Monday, May 1, 2017

أقوال لكل زمان ومكان


أقوال لكل زمان ومكان
للمعلم الحكيم برمهنسا يوغانندا
PARAMAHANSA YOGANANDA
ترجمة محمود عباس مسعود

لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء الضغط على
  Newer Posts أو  Olders Posts 



في أسفل الصفحة أو أحد السهمين

------
المتناغمون مع الله يبصرون جمالاً أخاذاً ويتذوقون عذوبة فائقة لا سبيل لاختبارهما بأية طريقة أخرى.

* عندما نادتك روحي انفجرت سحب صمتك يا إلهي وانهمر غيث رحمتك مدرارا حتى غدا فيضاً من نعمتك غزيرا. ولقد غمر نهرك المبارك ضفاف كياني فغاصت نفسي في مياه الأبدية وذابت فقاعة حياتي الصغيرة في بحر وجودك الكلي.

لقد علمني مرشدي كيف استعمل إزميل الحكمة لأصنع من نفسي معبداً يليق بالحضور الإلهي.

إن أردت أن تحقق هدفاً سامياً، إبدأ بتصميم نموذج ذهني له. يمكنك الآن أن ترسّخ أي توجّه في وعيك فيما إذا غرست فكرة قوية في عقلك، عندها سيمتثل كيانك بأسره لتلك الفكرة وتأتي أفعالك مطابقة لها.

عندما تلامس القلب الإلهي ستتلاشى مصاعبك وسيملأ الحب قلبك، وستتراقص الاختبارات الروحية الرائعة كفوارات نقية في حدائق فكرك.

غيومٌ كثيرة تحاول أن تواريك وتحجبك عني، لكن من خلال ندى دموع الشوق يظهر لي إسمك المبارك وامضاً بحروف ذهبية ساطعة  من وراء كل الستائر والحجب.

نقاء الوجدان يعني التعامل بشفافية مع الحقيقة.

هناك ضرورات حيوية وما يعتبره البعض "ضرورات" مع أنها غير ضرورية ولا لزوم لها. يجب تبسيط الحياة بالتركيز على الاحتياجات الأساسية والاستغناء عن الكماليات غير الضرورية.

ما أسماكِ أيتها الصداقة، وما أخصب تربتك وأقدسكِ! المحبة غذاؤك والإخلاص مشربك.
 

عندما يسير اثنان بوئام وانسجام بالرغم من خلافاتهما، يجمعهما هدف واحد هو العثور على راحة النفس وطمأنينتها في المحبة النقية والوفاء المتبادل... وحيث لا يلتمس المحب المتع على حساب المحبوب.. عندها، وفي حديقة الإيثار تتفتح أزاهير الصداقة العاطرة وتنفح أريجها الفواح.

العالم يدرب عقولنا على نحو مغاير ويجعلنا نعتاد على أشياء كثيرة بحيث نبدأ بالتفكير بأن لا سعادة ترجى بدون تلك الأشياء. ولكن يجب تبسيط الحياة وكذلك تبسيط حياة الأطفال وإلا ستعلمهم الحياة من خلال خيبات 
الأمل المريرة.

الحقيقة أكثر صحة وواقعية من مجرد الفكر أو الخيال، ولكن ما نفكر به أو نتصوره قد يتحقق في بعض الأحيان

* الخيال عنصر بالغ الأهمية في عملية التفكير الخلاق. ولكن يجب أن ينضج الخيال ويتحول إلى قناعة راسخة، وهذا غير مستطاع بدون إرادة قوية.

* إن تصورت شيئاً ما بكامل قوة إرادتك سيتحول خيالك إلى قناعة ذاتية، وعندما تستطيع الاحتفاظ بتلك القناعة
بالرغم من كل الآراء المعاكسة ستتجسد قناعتك على أرض الواقع.

يجب أن يتعلم المرء الوقوف بمفرده، مدعوماً بفضائله وقيمته الذاتية.

* الفرح الروحي هو فرح متجدد ويظهر على نحو متزايد في المتفكرين بعمق بالله. وهو فرح يساعد على اتخاذ القرارات الصائبة والقيام بالأعمال الصحيحة، ولدى العثور عليه تتلاشى الرغبات والمشتهيات غير السليمة لأنها تفقد جاذبيتها مقارنة بالفرح الروحي.

* لقد وهبنا خالقنا القدير الحياة والقوة والحكمة ومن واجبنا إيلاؤه اهتمامنا ورفع قلوبنا إليه حباً وامتناناً وعرفاناً بالفضل والجميل.

* ساعدني يا إلهي كي لا أضرم نار الغضب حتى لا أحرق بلظى الحنق واحات السلام الخضراء في نفسي ونفوس الآخرين. ساعدني كي أخمد نار الغيظ بأمطار محبتي دائمة الانهمار.

* فلتبقٓ بحيرة رقتي وأنسي هادئة ساكنة لا تثيرها عواصف السخط التي لا تجلب سوى الشقاء
.

القيام بأعمال مدفوعة بالإحساس بالواجب، أو تضحية الرغبات الشخصية خدمة ومحبة بشخص آخر هو أفضل بكثير من عمل ذلك من قبيل الخوف. 

حتى عندما يكف الإنسان عن تجاوز القوانين السماوية يجب أن يفعل ذلك محبة في الله لا خوفاً من عقابه.

