Friday, November 7, 2014

من أقوال المعلم برمهنسا




من أقوال المعلم برمهنسا
ترجمة محمود عباس مسعود

الناس يتذمرون من فكرة التخلي عن أمور معينة في الحياة
مع أنهم في الواقع يتخلون عن أشياء كثيرة ذات قيمة
ليس أقلها طمأنينة النفس، بل ويضحون أحياناً بأنفسهم
من أجل المال القابل للتلف والزوال

الثروة قد تؤخذ من الإنسان أو يؤخذ منها بمفارقة العالم
ولا يستطيع أن يأخذها معه

القيمة الوحيدة للمال هي صرفه في الأعمال النافعة
وفي إسعاد النفس والآخرين بما يرضي الله والضمير

إن الذين لا يفكرون إلا بأمنهم وراحتهم
ناسين أو متناسين احتياجات الآخرين
هم في الواقع يغازلون الفاقة
التي ستكون من نصيبهم يوماً ما

والذين يتشبثون بثروتهم بدلاً من استخدامها في أعمال الخير
لا يجلبون إلى أنفسهم البحبوحة في حياتهم القادمة
بل يولدون فقراء، برغبات ومشتهيات الأغنياء

أما الذين يشاركون الآخرين فيما لديهم من بحبوحة ورخاء
يجذبون لأنفسهم الخير والوفرة أينما ذهبوا

عندما تعطي المستحقين عن طيب خاطر
ستجد أن الله معك دوماً
ولن يتركك أبداً
ولن تحتاج شيئاً بعونه وعنايته
فتوكل على الله وسيأتيك عونه وتشملك رعايته

يجب أن لا ننسى أن حياتنا تـُعال مباشرة من الله
وعندما ندرك أن عقولنا وإراداتنا وأنشطتنا
كلها تعتمد على الله وتستمد قواها منه
سنحصل عندئذ على الإرشاد المباشر منه
وسندرك أن حياتنا واحدة مع حياته اللانهائية


العالم يضج ويعج بالعواصف الطبيعية والبشرية، والله هو الدرع الحصين والملاذ الآمن من عواصف هذا العالم وأعاصيره وشروره

فحيثما وُجد الله لا وجود للخوف أو الأحزان. والمؤمن الحق يقف راسخاً وشامخاً في معركة الحياة ومصطرع الأحداث، موقناً أن الله معه يرد عنه الأذى ولا يتخلى عنه لحظة واحدة، فينعدم الخوف من قلبه ويحل اليقين بحماية لا تُقحم

عدم الخوف يعني الإيمان بالله وبحمايته، والإيمان بعدله وحكمته ورحمته وحبه وحضوره الكلي

الخوف يسلب الإنسان قواه النفسية ويشوش على العقل ويعيق ويعرقل وظائف القلب التوافقية. كما أن الخوف يخلق اضطرابات جسدية ويتسبب بأمراض نفسية

وبدلاً من الإستكانة للقلق والحصر النفسي يجب أن يؤكد الشخص لذاته بأنه آمن في حمى الله البصير السميع، مطمئن في حصنه المنيع، مشمول برحمته ورعايته

وسواء كان الشخص في أدغال أفريقيا أو في ساحة الحرب أو يعاني من المرض أو الفقر يجب أن يقنع نفسه بأن يد الله أقوى من الخطر وقادرة على حماية المستجيرين ب

لا توجد من طريقة أكثر فعالية للحماية. طبعاً يجب أن يستخدم المرء المنطق في تعامله مع الأحداث وفي نفس الوقت يثق ثقة تامة بالعون الإلهي. والإيمان لا يعني أبداً أن يكون الإنسان متهوراً ولا يتعامل بحكمة مع الظروف، إنما بغض النظر عما يحدث يجب أن يؤكد الشخص لذاته أن الله وحده قادر على مساعدته في الظروف الصعبة والعصيبة إن هو توجه إليه بقلبه وروحه وأحاسيسه جميعاً

