Saturday, November 8, 2014

من بيادر الروح




من بيادر الروح

من تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا
Paramahansa Yogananda
ترجمة محمود عباس مسعود

هل تعلم لماذا بعض الناس غير قادرين على الحصول
على ما يبتغونه في الحياة بطرق مشروعة، مهما حاولوا؟

أولاً، لأن معظم الناس يعملون بهمة فاترة
ولا يستخدمون سوى عُشر انتباههم لا غير
ولهذا لا يمتلكون القوة على تحقيق النجاح.

إضافة إلى ذلك، فقد يعود السبب إلى أعمال خاطئة
اقترفوها في الماضي فتسببت لهم
بحالات مزمنة من الإحباط والفشل.

ولكن لا يتعين عليك أن تقبل أبداً
قيود الكارما ومحدودياتها
ولا ينبغي أن تعتقد في قرارة نفسك بأنك
غير قادر على تحقيق أهدافك.

عندما تعجز عن تحقيق هدفك
فغالباً ما يعود السبب إلى إقناع ذاتك
بأنك ليس كفؤاً لإنجاز ما تصبو إليه
ولكن عندما تقنع نفسك
بأنك تملك قوىً لا حد لها
تستطيع تحقيق أشياء كثيرة وكبيرة.

التواصل مع الله يغيّر اهتزازات الوعي
ويفتح منافذ العقل المسدودة بالشواغل
والإنهماك الزائد بالماديات
ويضيف بُعداً روحياً للفكر والإحساس
ونتيجة لذلك تتحطم القيود المكبلة للإرادة
ويبزغ في النفس أفق من الحرية والرؤية الصائبة
وهذا قانون روحي يعمل بدقة لصالح كل من يستخدمه.

عندما تتركز أشعة الفكر دون تشتت
تأتي قوة الله العظمى
وبفضل تلك القوة
يمكنك تحقيق النجاح الروحي والنفسي والمادي.

لقد استعنتُ بتلك القوة المباركة
مراراً وتكراراً في حياتي
وأعلم يقيناً أن قوة الله لا تخيب
وبإمكانك أن تفعل ذات الشيء إن رغبت.

القوى الأخرى قد تجلب بعض النجاح
إنما نجاح لا ديمومة له
ولكن عندما يُشحن العقل بالمغناطيسية الإلهية
سيشع منه نورٌ عظيم
يُظهر الحضور الإلهي
الذي لا نظير له
}
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ {
}
والنور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه{

يقول العارفون:
لا يمكن اكتساب المعرفة الإلهية بدراسة الأسفار
ولا بالذكاء والنباهة
ولا حتى بالتبحر في الفلسفات
بل بنعمة إلهية يمكن تذوق حلاوة تلك المعرفة
الأنقياء القلب هم وحدهم الذين يختارون الله ويختارهم
ويستطيعون بنعمة منه رؤية نوره
ولا بد للفلاسفة واللاهوتيين أن يعرفوا ويعترفوا
بأن طبيعة الله اللامتناهية
لا يمكن استيعابها ومعاينتها
بالرؤية القاصرة للفكر المحدود
لكي نعرف الله يجب أن نلامس حضوره بأنفسنا
يظهر الله ذاته لمحبيه
كإحساس من الغبطة الروحية الفائقة
يغمر الوعي البشري
ويجلب معه تأكيداً قاطعاً بوجود حقيقة سامية
تفوق التجربة البشرية المألوفة
لا يمكن لأي قدر من المنطق أو اللاهوت
أن يمنح ذلك الإختبار المدهش
لأن التجربة الروحية قائمة على الإحساس الباطني
والإدراك البديهي لبعد لطيف ونور بهي وباهر
وللحصول على تلك التجربة العرفانية
لا بد من امتلاك الحب الإلهي
والتأمل الجاد على الله
في خلوة النفس المباركة.
لقد أصبح محيط الروح موجة نفسي الصغيرة
غير القابلة للفناء
وسواء ظهرت على هذا المسرح الأرضي
أو احتجبت بعد الموت في محيط الوعي الكوني
فأنا وعيٌ أبديٌ خالد
محميٌ في حضن الأبدية وحصن الروح الأعظم
اليوم سأفعل شيئاً نافعاً للآخرين
وسأقدم ما بوسعي للجائعين
إنني آمن مطمئن خلف أسوار ضميري المرتاح
لقد حرقت الظلمة القديمة
وإنني مهتم باليوم فقط
إنني قبس من نور الخير الأعظم
وأريد أن أكون منارة
للنفوس التي غرقت سفنها وتحطمت
في بحر الأحزان
اليوم أحس بالله في رعشة السلام
التي تلامس أوتار قلبي المتناغم مع الحب الكوني
وعلى عرش الأفكار الهادئة الساكنة
يبارك إله السلام أعمالي وييسر أموري
اليوم سأدل إخوتي وأخواتي
إلى باب السلام
المفضي إلى معبد الله
وسأعمل على جبر خواطر المحزونين
وتتطيب نفوسهم
وسأندفع إلى آفاق الحرية
بالتخلي عن كل الرغبات المقيدة
والتمسك برغبة التقرب من الله
التي تأتي بالتأمل على روائعة
وإلى مملكة حبي
سأدعو الناس من كل الأعراق والأجناس
كي يأتوا ويعيشوا معي
في وهج الحب الإلهي
كنوز شرقية – Eastern Treasures
East-West Magazine