* مهما كانت الأمور التي تخشاها، حوّل فكرك بعيداً عنها. اتركها لله وعزز ثقتك به.

* الخوف يلازم الإنسان على الدوام، والتخلص منه ممكن بالتفكير بالله والإحساس بحضوره.

* قد يكون من الصعب في البداية السير على دروب الفضيلة، لكنها دروب مباركة تفضي إلى راحة الوجدان والسعادة الحقة.

* ليشرق مجد الله على كل زاوية من زوايا حياتنا، ولتسكن محبته قلوبنا، وليغمر نوره وعينا.

* أيا محبوبي الإلهي، الزهور تتفتح والفصول تتغير وكلها تتحدث عنك. البدر يظهر ملامح ابتسامتك، والشمس تحمل قنديلك السماوي. إنني أعوم في بحر من دموعي المنهمرة شوقاً إليك. في أوراق الشجر وعروق البشر تنساب حياتك وحيويتك، وأحس بخفقات قلبك الكوني تنبض في خافقي.

* عندما ألامس حضورك أشعر بأنني مستيقظ في عالم آخر وبين الفينة والأخرى أحلم بهذه الأرض وبهذا الجسم الصغير – جسمي. إنني مستيقظ في غبطة لا تنقطع وحلمي النهاري بحياة دنيوية تعطره ذكريات يقظتي السعيدة بك. لقد اقتلعت أعشاب الكوابيس من حديقة أحلامي وزرعت مكانها ورود إلهاماتي حيث سيجتذبك أريج أشواقي فتأتي لتأخذني معك إلى آفاق النعيم الأبدي.

* اجعلني يا إلهي شفافاً بالطهارة والنقاء علني أبرز نورك الشافي في داخلي .
هدّىء مرآة عقلي المهتزة كي تعكس وجهك اللانهائي.
افتح نوافذ الإيمان على مصراعيها حتى أتنسم عبير سلامك.
أيها النيّر بذاته، أيها الجلال الذي يعصى على الوصف، حدّق بعينيّ الوالهتين شوقاً إليك علني لا أبصر في الوجود سواك.

* خلف كل ظواهر الحياة ومظاهرها يكمن صوت الله الصامت الذي ينادينا على الدوام من خلال الزهور والأسفار المقدسة ومن ضمائرنا وكل الأشياء الجميلة التي تجعل الحياة جديرة بالعيش.

* كل مجهود يبذله المريد لارتياد القمم الروحية يحتسبه الله له ويثيبه خيراً عليه.

* نسألك يا رب أن تومض عقولنا بنور حقك، وأن تنبض قلوبنا بحبك، وتمتلىء نفوسنا بغبطتك وفيض نعمتك .

من ذلك الأفق الشفاف الذي لا يمكن للعقل اختراقه يسكب الله نوره السرمدي.. ومن العقل الكوني تأتي الإلهامات السامية والقوى المباركة وينساب النشاط الخلاق إلى العقول المتفتحة والمتناغمة.

* عندما تجد أن نفسك وقلبك وكل خلجة إلهام والسماء الزرقاء والنجوم المشعشعة والجبال والأرض والطيور والزهور جميعها ينتظمها خيط واحد من الايقاع الكوني والفرح الروحي والوحدة الشاملة... ستدرك عندها أنها كلها أمواج على صدر المحيط الإلهي الذي لا ساحل له.

* إذا نسينا خالقنا فإننا نستحق الآلام. يجب أن ندرك بأن الله حبيبنا ويحبنا، وهذه المعرفة ستحررنا من مشاكلنا ومعاناتنا.

* المحب الصادق لله لا يوقف بحثه عنه حتى وإن لم يوفق في العثور عليه بعد محاولات عديدة. ومثلما ينبغي للموجة أن تعود إلى قلب المحيط بعد هدوء العاصفة، هكذا الحال مع الباحث الجاد، فهو يمتلك إيماناً ضمنياً بأن العوائق ستتداعى ولا بد أن يتوحد مع المحيط الكوني عاجلاً أم آجلاً.. ذلك المحيط اللانهائي الذي منه أتى وإليه يعود.

* عندما يفكر العقل بالمحبوب الإلهي على الدوام يصدح القلب بأناشيد البهجة والفرح.

الابتعاث الروحي هو بزوغ الإنسان مما هو عليه الآن إلى ما سيكون عليه في المستقبل.

لا يستطيع الشخص إخفاء طبيعته الحقيقية عن الآخرين... فاهتزازات أفكاره ستنعكس بكيفية ما على سلوكه وتظهر من خلال تصرفاته.

هناك العديد ممن لديهم مفهوم خاطئ عن الحرية، فهم يعتبرون الحرية عمل كل ما يحلو للشخص أن يفعله، وأنا أدعو هذه الحرية حرية الهوى.

وبسبب الفهم المغلوط لطبيعة الحرية الحقيقية يوجد بعض الآباء والأمهات الذين يجعلون من أبنائهم عبيداً للعادات من خلال الاستجابة الفورية لرغباتهم. وهكذا ينشأ الطفل مفتكراً أنه ما دامت رغباته محققة فإنه سعيد وأن هدف الحياة هو تحقيق كل رغبة. لكنه يكتشف فيما بعد انه كان واهماً، إذ أن العالم الخارجي يختلف كلياً عن الحياة البيتية، ويكتشف انه ليس بالأمر السهل تحقيق كل رغبة! فالآخرون قد يزاحمونه ويدفعون به جانباً من أجل تحقيق رغباتهم الشخصية دون اهتمام او مبالاة به. وهو بدوره يصبح قاسي القلب متبلِّد الأحاسيس بفعل الرغبة الجامحة في تحقيق رغباته.