عندما تنهال المصاعب كالتيهور أي الانهيار الثلجي، فيجب عدم السماح لها بأن تشل الإرادة وتحجب الرؤية الدقيقة للأمور والتعامل معها بحنكة ومنطق، بل يجب الإحتفاظ بالإيمان بالله وبالإحساس الباطني البديهي، ومحاولة العثور على مخرج للنجاة، وسيتم العثور عليه بعونه تعالى. وستنصلح الأمور في نهاية المطاف لأن قوى الله وعجائبه محتجبة خلف تناقضات الحياة البشرية، ومن لا يقتنع بحتمية الأوضاع ويحاول النفاذ بعقله وإيمانه إلى ما وراء الحجاب سيُفتح له الباب الذي بكل يدٍ مؤمنةٍ يُدقُ

في الحياة ظلام دامس وأحياناً تتعثر الأقدام وتحجم عن الإقدام، ويجب أن نجعل نور الله مصباحنا الكشاف أثناء سيرنا على دروب الحياة المظلمة. فهو بدر التمام في ليالي الجهل والظلام.. وهو شمس الإشراق في ساعات اليقظة، ومنارة الإرشاد ونجم القطب لعابري بحور ظلمات الوجود الأرضي الموقوت

المشاكل ستتواصل في العالم، فإلى أين يمكن التوجه طلباً للإرشاد والهداية؟ أفكار المرء المستوحاة من عاداته وتحامله وأحكامه المسبقة وتعصبه لا تجدي نفعاً، ومؤثرات بيئته وعائلته وبلده أو عالمه لا قدرة لها على التوجيه الصحيح

ولذلك يجب التوجه إلى الله والإصغاء للصوت الهادئ الهادي الصادر من أعماق النفس المتناغمة مع الحق

الفرق بين الإستذهان والإستبطان الروحي

إن برمجَ الإنسان نفسه بمعرفة نظرية
سيصبح كجهاز تسجيل متنقل
يكرر أقوالاً مأثورة ويردد عبارات سامية
فيعتبره الآخرون عالماً متفقهاً
لكن مثل تلك المعرفة
لا يعززها إدراك مباشر للحقيقة
ولا يوازيها تحصيل روحي

هذا النوع من التثقف أو الاستذهان
يبقي "الأنا" مرتبطة بالعقل الحسي
المقيد بدوره بالحواس المادية المحدودة

لا قدرة للمعرفة النظرية على اكتساب العلم الإلهي
ومن المستحسن أن لا يصرف المرء وقته الثمين
على نظريات لا يمكن تطبيقها على أرض الواقع
وإلا سيجد نفسه في خضم أدغال فكرية كثيفة
غير قادر على تخطي نطاق النظريات

هذه العملية لن تفضي إلى معرفة الحقيقة
لأن الحقيقة تكمن ما وراء الآراء والنظريات
وكثيرون ممن ينتهجون هذا الأسلوب
يصبحون مقيدين باستنتاجاتهم الذاتية

إن استخدم الإنسان قواه العقلية
لكسب المال والأمور المادية لا غير
سينجذب وعيه إلى العالم المادي
ويصبح مشتبكاً في تعقيدات لا نهاية لها.

لذلك يقول الحكماء

يجب على الإنسان أن لا يكرّس كل قدراته العقلية
التي وهبها له الله للبحث عن أمور زائلة
وإلا سيفقد ذاته في متاهات المادة
ويخلق لنفسه قيوداً ومحدوديات هو بغنى عنها
وعليه بدلاً من ذلك أن يستخدم قواه العقلية
في تحصيل ضرورات العيش
والسعي لتطوير ملكاته المعنوية
بغية التمييز بين الخطأ والصواب والضار والنافع
وعندما ينمّي بصيرته الروحية
سيتمكن من الإحساس بالله في داخله
والتيقن من الحقائق الروحية
المتوارية خلف حجب المادة الكثيفة
وهذه الحالة تدعى الإستبطان الروحي

من أهم مقومات النمو الروحي
هي عادة الهمس الفكري لله
حيث ستلمس بنفسك تغيّراً إيجابياً رائعاً
سيعجبك كل الإعجاب

