Thursday, October 22, 2015

ومضات من معرفة الروح

ومضات من معرفة الروح

للمعلم الحكيم

برمهنسا يوغانندا

PARAMAHANSA YOGANANDA
ترجمة محمود عباس مسعود


لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء الضغط على
  Newer Posts أو  Olders Posts


في أسفل الصفحة أو أحد السهمين




إن كل المعارف التي يطمح الإنسان لمعرفتها، في كل فرع من فروع العلم والفن، بما في ذلك خفايا الذرة

وتاريخ الكون والجنس البشري، جميعها موجودة في الأثير على هيئة اهتزازات .

هذه الإهتزازات تحيط بنا وهناك طريقة للتوصل إليها مباشرة. وذلك عن طريق بصيرة الروح .

هذا العصر هو عصر المنطق . يجب النظر بتمعن دقيق وتمييز حصيف إلى كل تجربة حتى يتم فهمها

واستيعاب مضمونها، وعندئذ يمكن تخطي حاجز الوهم . هناك سبب لكل شيء، وفي عصر التحليل هذا،

يجب العمل على بلوغ ذلك الفهم .

يمكنني الدخول في حالة النشوة الروحية بترديد :

" الله، الله، الله "

ويمكنني دخول تلك الحالة عن طريق التأمل ..

أو برؤية منظر طبيعي جميل

أو بالنظر إلى وجهٍ يشع بنور الله وحبه .

* * *

إننا نستهلك المعلوم بمعرفتنا له واستمتاعنا به . بعد ذلك نتوجه إلى استكشاف المجهول لأن المعلوم لا

يمنحنا الرضاء الدائم . فلو منحنا ذلك الرضاء لما بقينا لأمد طويل على هذا الكوكب الأرضي .

الرضا الدائم بالمعلوم دون رؤية للمستقبل، ودون بذل المجهود للتحسن، ودون روح المبادرة للإستكشاف،

ودون الحافز للتعليل والتفسير.. يعني الجمود والركود بالنسبة للسلالة البشرية وبالتالي الانقراض

والتلاشي .

* * *

الحياة هنا تبدو عقيمة ومشوشة إلى أن نبلغ شاطئ الأمان .

يجب أن لا نعقد الآمال على غايات دنيوية زائلة وتعلقات مادية هشة .

مثل هذه الإرتباطات الواهية تبعدنا عن هدفنا الأسمى بصورة لا شعورية

مثلما تبعدنا أيضا عن ذاتنا الحقة .

النحلة تعمل بجد وتحضّر للأوقات الصعبة ... وعندما يحل فصل الشتاء تستمتع بما اختزنته من غلة الربيع

والصيف .

وهكذا يجب أن نتعلم كيف نستجمع شهد السلام الإلهي والقدرة على التعامل مع الظروف الصعبة التي

تواجهنا في الحياة .

* * *

في هذا العالم المتقلب

والمحفوف بالمخاطر وعدم اليقين

تشعر بوحشة كبيرة . وحده الله لن يخذلك

ولن يخيب رجاءك .

باركني يا رب

كي أنمي بذور القوة الروحية والنجاح

الكامنة في داخلي

وكي استخدمها فيما يرضيك .

* * *

يجب أن يترك الإنسان بين الحين والآخر كل شيء ليكون مع ذاته لا غير، كي يتسنى له التفكير بغاية

الحياة .

معظم الناس عائمون على تيار من التقاليد والأنماط في الواقع أنهم لم يحيوا حياتهم الخاصة أبداً بل

يعيشون حياة العالم. فما الذي حققوه من ذلك وإلى أين وصلوا؟

لهذا من الحكمة أن ينتزع الإنسان نفسه بين الفينة والأخرى من المشاغل و"الواجبات" اليومية كي يهدّئ

ثائرة عقله ويحاول معرفة ذاته وتحديد الغاية التي يريد تحقيقها .

* * *

من يحب الله، وبالتالي يحب الجميع، فهذا لا يعني أن يحب أخطاء الآخرين وعيوبهم .

من يحب الله يصبح راسخا في نواميسه. عندما أدركت بأن أعمالي مكرسة لله فارقني الشعور بأن قناعاتي قد تكون غير مصيبة .

إنني على استعداد لأن يتم تصحيحي عندما أكون على خطأ، ولكن عندما أكون على حق لا يفارقني ذلك

الشعور الباطني .