لذلك على الآباء والأمهات مساعدة أبنائهم كي ينموا إرادتهم وتمييزهم ليتمكنوا من العيش في العالم دون الوقوع في شراكه ومطباته.

الأم تقول "علمه بمحبة". طبعاً المعاملة بمحبة مستحسنة في معظم الأحيان، لكن كثرة الحلاوة تفسد الأسنان، وبالمثل كثرة الدلال تفسد الأطفال. الحاجة تمس إلى قدر من الصرامة والحزم، ولكن إذا عومل الطفل وعوقب بكثير من القسوة على غلطة ارتكبها فالنتائج ستكون وخيمة. يحب أن يكون هناك توازن في معاملة الأطفال والتعامل معهم؛ فعلى كل أب أن يمزج مزاجه بالحب والحنان، وعلى كل أم أن تتبّل حبها بالحكمة والعقلانية.

* على الإنسان أن يحتفظ بحالة نفسية مستقرة من الحب لله والشوق له. لقد جرّبت أعمالاً كثيرة، ولكن مهما تكن طبيعة عملي فإن فكري يبقى دوماً مع الله.

* يجب أن نستمتع بهذه الخليقة إنما دون السماح لها باستعبادنا. ولقد علمتني التجارب أن لذة العثور على الله لا تعادلها لذة أخرى
.

* قبل الشروع بمهامٍ كبيرة، يجب الجلوس بهدوء وتسكين الحواس والأفكار، والتأمل بعمق وطلب العون الإلهي من أجل الحصول على الهداية الروحية والتوجيه السديد.

* دعني أدرك أن الابتسامة المرتسمة على محيا الفجر، على ثغور الزهور، وعلى وجوه النبلاء من الرجال والنساء هي ابتسامتك.

لن تؤثر بي الصور المتعاقبة للمصائب وسوء الطالع والمرض أو أي عوائق غير متوقعة لأنني أدرك بأن الوعي المنضبط والوثيق الصلة بالوعي الكوني لا يعاني ضمناً من الإخفاقات والمنغصات.

الحرية تعني القدرة على التصرف بوحي الحكمة وليس وفقاً لإملاءات الأهواء والعادات والنزوات. إطاعة الأنا تقود إلى العبودية، أما الامتثال لإيحاءات الروح فيفضي إلى التحرر من القيود.

* لا فرق عندي إن عشت في قصر فخم أو كوخ متواضع ما دام الله معي.

* سأستخدم مالي المكتسب بأمانة كي أعيش ببساطة، مستغنياً عن العيش الباذخ
.

* بالإيمان بالله وباستخدام قوة الإرادة يستطيع الإنسان التغلب على المرض والفشل والجهل ما دامت اهتزازات الإرادة أقوى من اهتزازات الأمراض الجسدية أو النفسية. وكلما كان المرض مزمناً كلما تعين أن تكون الإرادة أقوى وأكثر تصميماً، والإيمان أعمق وأرسخ، من أجل تحقيق النتيجة المرجوة.

ألهمني يا رب كي أحصر ثقتي بك لا في وسائل الحماية البشرية وحسب. دعني لا أخدر بالخوف والقلق قواي غير المحدودة لمواجهة أي من تجارب الحياة.. ودعني لا أتخيل الحوادث والنكبات والمصائب خوفاً من تجسيدها الفعلي بقوة التفكير والتصور، ولأدرك يا رب أنه سواء كنت مستيقظاً أو نائماً، صاحياً أو غارقاً بأحلام اليقظة، حياً أم محتضراً، يظل مع ذلك حضورك الواقي يشملني ويحرسني.

يقول الحكماء:
إن ثمرة الأعمال الطيبة المدفوعة بحب الله والفضيلة هي التوافق والنقاء. وثمرة الأعمال المدفوعة بالرغبات والطموحات الأنانية هي الألم والعناء. أما ثمرة الأعمال الشريرة فهي الجهل والغباء.
العمل الطيب يثمر السعادة والأعمال الدنيوية المشبعة بمحبة الذات عاقبتها المعاناة والألم. أما الأعمال الشريرة المتواصلة فتقضي على ملكة التمييز والفهم في الإنسان.

إن أردت أن تحيا بسلام ووئام فيجب أن تكون نواياك طيبة وأن تبث أفكار الخير ومشاعر المحبة. إن عشت حياة فاضلة ستساعد الآخرين من خلال نموذج حياتك ومسلكك الحسن
.

في اللحظة التي ينتابني القلق والتشويش الذهني سأركن للسكون والتأمل حتى أستعيد هدوئي، وسأستفتح كل يوم بالتفكير بالله وطلب عونه وهدايته.

* صمم على عدم السماح لأعشاب الكراهية الخانقة بالنمو والتغلغل في بستان حياتك المليء بمزايا الروح النبيلة. وكلما نمّيت الصفات والمزايا الشبيهة بالورود العاطرة كلما أظهر لك الله سر الوجود الأعظم في كيانك.
إن غاية الحياة تتمثل في إحراز السلام والرضا والخلود والسلامة ومعرفة الحقيقة، وفي صميم هذه الأماني التي تعتمل في نفوسنا يكمن الجوهر الإلهي في أعماقنا.