مهما كانت شواغلنا
يجب أن يحتل الله المقام الأول في حياتنا

عندما يرغب الشخص في رؤية عرض ما
أو شراء ثياب أو سيارة جديدة
أليس صحيحاً أن عقله يكون منهمكاً طوال الوقت
بتلك الأمور وكيفية تحقيقها أو الحصول عليها؟
ولن يهدأ باله ما لم يحقق رغباته
بل يظل يعمل دون توقف لتحقيق تلك الرغبات

وهكذا يجب أن ينهمك عقل الإنسان بالتفكير بالله
وستتحول إذ ذاك كل الرغبات الصغيرة الأقل شأناً
إلى رغبة قوية للإحساس بالله والتواصل معه

عندما يهمس الفكر لله همساً وجدانياً حاراً
نابعاً من أعماق نفس مشتاقة
سيلامس نداء الروح القلبَ الكوني
وستأتي الإجابة ومعها فرح عظيم

الهمس الفكري ينمي الإرادة
إلى أن تمتلك من القوة ما يكفي لتحقيق الهدف المنشود

عندما يتناغم عقل الإنسان وإرادته مع الله
فإنهما يُشحنان بقوة لا حد لها
بحيث يصبح مجرد التفكير بأمر ما كفيلاً بتحقيقه
لأن القانون الإلهي يعمل لصالح المتناغمين مع الإرادة العليا

إن جميع الإنجازات البارزة في حياتي
تحققت عن طريق قوة العقل المتناغم مع الله
فعندما يكون مولـّد الكهرباء الإلهي شغالاً
يتحقق كل ما أتمناه دون استثناء
إذ يرتسم أولاً كتصميم أثيري غير منظور
ثم يتجسد بقوة لا تقاوم على أرض الواقع.

سر النمو

إننا ننمو من خلال كل تجربة نمر بها ما دمنا ندرك أن بمقدورنا استخلاص دروس نافعة منها. فلكل ما نختبره من ألم ومعاناة معنىً وغاية

وبالرغم من قسوة التجارب، لكنها كالنار التي تصهر خام الحديد لتحوله إلى فولاذ جميل المنظر، قوي التحمّل ومتعدد الإستخدامات

و فولاذ الحكمة الذي نستخرجه بفعل نيران التجارب الحارقة هو شيء رائع. فالحياة تطهرنا بتحويل معادننا الخسيسة إلى عناصر نفيسة بحيث يمكننا أن نعيش في هذه الحياة كنفوس نقية بنقاء الجواهر، صلبة بصلابة الفولاذ، وفي نفس الوقت مرنة وقابلة للإنحناء دون التعرض للإنقصام تحت ضغوطات المحن والتجارب الصعبة.

عندما نرى وجوهاً مشوهة بالغضب، ممسوخة بالوحشية يجعلنا منظرها نرغب بطرد البشاعة من النفس التي لا يدنسها شيء كنوايا الشر والأحقاد الدفينة التي تحجب الصورة الإلهية المباركة في الإنسان مثلما يلوث السخام صفحة المرآة. فتصرفات الآخرين المؤلمة يجب أن توقظ بنا الرغبة لتحسين تصرفنا وضبط أنفسنا كي نكون سادة لأهوائنا الجامحة لا عبيدا لها

الكلام العذب ترياق عجيب للعديد من الأمراض وفيه قوة سحرية ومغناطيسية جبارة تجلب الكثير من الخيرات والبركات لصاحبه. فالذي يستخدم الكلام العذب المهدّئ للخواطر يشعر بتيار خفي ينساب من خلاله دون انقطاع ويمتلئ كيانه بفيض من الطمأنينة لأن ذلك التيار متصل بمصدره الأعلى الدائم التدفق والجريان إلى النفوس المتناغمة مع ذلك المصدر، وسيتمكن من نقل سيّال السعادة إلى النفوس المتعطشة للسلام