ذلك الشعور ليس وليد العاطفة بل صادر عن الحقيقة، ولذلك فهو يعزز يقيني ويجعلني ثابتا في قراري .

ما لم يشمل الإنسان رفاهية الآخرين في رخائه فلن يعرف معنى بحبوحة العيش .

ما أقصده هو الرغبة الصادقة في مساعدة الآخرين كي يساعدوا أنفسهم. عندئذ ستجد أن مصدراً لا ينضب

من الخير يعمل في حياتك .

ومهما كانت الظروف التي تمر بها، سيبقى ذلك القانون يعمل دوما من أجلك ويحقق لك كل ما تحتاجه .

* * *

الإخلاص العميق ضروري على الطريق الروحي . ففي النقاء والصدق يبزغ فجر الروح .

* * *

عندما تكون قريبا من شخص عزيز عليك تشعر بأفكاره ولكن قد لا تستطيع الشعور بأفكار شخص بعيد

عنك ما لم تمتلك مجال استشعار متطور .

الذين يمارسون أساليب التركيز والتأمل بانتظام يشعرون بهدوء كبير وتزداد أفكارهم رهافة نتيجة

لممارستهم العلمية تلك فيستطيعون الإحساس بأفكار ونوايا الآخرين حتى من مسافات بعيدة  
!

عاد صفر اليدين

قصة مستقاة من تعاليم المعلم برمهنسا

عندما بلغت بنت أحد الملوك سن الزواج وضع والدها الملك شرطا يتعين على كل من يتقدم لطلب يدها

تحقيقه . وكان الشرط يتمثل في قيام كل خطيب محتمل بسرقة شيء ما دون أن يعرف أحد بذلك .

في اليوم المقرر توافد الخُطاب من كل حدب وصوب وجلبوا معهم منهوباتهم على اختلافها ويحدو كل واحد

منهم الأمل بتحقيق المرام لوفائه بالشرط .

بعد ذلك حضر شاب صفر اليدين وقال للملك :

" يا صاحب الجلالة، ما طلبته أمر مستحيل تحقيقه. إذ لو سرقتُ شيئا ولم يعلم أحد في العالم بفعلتي لكنني

مع ذلك سأعلم أنا بها وهذا ما لا أستطيعه ."

سُر الملك بقول الشاب أيما سرور وقال له :

" أنت الذي تليق بابنتي، فقد حققت الشرط وتستحق أن تكون صهري ووريثي "

* * *

إن حب التملك لا يجدي نفعا.ً عندما يحاول أحد شريكيّ الزواج السيطرة على الآخر فهذا دليل على نقص في

الحب .

ولكن عندما يعبّران عن حبهما باهتمام ودي صادق ومراعاة دقيقة للمشاعر ورغبة أكيدة في إسعاد الآخر

يكتسب الحب خاصية ساميةوفي مثل تلك العلاقة نحصل على ومضة من الحب الإلهي .

* * *

المحن والبلايا لا تأتي لتحطم الإنسان وتشلّ إرادته، بل لتجعله يقدّر الله حق قدره ويحترم قوانينه التي من

خلال مراعاتها يمكنه الحصول على السعادة الحقيقية .

الله لا يرسل تلك التجارب القاسية لأنها من صنع الإنسان في المقام الأول. وما على الإنسان إلا إيقاظ وعيه

من سبات الغفلة وابتعاثه من ظلمة الجهل إلى نور المعرفة .

* * *

الطريق إلى الله هو أبسط وأسهل الطرق، ومع ذلك فقلائل هم الذين يسيرون عليه بالرغم من الطقوس

والشكليات العديدة .

من الأفضل أن نتوجه بقلوبنا إلى الله ونطلب منه ما هو أفضل لنا وأبقى .

في الحقيقة أن الله بانتظارنا لأنه يريد أن يبعدنا عن بؤر الشر ومطبّات الخطر .

يريدنا معه في قلوبنا وأفكارنا لأن بضاعة الدنيا الرخيصة لا تشبع حنين الإنسان ولا تسد الفراغ الروحي

الذي يحسه في أعماقه .

إن الله يتحدث إلينا على الدوام ولكن قلائل هم الذين يسمعون صوته .

ذلك الصوت الهادئ غالبا ما يطغى عليه زعيق الأفكار الصاخبة والمشتهيات الصارخة .