* فلأعثر على حريتي بك يا رب، ولأدرك أن بيتي الحقيقي هو وجودك الكلي وأنني جزء لا يتجزأ من وعيك الكوني.

* أيها البحر الرباني الزاخر، دع أنهار رغائبي المنسابة وسط صحاري العوائق والعراقيل تمتزج أخيراً في خضمّك الأعظم
.

* فقط في الحصن الإلهي نجد حماية وأمناً، وليس من ملجأ آمن كالشعور بقربنا من الله وملامسة حضوره .


بما أن الإنسان محكوم بالعادات التي تشكّل الميول والنزعات والطباع والرغبات، فإن كانت تلك العادات سيئة تصبح الطباع مؤذية والأفعال شريرة. لذلك من المستحسن أن تكون الأولوية للعادات الطيبة لأنها عندئذ توجه أفعالنا وأفكارنا نحو أهداف نبيلة وتعود علينا بالصحة والسعادة.


* حيثما وُجِدت نفوسٌ حزينة ومتألمة أجد راحتي في خدمتها وتقديم العزاء لها. سأبذل ما بوسعي لإسعاد الآخرين وسأشعر بشعورهم كما لو كانوا نفسي.

* القدرات العقلية موجودة في الإنسان ولكنها غير نامية في معظم الناس، وعدم تنمية تلك القدرات يقود إلى عواقب وخيمة. فالعقل كالجسد يحتاج إلى الغذاء المناسب والتمرين الصحيح من أجل الصحة والنشاط.

* الماسة تستقبل وتعكس النور، وهكذا النفوس النقية الشفافة التي تعرف الله وتتألق بحضوره.

* يا رب، أنت الثروة الحقيقية في الحياة، وبالعثور عليك أولاً سأجد بك كل ما أحتاجه.

* عادة ما يركز الناس فقط على الطعام والهواء وأشعة الشمس لإبقاء الجسم في حالة جيدة، لكن قد يأتي وقت تتدهور فيه الصحة بالرغم من وجود مدد وافر من هذه المصادر الخارجية للحياة. عندئذ تبزغ الحاجة لشحن بطارية الجسم بالطاقة الحيوية من المصدر الداخلي.

إن اقترب قاربُ عقلي من صخور الرغائب الجشعة التي تنطوي على أخطار ومحاذير، مدفوعاً بأنواء الجهل العاتية، فكن يا إلهي منارتي وارشدني دوماً إلى شطآن بِرك وصلاحك.

الفكر كاللهب الذي ينبغي استخدام قوته المركزة لحرق العقبات التي تحول دون تحقيق الإنجاز.

* يمكن العثور على الله بالحب الإلهي المتواصل. عندما نحب الله أكثر من عطاياه سيأتي إلينا. لقد منحنا حرية الإختيار وقوة الإرادة لكي نتمكن من التمييز بين عطايا العالم الطفيفة الزائلة وهبة القرب منه والتنعم بحضوره المبارك.

لقد أُعطيت لنا الذاكرة كي نتدرب على تذكّر الأشياء الطيبة إلى أن نتمكن أخيراً من تذكّر الخير الأعظم: الله.

* * نسيم حبك ينساب من خلالي يا رب! وأوراق أشجار حياتي تتراقص مبتهجة بقدومك. حفيفها المغتبط ينساب في الأثير ويدعو المتعبين كي يستريحوا في ظل سلامي الروحي.

* ليس المقصود من صعوبات الحياة أن تسبب لنا الأذى، ففي المشاكل والأمراض دروس لنا. تجاربنا المؤلمة ليس الهدف منها القضاء علينا بل لصهر الشوائب التي في نفوسنا من أجل تنقيتنا وتسريع عودتنا إلى مصدرنا النقي – الله - الذي يعمل بشتى الوسائل والطرق على مساعدتنا وإعادتنا إلى بيتنا السماوي.

اللانهاية هي بيتنا الحقيقي وسياحتنا إلى هذه الأرض وفي هذه الأجساد المادية هي بمثابة رحلة بتأشيرة قصيرة الأجل.

* يا رب، إنني أدرك بأن المديح لا يرفع من قدري ولا المذمة تقلل من شأني. فأنا كما أنا أمام ضميري وأمامك. سأواصل السير على الطريق، باذلاً ما بوسعي لخدمة الجميع، وعاملاً على كسب رضاك.. وبذلك تكمن سعادتي.

إنك مخلوق فريد وجوهرك رائع، فتعرف على ماهيتك الحقة.

* مع بزوغ فجر قدومك ستتفتح براعم أشواقي إلى زهور عاطرة ناضرة.

* عجّل يا رب بإطلالة ذلك اليوم الذي به أضفر قلادة من تلك الزهور الندية وأضعها على أعتابك المباركة.

بدلاً من السعي الدائم لإسعاد الشخص نفسه وحسب، يجب أن يحاول أيضاً العمل على إسعاد الآخرين. وعندما يحاول تقديم خدمة روحية أو عقلية أو مادية للغير، سيجد أن احتياجاته الذاتية قد تحققت... وأن كأس حياته طافح بالسعادة.