كل يوم ينظر الإنسان في المرآة لرؤية وجهه لأنه يريد أن يظهر على أحسن ما يرام أمام الآخرين، فكم بالحري أن يقف يومياً مع ذاته ويحدّق في مرآة التحليل الباطني لمعرفة ما يكمن خلف المظاهر السطحية البراقة! فكل ما هو جذاب ظاهرياً يستمد جاذبيته من نفس الإنسان الباطنية. وما من شيء يلطخ مرآة النفس النقية كالتشوهات النفسية المتمثلة في الغضب والحقد والحسد والكراهية... ومن يحاول تحرير نفسه من هذه المركّبات الغريبة على طبيعة الروح سيشع نور الجمال الباطني من داخله وسيتذوق ما يحس به صاحب النفس المطمئنة

بالتحليل نكتشف أن مشاكل الإنسان هي ثلاثية: فهناك مشاكل واضطرابات تهاجم جسم الإنسان وأخرى تهاجم عقله وهناك صنف ثالث يسد منافذ الروح.

المرض والشيخوخة والموت هي الصعوبات التي يتعرض لها الجسد والعقبات التي تعترضه. أما الأمراض النفسانية فتغزو العقل عن طريق الحزن والخوف والغضب والرغبات الدفينة والتذمر والكراهية والوساوس العاطفية وحمّى الهيجان العصبي والسرطان النفسي الذي يشل القوى العقلية. أما المرض الأخطر فهو مرض الروح الذي يتمثل في الجهل الذي عنه تنبثق ومنه تنسرب باقي الأمراض

الإنسان الكوني
مستوحاة من تعاليم المعلم برمهنسا

عبر البحار الفاصلة
وفي ركن قصي من أركان الوجود
تراءى لي الإنسان الكوني
بإشراق باذخ
يحاكي الشمس طلوعاً وسطوعاً.
موطنه كان في قلب الغابات البكر
رأيته يتمشى في مروج الحكمة الذهبية
بحيوية الشباب
وبهجة الأطفال
يحلم بألق القمر السحري عند المحاق
يتنقل بين منازل لا حصر لها
فيلج ويخرج بخفة ورشاقة
من بوابات القرون والعصور
للحظات بزغ الشكل العجيب
ثم توارى
ثم بزغ ثانية
متحدياً التلاشي والزوال
مجوهراً كأثير السماوات اللامتناهية
وشعّت من محياه مشاعلٌ جمة
تروى حكايا الحنين المتقد
والمشاعر اللاهبة
والجمال اليافع
والحب الفتي النقي
وانبثقت من عينيه شرارات من الإيمان المشع
وبريق وردي من الأمل الواثق
وبرق يخطف الأبصار
لحزم واقتدار
يضيء أركان الكون
ويبلغ مداه أقصى النجوم
يا له من مجد لا يُسبر له غور
نابع من قلبك الأوقيانوسي أيها الإنسان الكوني
لقد حدّقتُ طويلاً بشكلك النوراني المجيد
فأبصرت امتداداتٍ وأسراراً لا نهاية لها
وكأنني عاينت روح الإنسان متجلية
بكل روعتها وبهائها

East-West Magazine


الخير أكثر من الشر في العالم


عندما تراودنا الشكوك فيجب أن نتذكر حياة العظماء. صحيح أننا كائنات بشرية لكن الله أيدنا بقوىً فائقة نادراً ما نستخدمها، فلمَ الإرتعاد خوفاً من الشيخوخة والمرض والحزن؟

يجب أن نفعل ما بوسعنا للعناية بالجسد، لكن ينبغي عدم الإستسلام للمخاوف وعدم دفن أنفسنا تحت أكداس الجهل. الجسد ليس الإنسان بكامله

الخير أكثر من الشر في هذا العالم لأن الله هو القوة العظمى. لكن عندما تأتينا الشرور نفكر أن لا قدرة لنا على التحكم بها والتحرر من قبضتها