لكن عندما تهدأ الأفكار وتهجع الرغبات نسمع صوت الله بكل جلاء بالرغم من كونه صامتا خافتاً .



حقا أن الله يفعل كل شيء لمساعدة الإنسان.. يفتح أمامه الأبواب ويضيء دروبه ليتبين مواقع خطواته فلا

يعثر ولا تزل قدمه ولكن أكثر الناس لا يدركون هذه الحقيقة .

* * *

اليوم المفقود هو يوم يمر دون التفكير بالله وابتغاء ما يرضيه .

* * *

الحب ينبوع دائم التدفق من نافورات لا حصر لها .. وعندما تُسد فتحات القلب بسوء التصرف

نراه ينبجس ثراً من قلب آخر . لكن التفكير بأن الحب يموت في أي قلب

هو جهل بطبيعة الحب الشاملة .

يجب عدم سد قنوات الحب بالتصرفات الخاطئة

وعندها يمكن ارتشاف سلسبيل الحب الإلهي

المنساب من كل القلوب الطيبة .

* * *

الأشخاص الذين بُترت إحدى أصابعهم يشعرون كما لو أنها ما زالت موجودة . وكل من فقد أحد أطرافه

يعرف هذا الإحساس .

هناك صنو أو نظير أثيري محجوب لكل عضو من أعضاء الجسم. فخلف القلب المادي يوجد قلب مستتر

ولولاه لما تمكن القلب المنظور من الوجيب .

للإنسان أعضاء غير منظورة من بصر وسمع ودماغ وعظام وأعصاب أثيرية. هذه الأعضاء، التي هي

بمثابة أنسجة من النور والنشاط، تؤلف الجسم الكوكبي للإنسان غير المنظور .

الجسم الكوكبي أو الأثيري يشبه تماما الجسم المادي المنظور. والفرق هو أن شكله النوراني الحيوي

لطيف للغاية .

* * *

عندما يستيقن الإنسان أنه يمتلك سيادة ذاتية يكون انتصاره أعظم من انتصار الحاكم المطلق، لأنه انتصار

يقف شامخا أمام محكمة الضمير .

الأفكار هي هيئة المحلفين والإنسان هو المدعى عليه .

يجب أن يحاسب الإنسان نفسه كل يوم وسيجد أنه كلما أدّبه وعاقبه ضميره .. وكلما حكم على ذاته بالتزام

النهج الإيجابي وبالصدق والاستقامة، كلما كان مظفراً منتصراً في الحياة .

* * *

الذين يتعمقون في ارتياد الوعي الكوني ينمّون تلقائيا قدرات روحية فائقة وسيطرة على القوى

الطبيعية . لكن ما من إنسان حاصل على وعي الله الحقيقي يستخدم قواه للتفاخر والمباهاة، دون حكمة أو

تعقل .

الحكماء يدركون أن الله هو العامل الأوحد في الوجود. وبتواضع يعيدون إليه المواهب الخارقة التي امتن

عليهم بها .

أليس كل ما في الوجود معجزة؟ والإنسان لمجرد وجوده أليس هو الآخر معجزة؟

فإن كان بنو البشر غير قانعين بكل العجائب التي خلقها الله، فلماذا على القديسين القيام بمزيد من

المعجزات؟

أولياء الله الصالحون لا يقومون بأي شيء ما لم يطلب الله منهم عمل ذلك، ولأسباب غامضة وعويصة

الفهم أحيانا .

* * *

عندما ندرك أن القدرات التي نحتاجها سواء للتفكير أو للكلام أو للشعور أو للفعل كلها تأتي من الله وأنه

معنا على الدوام، يلهمنا ويهدينا، نحصل على حرية فورية من التوتر النفسي .

ومع هذا الإدراك تأتي ومضات من الفرح، بل وأحيانا تغمر كيان الشخص استنارة عميقة مبددة على الفور

أفكار الخوف .

قوة الله هي كالمحيط، تموج وتندفع مجتاحة القلب في عملية تنظيف، مزيلة كل العوائق الوهمية المتمثلة

في الشكوك والعصبية والخوف .

الإنسان يظن أنه مجرد جسد مادي ليس أكثر، لكن هذا وهمٌ يمكن التغلب عليه بملامسة الإنسان لكيانه

الروحي عن طريق التأمل . عندها ستدرك أن الجسد ليس سوى فقاعة من النشاط سابحة على صدر البحر

الكوني .

* * *

لولا المحيط الذي تبزغ منه الأمواج لما كان للأمواج من وجود .