الذين يحرزون على الأرض انتصاراً باهراً على الظلام سيكون نور المجد من نصيبهم وسينعمون بالسلام والسعادة الباطنية.

* انثر يا رب عى الدوام بذور بركاتك في تربة قلبي المحروثة بالابتهال كي تنمو إلى أشجار ظليلة تحمل غصونها أشهى وأعذب ثمار معرفة الذات.

غالباً ما نظل نتألم دون أن نبذل مجهوداً للتغيير، ولهذا السبب لا نجد سلاماً ورضاً دائمين. لو واظبنا على المحاولة وبذل المجهود لاستطعنا بكل تأكيد التغلب على كل الصعوبات. يجب أن نسعى جاهدين للانتقال من الشقاء إلى السعادة، ومن القنوط إلى الشجاعة.

أيها الحب الإلهي، وحّد محبتي بمحبتك، وامزج حياتي بسرورك، وعقلي بوعيك الكوني، واسقني من ينبوع فرحك الأبدي.

* قلب المريد الصادق يلهج دوماً: "يا إلهي وحبيبي، لا أريد الإنغماس في معمعان هذا العالم الوهمي، وكل ما أريده هو إيقاظ حبك في قلوب الناس. إن قلبي وروحي وجسمي وعقلي وكل ما أملكه هو لك يا رب."
ذلك المريد يصل إلى الله ويتعرف عليه.

امنحنا يا رب فكرة جديدة وحقيقية عن الإخاء. فلنهجر الحروب ولنشفِ جراحات الشعوب بمرهم المحبة والبلسم الدائم للفهم الودي التعاطفي.

* باركنا كي نتحرر من نفوذ الطمع وهيمنة الخداع وسيطرة الأوهام، وساعدنا كي نبني عالماً جديداً لا يكون فيه المرض والجهل والمجاعة سوى أحلام من الماضي الموحش الكئيب.

دعنا نحل كل المشكلات لا بمنطق الغاب بل بالفهم والصواب والثقة الراسخة بك وبعدلك الإلهي.
لقد جمعتنا الحياة هنا لنبقى معاً لفترة من الزمن ومن بعدها ننطلق في اتجاهات مختلفة. ولكن إن كان حب الله يسكن نفوسنا فلا يهم إلى أين نتوجه لأننا مهما ابتعدنا عن بعضنا سنظل في دائرة الحب الإلهي ولن نفترق أبداً.

اجعلني يا رب نسر التقدم الروحي المحلق عالياً فوق أزقة ضيق الأفق والتطرف..
نادني إلى آفاق أعلى وأعلى، خلف الاهتزازات الأرضية الكثيفة والغيوم الحاجبة لنور الشمس.
فلأستقل جناحيّ التوازن للعيش الصحيح، ولأنطلق إلى تلك الأجواء الشاهقة فوق كل العواصف والأعاصير حيث الآفاق الرحبة والمدركات السامية.

يأتي السلام عندما نفتح قلوبنا للمحبة ومشاعر الخير. فذوو القلوب المُحبة والناشطون في الأعمال الخيرة يشعرون بالسلام لأنه يسكن بهم. السلام هو محراب السماء وهو الركيزة الأساسية للحياة السعيدة.

يجب أن نفكر دوماً بالجمال الإلهي خلف الأزهار، وبالنور الكوني خلف الشمس، وبالحياة العظمى التي تومض في كل العيون.

عندما يكون الشخص لطيفاً حقاً ويبدي احتراماً نحو الآخرين، ويقابل المجاملة بمثلها، سيُعامل دوماً بتقدير واحترام.

سأبث محبتي للآخرين علني أفتح منفذاً لمحبة الله كي تأتيني وتسكن قلبي.

دعني يا رب أكون منارة للغارقين في لجج الأحزان.  وساعدني كي أعمل على إسعاد الآخرين عرفاناً للفرح 
الروحي الذي أغدقته عليّ.

سأصهر الكراهية في نار محبتي.. وسأسامح الآخرين وأمنح الحب لكل القلوب الصادية.

الحب الحقيقي هو الحب الذي يَسعد براحة المحبوب.

 ليشرق يا رب نورك علينا وليملأ حبك قلوبنا على الدوام.

* إن امتلاك الإنسان لروح المبادرة يعني امتلاكه لقوة التصور الإبداعي التي تمكّنه من ابتكار شيء ما لم يسبقه إليه أحد من قبل... كل شخص مولود بهذه الميزة الموهوبة له من الله.

* إن أعظم حب هو الحب الإلهي الذي يجعل الحياة جميلة على نحو يصعب وصفه. عندما تشعر أن الله معك، يأتي إليك حيثما كنت ويرشد خطواتك يكون الحب الإلهي قد بدأ.

قوة الحق تنطلق بعكس اتجاه الريح.

يا رب، عندما تواجهني مشاكل مؤقتة، دعني أتذكر أفضالك العميمة عليّ في الماضي، موقناً بأن عونك لا يفارقني وعنايتك تواكبني على الدوام. إليك أرفع امتنان قلبي لكل بركة تأتيني من يدك الكريمة.

* قطرات الحب تشعشع في النفوس الطيبة، والله يمكن العثور عليه فقط في بحر الحب.

الفهم هو المصباح الذي ينير درب الإنسان ويجلب له النجاح.