فرص ذهبية

الحياة تستحق أن تُحيا
فهي تمنح فرصاً ذهبية لمعرفة الإنسان ذاته
وتجديد وعيه وتحديد موقعه على خارطة الوجود
والعمل على تحقيق الغرض من كينونته
وهذه المعرفة تشحن الفكر والجسم بالنشاط
وتملأ القلب بفيض من الحيوية
فيطفح فرحاً ويطفر ابتهاجاً
وهذا ما يريده خالق الإنسان للإنسان
يرى البعض أن الحياة فيها ما فيها من الملل والسأم
وكثير من الناس يتبرمون ضجراً
لكن الضجر يعني فقدان الإنسان
للصلة والإتصال بغرفة عمليات الحياة
ولكي تصبح الحياة ممتعة
على الإنسان أن يزيح ويزيل المعوقات
التي تحول بينه وبين وحدته العضوية مع الحياة
لو عدت بأفكارك إلى عهد الطفولة
فلربما تذكرت أنك كنت آنذاك
مليئاً بالنشاط والفرح المتجدد
وكانت لديك رغبة قوية في الحركة
والنط واللعب وعمل أشياء كثيرة
كنتَ آنذاك حديث الوفادة من العالم الأثيري
وعلى صلة مباشرة بقلب الحياة
وكانت أسلاك التواصل بينك وبين الحياة
على درجة عالية من الأداء السلس والفعال
إذ جلبتَ معكَ وعي البساطة
والفرح والغبطة ونضارة الروح
وعندما بلغت سن الرشد
فقدتَ قسطاً لا بأس به
من تلك الطاقات والأحاسيس
لكن بين الحين والآخر
تتوارد إليك خواطر مألوفة
وتهب عليك نسائم الشوق
فتعيد لذاكرتك بعض ومضات
من الماضي البعيد
عندما تستيقظ صباحاً من نوم هادئ وعميق
تشعر براحة وسرور
إلى أن تهجم عليك مشتتات الحياة اليومية
فتحتل القسم الأكبر من وعيك
وتصبح أكثر حقيقة وإلحاحاً من سواها
وبالرغم من كل الصعوبات والتناقضات والإحباطات
يجب أن يعمل الإنسان على التواصل مع ذاته
الغنية بكنوز لا حصر لها
وهذا ما يجعل الحياة سعيدة ومجيدة
يجب تحاشي الأفكار والأفعال الرخيصة
وعدم الإنغماس في تفاهات الحياة الدنيوية
لأنها ما أن تتمركز في الوعي
وتتشبث في خلايا الدماغ
حتى تطرد من النفس السلام والإنسجام
ومعهما الأفكار الراقية والرؤى النقية
ولذلك يجدر التخلص من تلك الطاقات اللاتوافقية
من الفكر واطرّاح المشاعر غير الودية من القلب
حتى تسري إليهما إشعاعات النور
وتيارات الصحة وشحنات الحيوية والبركة.