وهكذا يجب أن ندرك ونلامس المحيط الإلهي الذي يسند أمواج حياتنا المنبثقة عنه .

* * *

الفكر هو قوة كالكهرباء، والحالات النفسية تعود إلى الفكر وطريقة التفكير .

الكهرباء نافعة وضارة في آن . فمن يحسن التصرف بها يضعها في خدمته وإلا فقد تصعقه .

وكذلك الفكر أيضا إن تم توجيهه في مسارات صحيحة يجلب لصاحبه السعادة وبخلاف ذلك يجلب له

المتاعب .



الفكر كالحصان الجامح ومع ذلك ليس ترويضه بالأمر المستحيل، والتفكير الإيجابي هو أحد طرق التحكم

بالفكر .

التفكير السليم صديق حميم والفكر السقيم عدو مقيم .

الفكر السليم يجذب السلام والسلامة والفكر السقيم يطلق سهاما فتاكة فترتد على صاحبها مضاعفة، ولذا

قيل الجزاء من نوع العمل .

وما دام المرء يبعث بنوايا الخير ستتحول أفكاره إلى مشاعل تنير حجرات النفس وتطرد أكداس الظلام

فيشعر إذ ذاك براحة عميقة

وتشع عيناه بابتسامة الرضى !

* * *

باركنا يارب

كي نفتح قلوبنا لبعضنا

ونصفّي نوايانا

علنا نستحق حمايتك ورعايتك.  اظهر ذاتك باطنا وظاهراً . لنترنم بإسمك المبارك . بدد ديجور الجهل بنورك القدسي . اطرد الظلمة من عقولنا

بضياء وجودك المشع المتسع

وبإخلاص قلوبنا الموحدة

وشوق نفوسنا المتناغمة

نسجد لك، طالبين منك العون والهداية

والإدراك الدائم لحضورك في أرواحنا . لكَ نرفع كل الحب والتكريم والشوق

لأنك حبيبنا وكل ما نملك في هذا الكون .



لقد وضع الله لنا قوانينَ روحية تدعى "وصايا". لكن هذه الوصايا يتم تجاوزها وخرقها في كل يوم وفي كل

مكان .

وما لم يفهم الناس معناها الروحي فإنهم سيتذمرون وينفرون منها دوماً .

تلك الوصايا هي قوانين سلوك أزلية تؤيدها كل الأديان السماوية. لكن النصوص في معظم الأحيان لا تفسر

الجانب السيكولوجي لهذه الوصايا والفوائد التي تقترن بتطبيقها .

الناس يتقبلونها في أماكن العبادة لكنهم لا يتصرفون بمقتضاها خارج تلك الأمكنة، مبررين ذلك بأن تلك

الأحكام هي غير عملية أو منطقية ولا تناسب روح العصر .

ومع ذلك فإن انتهاك تلك الوصايا هو السبب الرئيس لكل شقاء في العالم .

يجب أن لا يتعدى الشخص على حقوق غيره وأن لا ينتزع منهم أرضهم أو سلامهم أو محبتهم أو كرامتهم

أو أيا من ممتلكاتهم المادية والمعنوية .

إن لم تشعر بالرغبة في أخذ ما ليس لك فالذي تحتاجه أو ترغب فيه سيأتيك .

السرقة تتولد أولاً في الفكر عندما يبدأ الشخص بحسد الآخرين .

يجب نزع بذور المشتهيات الخبيثة من الفكر .

الإيثار الروحي هو الطريق.. عندها سيجتذب الشخص البحبوحة تلقائيا وتتوارد عليه الخيرات من حيث

يدري ولا يدري .

إنه قانون إلهي لا يخطئ. أما السارقون والأنانيون فيلهثون طوال عمرهم وراء المادة وعيونهم دوما على

ما بحوزة الآخرين، حتى ولو كانت خزائنهم ملأى بالذهب .

وما لم يتم التخلي عن الأنانية المادية لا يمكن أن يعرف العالم السعادة .

***
إن كنت من عشاق الله وتتشوق لملامسة حضوره فيجب أن تغمر عقلك وجسمك بسلامه وستبتسم لك

الحياة وتتحسن أمورك من نواح عديدة .

الشخص الهادئ نادراً ما يرتكب خطأ،ً وينجح حيث يفشل الآلاف غيره .