في فصل الربيع يرصع الله الطبيعة بأبهى الورود والأزهار ذات الحلل البديعة والألوان الزاهية.

* السلام هو البشير الأول الذي يعلن الاقتراب من الحضرة الإلهية. بعد ذلك يتحول السلام إلى أنوار أشد سطوعاً من الفرح الذي لا انتهاء له.

عندما أغوص عميقاً في بحر التأمل أشعر بخفقة مباركة داخل كياني وأسمع صوتاً هامساً يقول: "إنني قريب."

* يجب التوجه إلى الداخل حيث تعرب النفس عن ذاتها. فمن أعماق الروح تبزغ كل اختبارات الحياة الباطنية.
عندما تحقق النفس ذاتها مع الوعي الإلهي تشعر بغبطة عظيمة وبتمددها في الفضاء اللامحدود.

* إن استخدمت كل الوسائل والوسائط الخارجية المتاحة لك، إضافة إلى قدراتك الطبيعية، من أجل التغلب على كل العقبات التي قد تعترض طريقك، فستنمّي القوى التي وهبها الله لك: تلك القوى غير المحدودة التي تنبثق من أعمق أعماق كيانك.

الحب يسير على الدرب الذهبي الذي يوصل إلى الله.

سأنشر أشعة شمس الأماني الطيبة والنوايا الحسنة حيثما تسلل ظلام سوء الفهم.

عندما تهجم عليك المصاعب ومع ذلك ترفض التوقف عن المحاولة وبذل المجهود، بالرغم من كل العوائق والعقبات، عندئذ يستجيب لك الله ويكلل مساعيك بالنجاح.

يا رب، سأقتطف زهرة الشوق من بستان قلبي وأضعها تقدمة حب على أعتابك المقدسة.

بما أن أفكارنا وكلماتنا هي البذور التي ستجلب لنا محصول المستقبل، سأبدأ من اليوم بملء وعيي بالأفكار الإيجابية الطيبة.

أطير وأحلق بطائرة وعيي إلى أعلى وأسفل، شمالاً ويميناً، في الداخل والخارج وفي كل مكان.. لأجد أنني في كل ركن من أركان الفضاء كنت وما زلت في حضرة الله.

* عِش كل لحظة في وعي علاقتك بالمطلق اللانهائي. لا توجد نهاية لوعيك، وكل الأشياء تومض وتتألق كالنجوم في سماء كيانك.

الترك أو عدم التعلق هو الطريق الحكيم الذي يسير عليه المريد، مترفعاً بإرادته عن أشياء زهيدة من أجل أمور جليلة. إنه لا يقيد نفسه بالمتع الحسية العابرة رغبة في الحصول على فرح باطني متجدد. الترك ليس غاية بحد ذاته لكنه يمهد الطريق لبزوغ مزايا النفس وقواها الروحية.

المظفر الروحي يتقدم بخطوات جريئة على دروب الحياة.

يجب أن يستفيد الإنسان إلى أقصى حد من حياته الحاضرة، وأن يفتح نوافذ قلبه ويوقظ وينعش ملكات روحه الهاجعة.

خلف أقنعة التغيير والتبديل يكمن الحضور الإلهي. ومن يقدر على تثبيت مرآة عقله ومنعها من الارتجاج، يعاين في تلك المرآة الصافية وجه المحبوب الكوني.

الحب أقوى من الموت ومن ويلات الزمن.

تحليل الذات هو سر النجاح، والتأمل هو مرآة نرى من خلالها زوايا داخلية تبقى بخلاف ذلك محجوبة عن بصرنا. يجب تشخيص الإخفاقات وفرز الميول الصالحة والطالحة والتعرف على معوقات التقدم والنجاح.
* ما أروعك أيتها الصداقة! يا من تستقين من مياه الاهتمام الودي الصادق ويرطب أوراقك ندى العذوبة الداخلية والخارجية النابع من أعماق القلوب المخلصة الوفية.

رأيت ذات يوم نملة صغيرة تحاول تسلـّق كومة من الرمل، فقلت بيني وبين نفسي: لا بد أن النملة تفكـّر بأنها تتسلق جبال الهملايا! ربما بدت كومة الرمل هائلة الحجم بالنسبة للنملة ولكن ليس لبصري. وبالمثل فإن ملايين من أعوامنا الشمسية قد تكون أقل من دقيقة واحدة في عقل الله. يجب تدريب أنفسنا على التفكير بالأمور العظيمة مثل الأبدية واللانهاية.

لقد تجولت في عالم اللانهائية وعاينت الضباب المتوهج في أرض النور، وفي ذلك الألق الحي قرأت معاني الخفايا المدونة على صحائف الزمن.

عندما تنام تقوم بتسكين الأفكار والإحساسات تسكيناً سلبياً. أما عندما تقوم بتهدئة الأفكار والإحساسات بطريقة واعية بالتأمل، تختبر أول ما تختبر حالة من السلام فتقوم عضلات الوجه بتشكيل ذاتها على هيئة ابتسامة تعكس سلام القلب. ولكن يجب أن تتطلع إلى ما بعد حالة السلام كي تبصر نقاء روحك. ذلك النقاء الذي لا تشوبه ولا تشوهه الإثارات الحسية أو ردود الفعل التلقائية الناجمة عن الأفكار المقترنة بالحواس. الحالة التي تختبرها عندئذ هي غبطة دائمة التجدد.