معجون عجيب!
مستوحاة من تعاليم المعلم برمهنسا
الأفكار هي كقطع المعجون التي يمكن تشكيلها إما على هيئة الزهر أو أفاعي البحر، إنما بصلابة الصوان
بمقدور كل إنسان أن يكون نقـّاش حياته ونحّات قدَره.
فليأخذ حفنة من هذا المعجون العجيب وليصنع منه تحفة فنية رائعة وسيحصل على فيض من السعادة.
البرق المتلامح في أرجاء الفضاء صعب تركيزه ووضعه في أسلاك تنير البيوت والشوارع لكن ذلك تم تحقيقه
وليس من السهل استدعاء قوى الكون غير المنظورة وتركيزها في منظومة  تقي الإنسان العثرات وتحميه من الشرور، كن ذلك ممكن. وبالرغم من وجود الشر وقوته، لكن النور موجود أيضاً والخير أقوى من الشر وأكثر ديمومة لأنه مدعوم من الحق الدائم الباقي والذي هو أقوى قوة في الكون والغلبة له في نهاية المطاف.
التركيز على الأفكار الإيجابية الخيّرة يعني استحداث ربط فعال أو شق قناة سالكة بين الفكر ومصدر الإيجابية الكونية التي هي الخير بالذات. وعلى قدر التفكير بالخير يتم استجلاب اهتزازاته إلى الفكر والجسم. وهذه الإهتزازات لها القدرة على تعديل الكثير من الحالات النفسية والجسدية، وهي من القوة بمكان بحيث تطرد تلقائياً الإهتزازات الناشزة غير المنسجمة مع الخارطة النفسية والجسدية للإنسان.
عندما يقول الشخص (أنا تعبان) تصبح فكرة التعب قوية نظراً للإعتراف بها وبالتالي تقيّد النشاط وتسد منافذ الطاقة. أما إن قال أنا بحاجة إلى راحة فإنه يجعل نفسه متقبلاً لتيارات حيوية تنعش الفكر والجسم معاً، وقد يتمكن من الشعور بفيض من النشاط خلال فترة قصيرة من الراحة.
الإحباط الذي يسبب حالة نفسية مزعجة يمكن تفاديه بعدم التركيز عليه واستذكار تجربة ممتعة أو التفكير بأشخاص تحبهم وتثق بهم وترتاح لهم، مع التيقن بأن الإحباط غيمة صيف إلى زوال مهما بدت كثيفة ربداء.
لا ينبغي تجاهل الظروف الصعبة التي تمر بالإنسان ويمر بها أو التقليل من شأنها، إنما يتعين التعامل بقدر من الواقعية والحنكة مع تلك الظروف من خلال البحث عن وسيلة ناجعة لإرخاء قبضتها وتخفيف آثارها.
هذا لا يعني الإستغناء عن أخصائيي العلاج الذين يقدمون خدمات جمة وجليلة من خلال خبراتهم وأساليبهم العلمية المتطورة، بل أن التفكير الإيجابي يساعد على غرس بذرة الشفاء في الجسم وبالتالي يصبح أحد وسائل العلاج
وبالمثل، بدلاً من القول "أنا مريض" يجب أن يكون التركيز على الحاجة إلى الشفاء، وهذا التوجه بحد ذاته يجعل الفكر والجسم أكثر تقبلاً لأساليب العلاج وطاقة الشفاء، بل أنه يفتح المسامات أو القنوات التي تحتاجها تلك الطاقة للإنسياب إلى الخلايا والأنسجة وتصليح الأوضاع غير الصحية وغير الصحيحة، وإعادة معايرة الآلة الجسدية الدقيقة. وهكذا فإن الشخص المتعود على نوبات متواترة من الضعف والإعياء سيجد مع مرور الوقت أن التفكير الإيجابي يساعد على تقليص عدد تلك النوبات وبالتالي الإحساس بتجدد القوى وبفيض من العافية بعونه تعالى الشافي من كل علة ومرض.