الذين لا يفكرون بالله ولا يهتمون به يصابون بالكآبة والنكد.. يصبحون عصبيين ويتحولون إلى  ما يشبهالآلات

المتحركة .

إن شمس الحكمة والسلام ستشرق في سماء السكون وستغمر كيانك بأشعتها الشافية ما دمت تبذل مجهوداً

روحيا وتمنح المقام الأول لله في قلبك .

* * *

يجب أن لا يتعدى الشخص على حقوق غيره وأن لا ينتزع منهم أرضهم أو سلامهم أو محبتهم أو كرامتهم

أو أيا من ممتلكاتهم المادية والمعنوية .

إن لم تشعر بالرغبة في أخذ ما ليس لك فالذي تحتاجه أو ترغب فيه سيأتيك .

السرقة تتولد أولاً في الفكر عندما يبدأ الشخص بحسد الآخرين .

يجب نزع بذور المشتهيات الخبيثة من الفكر .

الإيثار الروحي هو الطريق.. عندها سيجتذب الشخص البحبوحة تلقائيا وتتوارد عليه الخيرات من حيث

يدري ولا يدري .


إنه قانون إلهي لا يخطئ. أما السارقون والأنانيون فيلهثون طوال عمرهم وراء المادة وعيونهم دوما على

ما بحوزة الآخرين، حتى ولو كانت خزائنهم ملأى بالذهب .

وما لم يتم التخلي عن الأنانية المادية لا يمكن أن يعرف العالم السعادة .

* * *

يارب ..

على ضوء شمعة حبي الناحلة

أقرأ كتابك الذهبي

المحفوظ في خزانة روحي

عبر الأحقاب والدهور ..

وحبك القدسي كان يا إلهي ولم يزل

شمعة السلام غير المنظورة

التي تبدد ظلمتي

وتريني السطور السرية

المكتوبة على صفحات قلبي .

* * *

إملأ وعاء عقلي بحكمتك الإلهية

واملأ قارورة عواطفي برحمتك

واملأ سلة روحي بثمار معرفتك المباركة .

استخدم وعاء حياتي كي تملأه بحبك

وتسكبه في نفوس الآخرين . دع وعيي ينساب في كل مكان

لأذوب في وجودك الأعظم .

ها هي إشعاعات فجر حبي

تبزغ من فتحات قلبي المتصدع شوقا إليك

لتلتقي بشمس حبك الساطعة على الوجود

وبفضل حبك المضيء

فقد تبدلت ظلمتي إلى نور وطمأنينة .

* * *


أيها الوامض في النجوم

والهامس في الأفكار التوافقية

والمحب من القلوب الطيبة ..

لا أطلب شيئا سوى حبك

إذ من حقي ومن واجبي أن أحبك .

أنت المطلب الأول في حياتي

والرغبة الأولى في قلبي المتلهف شوقا إليك .

بك عثرت على سعادتي

ومرضاتك هي أعظم إنجازات حياتي .

من أنشودة الحب الإلهي

* * *

عندما يضبط الإنسان جهازه اللاسلكي العقلي ضبطا دقيقا يستطيع عندئذ أن يبث ويستقبل رسائل فكرية .

الإضطراب الفكري، والعواطف العنيفة، والخضوع لسيطرة الحواس ومتطلباتها.. كلها أمور تضر

باللاسلكي العقلي وتشوش عليه،  في حين أن الهدوء العميق والصمت وتركيز الذهن والرياضة البدنية هي عناصر جوهرية لتحقيق التناغم التام  
.

مثلما تجوب الأصوات الأثير، هكذا تنتقل أفكارنا في أثير الوعي الكوني الذي يحيط بنا وبكل شيء في

الوجود. يجب التناغم أولاً وقبل كل شيء مع الله، والرسالة الأولى التي يتعين بثها يجب أن تكون :

"أحبك ربي حبا لا نظير له ."

* * *

أيها الخزّاف الإلهي

على دولاب الحياة تصوغ مليارات من الأجسام البشرية الفريدة وغير المتشابهة: مركبات جسدية هشة

لروح الإنسان الخالدة .

إن مصنع خليقتك المحتجب ينتج كل شيء : كل الأثاث والتجهيزات التي يحتاجها عيالك البشر لبيوتهم

الجسدية والعقلية والروحية .


أنت المبدع والمنتج والعارض لمنتجات الطبيعة في مواسمها !