إن وضعتَ إناءً من الماء تحت ضوء القمر ثم خضخضت الماء ستخلق صورة مشوهة للقمر. وعندما يهدأ الماء في الإناء يظهر الإنعكاس جلياً. اللحظات التي يكون الماء في الوعاء راكداً وعاكساً لوجه القمر بصفاء يمكن مقارنتها بحالة السلام التأملية وبحالة السكون الأكثر عمقاً. في سلام التأمل تنعدم كل أمواج الإحساسات والأفكار من العقل. وفي حالة السلام الأعمق غوراً يبصر المتأمل في تلك السكينة بدرَ الحضور الإلهي منعكساً في بحيرة النفس.

هناك أربع حالات يعرفها الشخص العادي: فهو يشعر بالسعادة لدى تحقيق رغبة ما، ويشعر بالتعاسة إن امتنع عليه تحقيقها. أما عندما لا يكون سعيداً ولا مكتئباً فيشعر بالضجر. ولدى تخطي هذه العواطف أو الحالات النفسية للذة والألم والضجر يشعر بالسلام.

السلام حالة مرغوبة جداً ناجمة عن انعدام حالات الحزن واللذة وغياب السأم. وهذه الحالات هي دائمة التماوج على صفحة النفس. فبعد امتطاء هائج صاخب لموج الألم واللذة، بما في ذلك انغماسات متكررة في لجج الضجر، هناك متعة في العوم على صدر بحر السلام الهادئ. لكن أعظم من السلام هي النشوة الروحية.. غبطة النفس.. منتهى السعادة. إنها فرح متجدد لا يختفي أبداً بل يلازم الروح طوال الأبد. ذلك الفرح الأعظم يمكن بلوغه فقط بإدراك الحضور الإلهي.

الإبتسامة الحقيقية هي ابتسامة السعادة الروحية المتحصلة من التأمل والتفكير بالله والإحساس بحضوره. ابتسامتي تنبع من ابتهاج عميق في كياني.. ابتهاج يمكن لكل إنسان أن يحصل عليه. فهو يشبه أريجاً متضوعاً من قلب وردة النفس المتفتحة. هذا السرور العظيم يدعو الآخرين للابتراد في مياه الغبطة المقدسة.

في نور الصفح المبارك تتلاشى ظلمة الكراهية المتراكمة على مدى سنين طويلة.

إن الله يحقق بسرعة أية حاجة لمتعبديه لأنهم تحرروا من الدوافع الأنانية التي تحبط المساعي وتخيّب الآمال.

من يحمه الله لا يقدر شيء على تدميره.

* لسنا وحيدين في هذا العالم، فالله معنا وهناك علاقات ودية حميمة تدوم ونستمد منها الدعم والفرح 
.
أيا كوكب الهداية المتألق في سماوات الحكمة، إن وميضك الباهر يدعوني لارتياد آفاقك المباركة، وطائر حنيني يندفع بسرعة فائقة، مخترقاً الأجواء الكثيفة المكفهرة، يحدوه الشوق إليك والتنعم بوهجك الأقدس.

يجب ألا نتوقع الكثير من أي شخص، ولا ينبغي أن نتوقع دوماً نتائج مثالية حتى من أولئك الذين يبذلون قصارى جهدهم. إن سقط أحدهم وأخفقت محاولاته لا يزال مع ذلك بخير ما دام يكرر المحاولة ويعمل صادقاً على استعادة مكانته وتصحيح وضعه.

* تبدأ شخصية المرء بالتطور والتفتح عندما يتمكن من الشعور - عن طريق الإحساس الباطني الحدسي - بأنه ليس الجسد المادي الصلب بل التيار الروحي الأبدي داخل الجسد.

عندما يطفح قلب المريد بحب الله سيشرق وجهه بابتسامة السلام والحكمة، وستتفتت طبقات الجهل التي تغلف نفسه وتتلاشى تماماً.

* عندما تنظر إلى زهرة أو شجرة تعلم أن هذه الأشكال الجميلة للحياة لم تأتِ للوجود من تلقاء ذاتها، فالله هو الذي صورها ووهبها الأريج والرونق البديع.

قم دوماً بإنجاز واجباتك الصغيرة والكبيرة بانتباه عميق، متذكراً بأن الله يهدي خطواتك ويعزز جهودك لتحقيق طموحاتك الشريفة.

* عندما يتصل الإنسان بجوهره الروحي فإن الأزمان المنسية الغابرة وقوى النفس الخالدة ستعود إلى وعيه. في التأمل يتذكر الإنسان أنه نفس خالدة وليس جسداً فانياً.

في كل مكان نجد الناس، الطيبين منهم والأشرار، يبحثون بطريقتهم الخاصة عن السعادة. ما من أحد يرغب بإلحاق الأذى بنفسه. إذاً لماذا يتصرف بعض الناس بطريقة شريرة تسبب لهم حتماً الألم والحزن؟ لأن تلك الأفعال مدفوعة بالجهل والأوهام.

نسألك يا رب أن تشرق علينا بنور حكمتك وأن تبعد عنا ظلمة الجهل والوهم.