غلة الكراهية
 "ناسي"  و  "ذاكر"  كانا يكرهان بعضهما، وقد بدأ الشجار بينهما عندما كانا تلميذين صغيرين في المدرسة، وعندما كبرا  كبر معهما العداء وأصبحا خصمين متنافسين في مجال بيع الأحذية.
وذات مرة تنافسا على طلب يد فتاة، وإذ كان ناسي أقوى قليلاً من ذاكر فقد أوسعه ضرباً وتركه مغمى عليه. وعندما استعاد ذاكر وعيه كان يتملكه شعور بالعار والأسف والإشمئزاز جراء ما حدث له.
بعد ذلك بسنوات، قرر ذاكر الإنتقال إلى إحدى المدن للعمل والإقامة.
كان ناسي قد نسي ما حدث، لكن ذاكر لم يستطع أن يمسح من ذاكرته ما ألحقه به ناسي من إهانة وإحراج، ومع ذلك فقد كان يردد ويؤكد بينه وبين نفسه "سأسامح ناسي ولن أتذكر إساءته لي."
لكن بعد عدة أشهر أدرك ذاكر أنه خلال تأكيدات الصفح اليومية كان في قرارة نفسه يتمنى الأخذ بثأره، وكان يتحين الفرص لتسديد ضربة مماثلة يشفي بها غليله.
بعد فترة شعر ناسي بقوة جذب غريبة تشده إلى المدينة التي انتقل إليها خصمه القديم ذاكر، ولم تراوده الشكوك أنه كان على موعد مع حدث ما. أما ذاكر فكان قد عرف بوجود ناسي في المدينة فراح يترصد حركاته بدقة متناهية.
في إحدى الأمسيات ذهب ناسي للتنزه و (شم الهوا)، مع أن الطقس كان مكفهراً ممطراً
وبينما كان يسير بمفرده على طريق منعزل، مر من أمام مستودع غير مسقوف، في حين كان ذاكر يتعقبه بخلسة وحذر، وإذ سنحت الفرصة له قرر أن يستوفي الحساب مع فائدة مركّبة.
ولفرط سروره وجد أن قرميدة صلبة كانت قد سقطت من أحد جدران المخزن فأمسك بها وضرب رأس غريمه السابق بقوة فرماه أرضاً وقصف راجعاً من حيث أتى دون أن يعلم ناسي بوجوده.
بعد ساعات، توقف انهمار المطر وانقشعت الغيوم وبان شعاع القمر من خلال فتحة في أعلى الجدار، واستيقظ ناسي ليجد نفسه ملقى على الأرض وقد اعتراه وهن شديد.
حاول أن يعرف ما حدث، وإذ رأى قرميدة بجانبه وفتحة في الجدار أعلاه، استنتج أنه أثناء سيره بمحاذاة المستودع شاء حظه العاثر أن تسقط تلك القرميدة من أعلى الجدار وتهوي على رأسه.
المغزى من هذه القصة هو أن الإنسان يميل إلى نسيان ما ارتكبه بحق الآخرين، مع أن نتائج الأفعال لا تعرف النسيان، وتبعات تلك الأفعال تتعقبه بصمت في ظلام الجهل. ومثلما تستطيع البقرة أن تعثر على عجلها من بين آلاف العجول الأخرى، هكذا لنتائج أعمالنا القدرة على تتبعنا بإصرار وتحديد أماكننا ولو بعد حين.
لو امتلك ناسي الحكمة وحاول تسوية الخلاف بينه وبين غريمه ذاكر والإعتذار منه بعد تلك الحادثة فلربما كان قد خفف من غيظ خصمه ولما كانت الأمور قد مضت إلى أبعد من ذلك.
لكن الأمور ظلت على حالها فنمت وترعرعت بذور التبعات المقيتة في رحم المستقبل المظلم وحدثت فيما بعد الولادة المشؤومة. وتفادياً للمفاجآت غير السارة، يجب حرق بذور النزاعات الشريرة الكامنة في تربة العقل، والتبصر قبل الفعل، لأن القانون الكوني يقضي بجني ثمار الأعمال، خيّرة كانت أم شريرة .. حلوة أم مريرة.
ولنتذكر أن كل عمل يترك آثاراً يتم اختزانها على هيئة ميول ونزعات في العقل. وما لم يتم التعامل بحكمة وروية معها فستفضي إلى نتائج ربما كانت خطيرة، لكن عند حرق بذور الأفعال الشريرة بنار الحكمة فلن تقدر على النمو بعد ذلك.