أنت رب العمل السماوي الذي يثمّن عاليا الجهود المبذولة في تحصيل الممتلكات الروحية النفيسة

والضرورية للعيش الكريم .

إن خطتك التعاونية تقضي بأن يعمل الإنسان ليستحق الحصول على نعمك والتمتع بها.. إذ عليه أن يقدم

المالَ أو العمل في التربة للحصول على الطعام المغذي.. وأن يراعي الحيطة والإعتدال للحفاظ على الصحة،

مثلما عليه أن يدفع نقوداً من الدرس وتهذيب النفس للحصول على تيارات كافية من النور والقوة لبيته

الروحي المريح .

وعليه أيضا التنقيب في داخله بهمة ونشاط للعثور على ينابيع الحب الإلهي التي تروي ظمأه وتغسله من

غبار الدنيا وأوضارها .

الأشياء المادية يمكن أن تُباع وتُشترى أما بركاتك التي تفوق الأثمان

فليست للبيع أو الشراء !

كل واحد منا سيؤوب يوما ما إلى رشده ويعود إلى ذاته الإلهية مدركا مكانته المقدسة حيث سيغمره نعيمك

الممنوح له بسخاء أبدي !

من " همسات من الأزل" للحكيم برمهنسا يوغانندا

* * *

عندما نستطيع إقناع الآخرين بمودتنا ..

وعندما نتيقن من خلال تجارب الزمن واختبارات أخرى

أن شخصا ما يودنا فعلا من روحه ..

وأننا كذلك نشعر نحو ذلك الشخص بنفس الكيفية ..

ليس من أجل مكاسب شخصية بل لمجرد الإحساس بنبض الصداقة ..

فإننا نرى انعكاس الله.. ونلمس حضور الله ..

ونسمع صوت الله في تلك الصداقة المباركة .

* * *

أحيانا يبدو أن كل شيء يسير بسلاسة فنظن أن الدنيا بخير وأن أمورنا على ما يرام .

ومع ذلك يأتي وقت نشعر فيه أن كل شيء يعاكسنا، وهذا درس لتثبيت عزائمنا واستخراج قوانا الهاجعة

من مكامنها .


لكن بدلاً بذلك نشعر بالإستياء لأن شيئا ما اعترض رغباتنا. عندما نشعر بالإحباط بسبب عدم تحقيق

رغباتنا نقع فريسة لنوبات الغضب ويصبح العقل مشوشا،ً فننسى مكانتنا ونفقد تمييزنا، وعندما نتصرف

دون تمييز تكون النتيجة أخطاء وتعاسة .

إن لم نستسلم للغضب بسبب نكسات الحياة أو مسببيها يمكننا أن نرى الأمور بصفاء أكبر ونتعامل معها

على نحو أفضل .

* * *

إن الله برحمته المطلقة يمنحنا فرحه وإلهامه

ويمنحنا الحياة الحقيقية

والحكمة الحقيقية

والسعادة الحقيقية

والفهم الحقيقي

لكن مجد الله لا يظهر إلا في السكينة الروحية التي تحسها النفس وفي محاولة الفكر الجادة للتناغم معه .

هناك نقف وجها لوجه مع الحقيقة. في الخارج الأوهام قوية للغاية، وقلائل جداً هم الذين يستطيعون

التخلص من تأثير البيئة الخارجية .

العالم يستمر بتعقيداته اللامتناهية وتجاربه التي لا تعد ولا تحصى .

إن صوت الله يكمن خلف مظاهر الحياة، ينادينا دوما ويتحدث إلينا من الزهور والكتب المقدسة ومن

ضمائرنا، ومن خلال كل الأشياء الجميلة التي تجعل الحياة جديرة بالعيش .

* * *

صفّ معدننا أيها الكيماوي السماوي ! بدّل ضعفنا إلى قوة

وأفكارنا الخاطئة إلى مدركات فعلية للحق . حوّل الشياطين البشعة لمطامحنا الأنانية

إلى أمنيات سامية مجنّحة .. وجهلنا الأليم إلى حكمة قدسية .. وخامات خمولنا الوضيعة

إلى ذهب مصفى من الإنجازات الروحية السامية.

تفضلوا بزيارة صفحة الحكيم برمهنسا يوغانندا على فيس بوك على الرابط التالي:

تفضلوا بزيارة موقع  سويداء يوغا ww.swaidayoga.com



يوغا  برمهنسا يوغانندا 

No comments:

Post a Comment