يجب أن يكون الشخص الواعي حذراً بدلاً من الشعور بالخوف، ويجب أن ينمي داخل نفسه إحساساً جريئاً دون 
طيش وتهور كي لا يعرّض نفسه لظروف قد تثير الخشية والقلق.

الحكمة لا تعتمد على ضخ المعلومات من الخارج بل على قوة التقبل الداخلية والتي تحدد مقدار المعرفة الحقيقية التي يمكن اكتسابها والسرعة التي يمكن بها إحراز تلك المعرفة.

هذا العالم هو مجرد مسرح نؤدي عليه أدوارنا بتوجيه من مدير المسرح الإلهي. يجب أن نحسن الأداء بصرف النظر عن طبيعة الأدوار المخصصة لنا، متذكرين على الدوام أن طبيعتنا الجوهرية هي غبطة دائمة.

أحكم الحكماء هو من يسعى للتعرف على الله، وأنجح الناجحين هو من عثر على الله.

أيها المحبوب الإلهي، لتحتل المقام الأول في حياتنا، وليملأ حبك الشافي قلوبنا، وليبدد نورك المبارك ظلام الهموم من نفوسنا.

* الحرية معناها العمل بوحي الضمير وليس بإملاء العادات والرغبات. إطاعة الأنا وأهوائها تورث القيود، أما الإمتثال لإيحاءات الحكمة فيمنح التحرر من تلك القيود.

* طمأنينة النفس يمكن العثور عليها بالتنمية الإرادية والواعية للمزايا الطيبة والتي عندما تصبح مكتملة النمو لا يمكن لأحد انتزاعها من صاحبها ما لم يختر هو التخلي عنها بمحض إرادته.

معظم الناس يبحثون عن السعادة باستخدام أساليب مغلوطة. البعض يظن أن باستطاعته مضاعفة سعادته بانتهاج سلوكيات خاطئة وأفعال غير سليمة تبدو وكأنها تمنح وعوداً براقة بسعادة عارمة دائمة فينخدع بتلك الوعود الزائفة إذ لا يمكن تذوق طعم السعادة الحقيقية في جحيم الأوهام الباطلة والأفعال الخاطئة.

كل دقيقة هي أبدية لأن الأبدية يمكن اختبارها في تلك الدقيقة. الأيام والدقائق والساعات هي نوافذ يمكننا من خلالها رؤية الأبدية. الحياة قصيرة وفي نفس الوقت هي سرمدية لا انتهاء لها. النفس خالدة، وخلال فصل الحياة البشرية القصير يجب الاستفادة إلى أقصى حد من كل الإمكانات والفرص المتاحة.

* الكلمات الروحية هي كالبذور التي تحتاج إلى تربة خصبة لكي تنبت وتنمو وتزهر وتثمر. النمو الروحي يلزمه وقفة مع الذات، وإعادة ترتيب أولويات الحياة، وتحديد العادات الضارة والتخلص منها، ومراعاة قواعد وقوانين الصحة بما يتماشى مع الفهم الروحي المتطور والقوة العقلية المتنامية.

عندما يتذوق المريد الفرح الإلهي سيجد أن الله قد أصبح حقيقياً بالنسبة له أكثر من أي شيء آخر، وسيدرك أن ملامسة الحضور الإلهي غبطة لا تعادلها أية متعة حسية.

* إن الله يعمل على إيقاظ وعي الإنسان الروحي وتوجيه إرادته في المسار الصحيح من خلال جمال الفضيلة وعظمة التسامح وجلال الحكمة وروعة السعادة الروحية.

لن أعتبر الآخرين غرباء لأنني أشعر بأن الجميع هم أخوتي وأخواتي. سأجعل حياتي ناجحة ومثمرة كي أساعد الآخرين على النجاح والإنجاز. سأشعر بشعور الغير وأتعاطف معهم مثلما أتعاطف مع نفسي. سأحب الله مثلما أحبه الأنبياء والأولياء، وسأرمي بالأنانية في بئر محبتي للآخرين.

خلف هذه الحياة الأرضية المتقلبة والخاضعة للموت توجد حياة أبدية عديمة التبديل. الجسد مُركّب من عناصر كيماوية خاضعة للتحلل والاندثار، لكن ما وراء هذه الحياة العابرة توجد حياة سماوية خالدة في كنف الله. لذلك يجب ألا نحصر كل اهتمامنا في هذا الجسد غير الدائم، وعلى الراغب أن يتحمل تجاربه ويكون سيده.

اليوم سأحاول مساعدة المحتاجين وإعطاء ما أقدر عليه للجائعين. إنني آمن مطمئن في حمى الله وخلف أسوار ضميري المرتاح.  إنني واحد مع نور الخير الذي يهدي سفن الأنفس التي تتقاذفها أمواج الحزن في بحر الحيرة والقلق.

اليوم أحس بالله في خفقة السلام التي ترتعش في نفسي وتحرك أوتار قلبي.

سأعمل كل ما بوسعي لإسعاد الآخرين تماماً مثلما أعمل جاهداً لإسعاد نفسي، ومن خلال سعادتي الروحية سأخدم الجميع في بيت الحب الإلهي ولن أخشى شيئاً سوى نفسي فيما إن حاولت مخادعة ضميري. 

لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء الضغط على
  Newer Posts أو  Olders Posts 






في أسفل الصفحة أو أحد السهمين

باراماهانزا يوجاناندا

No comments:

Post a Comment