معنى ابتعاث الوعي
في بداية العمر
تعبث النفس بالآلة الجسدية
إلى أن تصبح مقيدة تماماً بها
لهذا يتعين علينا أن نحيا
بحيث لا تطغى علينا متطلبات الجسد
ولا نشعر بقيود المستوى المادي
النمو العقلي هو نتاج
للنمو الجسدي أو التطور
ووفقاً للنشوء الطبيعي
تبتعث النفس ذاتها
بالإرتقاء إلى المستوى العقلي
أو مستوى الإبداع والوفرة
مُظهرة بذلك المواهب الفريدة
التي يمتاز بها البشر
عن سائر المخلوقات
بعد ذلك ترتقي
إلى مستوى المعرفة الروحية
التي تمنح معنى وقيمة
للرخاء المادي
والإنجاز العقلي
لا شك أن الإنجازات العقلية مفيدة
لأن كل الأشياء الطيبة هي ذات قيمة
وتدريجياً ندرك أن المرحلة التالية
هي الإرتقاء بالوعي الجسدي
إلى الوعي الروحي
عن طريق روحنة الجسم والعقل
من خلال عدم هدر قوى الجسم الحيوية
وتركيز نور العقل الكشاف
على الأمور الجوهرية
إلى أن يصبحا
وسيلة ناجعة ومتناغمة
تستطيع النفس من خلالها
التعبير عن ذاتها
وإظهار ملكاتها
وتفعيل قواها الروحية
الإبتعاث الروحي يعني تحرير الروح
من قفص الجهل
ورفعها إلى المستوى اللائق بها
وتخليصها من قيود الوعي المحدود
الحياة البشرية في كثير من الأحيان جميلة جداً
لكن التعلق بها
يشبه تعلق طائر الجنة بقفصه
بحيث إن فتحت باب القفص
يتردد الطائر في مغادرته
بتأثير العادة وطول المكوث داخل القفص
أليس من المستغرب
أن الطائر لا يريد مغادرة مجاله الضيق
إلى حرية الفضاء اللامتناهي
الذي منه أتى؟
وهذا ينطبق علينا أيضاً
إذ عشنا لفترات متطاولة
في القفص الجسدي
ونخشى مغادرته إلى آفاق أرحب
لكن الحكمة تقتضينا
تحرير طائر الروح
من قفص القيود
وإطلاقه في فضاء الوعي اللامحدود

