذاك الأثير برغبتك. ذلك ما ينبغي أن نحس به نحو الله. يجب أن نتحدث إليه وسنجده عندئذ يصغي إلينا ويستجيب لأنه السميع المجيب.

إن طريقة اليوغا هي من أكثر الطرق فعالية للتوصل إلى الله والتواصل معه. إنها تشتمل على عدة ممارسات تأملية ذات طابع علمي وفعال. لقد أدرك حكماء الهند العظام أن المنطق يقضي بوجود قانون دقيق وطرق محددة للتقرب من الله، تماما مثلما توجد قوانين دقيقة يدير الله ويدبر من خلالها شؤون الكون.

لقد اكتشف معلمو الهند قوانين اليوغا العلمية بفضل مثابرتهم وتفعيل طاقاتهم العقلية الجبارة. إن علم اليوغا سيصبح من أهم العلوم التجريبية في مجال البحث الروحي.

يجب ممارسة التناغم المقدس مع الله من قبل الجميع. هذا ما فعله العظماء مع تلاميذهم على مر العصور. إنني لست هنا للتحدث عن عذوبة الحضور الإلهي وحسب، فغايتي الأساسية هي التأكد من تذوّق الآخرين له. إنني لا أضيع وقتي سدى. كل ما أفعله أفعله من أجل الله وإكراماً له فقط. إنني غارق في التفكير به بحيث لا أشعر بمرور الوقت أو الإعياء جراء أشغالي اليومية. وحتى عندما أعمل أحس بحضوره.

لستُ منفصلاً عن الله ولو لثانية واحدة.

وتلك هي الحالة التي أردتها وعملت جاهداً من أجلها.

والسلام عليكم.

لمزيد من تعاليم المعلم برمهنسا
تفضلوا بزيارة موقع السويداء يوغا
www.swaidayoga.com


لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء النقر على Older Post أو Newer Post أسفل الصفحة

No comments:

Post a Comment