سيتذوقون من جديد الفرح الداخلي

إن قانون الحركة قائم على قانون السبب والنتيجة أو الفعل ورد الفعل
الإنسان المولود طيباً في هذه الحياة كان كذلك في تجسد سابق{ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} وإذا ما اجتهد في عمل الخير فإن كفة الخير سترجح أكثر فأكثر لديه (من له يُعطى ويزاد)
أما الذين لا يملكون سوى القليل من المزايا الطيبة فقد يفقدون حتى ذلك القليل بفعل الميول الشريرة التي تهاجمهم وتعصف بهم.
الإنسان الميّال إلى الشر لا بد وأنه امتلك تلك النزعة الشريرة في حياة سابقة، وقد تزداد لديه الميول الشريرة وتتحكم به. أما الذين لديهم بعض الميول الخاطئة فقد كانوا هكذا من قبل، وإذا ما رجحت كفة الخير لديهم فإن الصفات الطيبة ستطرد من نفوسهم الميول الخاطئة.
هذا هو العمل الطبيعي لقانون السبب والنتيجة (الكارما). ومع ذلك ينبغي أن لا يشعر الإنسان بأنه عديم الحيلة ومقيّد إذا ما اتفق أن لديه عادات غير مرغوبة يريد التخلص منها. الآن هي الفرصة المواتية لقهر تلك العادات من خلال تنمية العزيمة الماضية والتفكير الصحيح.
بإمكان الإنسان تحرير نفسه من قبضة العادات الخاطئة وخلق عادات صالحة فكراً وفعلاً، تجلب له النتائج المرغوبة.
ومهما كانت العادات الشريرة متأصلة في الإنسان، عليه أن يتذكر أنه هو الذي خلق تلك العادات من خلال تكرار أفكار وأفعال محددة، وأن بمقدوره استبدال تلك العادات السيئة بأخرى طيبة من خلال التفكير الإيجابي البنّاء.
الأفكار الصالحة والشريرة هي حالات متباينة من وعي الإنسان. طبيعي أنه من الأفضل أن يحلم الشخص أحلاماً سعيدة بدل المعاناة من كوابيس مريعة وفظيعة. الوعي مرن وحسّاس ويمكن أن يتقمص الحالة التي يريدها أو أن يحلم الأحلام التي تروق له لكن المشكلة مع الناس هي أنهم يسمحون لمملكة وعيهمبمحض إرادتهم واختيارهم - بأن تحكمها بأن تسودها الميول المنحرفة والتوجهات الخاطئة وليدة العادات السابقة، وهكذا تبقى قوى تمييزهم طريدة شريدة، وكذلك الحامية الميتافيزيقية المتمترسة خلف حصون التمييز والإدراك.
عندما يتذوق المنتشون بالعادات المغلوطة مرارة الآلام الناجمة عن العيش غير الطبيعي فإنهم سيتوجهون إلى نور الفهم والعيش الصحيح طلباً للنجاة مهما كانت عاداتهم السيئة عاتية ومستحكمة.
بعد ذلك، فإن عملوا على تنمية وتغذية العادات الطيبة من خلال ممارسة طرق وأساليب العيش التوافقية سيتذوقون من جديد الفرح الداخلي وسينعمون بالسلام كثمرة طبيعية لضبط النفس وتنمية العادات الجيدة.
نسأله تعالى أن يمنحنا العون لتحرير أنفسنا من كل القيود وتوجيه أفكارنا في المسارات الصحيحة النافعة.

روحنة الوعي

بعض الناس يمضون حياتهم
بذهن كليل وإدراك قليل
يأكلون وينامون
ويستمتعون ببعض الملذات
ونادراً ما يتعمقون في التفكير
وفي الحقيقة معظم الناس
لا يبلغون عمقاً كافياً
في بحر الأفكار الروحية
لإنهم مقتنعون بأن العالم المادي
هو كل ما في الوجود
لكن هذه الحياة
هي مجرد حلم عابر
فلماذا الهرولة واللهاث
ومحاولة خطب ود العالم؟
أليس من الأفضل
محاولة إرضاء الله أولاً؟
الحيوانات لا تمتلك حرية الإختيار
لإن الله قيدها بغرائزها
لكنه غرس في الإنسان الحكمة
والبشر يمتلكون الحرية
إما للإرتقاء أو للإنحدار
واختيار إما الخير أو الشر
عندما ينغمس الوعي
في المتع الحسية الخشنة
وتطغى عليه المفاهيم الكثيفة المظلمة
يسقط من فردوس السعادة
إذ يفقد الإحساس بالغبطة الروحية
وتعمى بصيرة النفس
فلا تستطيع تلمس سبيلها إلى الله
لكن بالإمكان روحنة الوعي
بالتأمل على الله
والإبتهال الصادق والعميق له
كي يفتح الباب المبارك
المفضي إلى مملكة النور والغبطة
الكامنة في أعمق أعماق الوعي


تفضلوا بزيارة موقع سويدا يوغا وصفحة المعلم برمهنسا يوغانندا على فيس بوك


 لقراءة المزيد رجاء الضغط على Older Posts أو  Newer Posts
في أسفل الصفحة
 

No comments:

Post a Comment