عواصف الشر لا بد أن تهب ولكن باستطاعتنا التخلص من مؤثراتها والترفع المعنوي عنها

لم نُمنح الحياة لكي تهلكنا الحياة، بل كي ترسّخ بنا وعي الخلود، ويجب أن نتذكر هذه الحقيقة

بدون حرية الفكر لا يمكن الإعراب عن النفس بكيفية نقية، تلقائية، وطبيعية. لا تنسَ أنك في جوهرك حر طليق. قوة الإرادة هي حرة على الدوام

إن استخدمتَ قوة إرادتك على النحو الصحيح فإنها ستخلق لك كارما جديدة، لكن معظم الناس لا يرغبون بالتبديل ولا يريدون بذل المجهود، فينهارون أمام المصاعب ولا قدرة لهم على مواجهة التحديات

إن قيام الإنسان بكل ما يريده ليس حرية لأن الإنسان مقيد برغباته، ولذلك لا يمكن أن يُدعى تصرفه حرية على الإطلاق

الحرية الحقيقية معناها القيام بكل شيء بإرادة موجهة بالحكمة. باستطاعة الشخص التحكم بنتائج أعماله السابقة التي تتعقبه دون إبطاء إن قام بتفعيل إرادته واستخدامها في الأعمال الطيبة والنافعة

إن سيّرت أعمالكَ بالعقل وقوة الإرادة فإن قوى أعمالك الخاطئة السابقة ستضعف وعادات أعمالك الطيبة ستتقوى

العادات الراسخة تستعبدنا بكيفية ما، ولذلك لا نحيا بحرية فعلية

إننا نرغب على الدوام بالأشياء التي لا نمتلكها ونتعلق بأمور غير جوهرية. وحالما يستحوذ علينا شيء ما نكون قد فقدنا حرية إرادتنا لبعض الوقت. وكما أن الشرقيين مستعبدون لعادات قديمة هكذا الغربيون مستعبدون لعادات عصرية حديثة. إننا نصنع قدَرنا بأيدينا ونصبح عبيد قدَرنا

لماذا يولد طفلٌ ما في عائلة شريرة بينما يولد طفل آخر في عائلة طيبة؟ لقد استخدم كل منهما حريته للعيش بكيفية ما في الماضي (في حياة سابقة) وبذلك جلب لنفسه تلك الظروف في هذه الحياة

لا توجد حرية حقيقية بدون الله. يجب أن نفكر به على الدوام. ومهما كانت مشاغلنا وتفكيرنا يجب أن يحتل الله المقام الأول في قلوبنا

وعندما نتوافق معه حقاً ستُعطى لنا القدرة على إنجاز ما يتعين علينا إنجازه، في أي وقت، بعونه تعالى

نصائح للمريد


سأل أحد التلاميذ المعلم برمهنسا
كي يعطيه بعض نصائح في تطوير الذات فقال

إن أردت أن تكون محبوباً
فابدأ بمحبة الآخرين الذين يحتاجون إلى محبتك

وإن كنت تتوقع من الآخرين
أن يكونوا مخلصين معك أوفياء لك
فكن مخلصاً معهم وفياً لهم

وإن رغبت في أن لا يتصرف الآخرون بخبث ودهاء
فلا تسمح للمكر بالتسرب إلى أفكارك
ولا تتصرف على نحو يؤذي الآخرين

وإن أردت أن يتعاطف الغير معك
فابدأ بإظهار التعاطف نحوهم
لا سيما تجاه الذين من حولك

وإن رغبت في أن يحترمك الآخرون
فعليك أن تبدي احتراماً نحو الصغير والكبير منهم

وإن أردت السلام من الآخرين
فيجب أن تحيا حياة يسودها الوئام

وإن رغبت في أن يكون الناس متدينين
فكن روحيّ الطباع ودع الآخرين يشعرون
أنك قدوة حسنة وبإمكانهم الركون إليك والوثوق بك

وباختصار، فكل ما تريد أن يبديه الآخرون
من مزايا طيبة
أظهره في حياتك أولاً
وستجد أن الناس يتفاعلون معك بنفس الكيفية

إن استطعت التعرف على المجالات التي تحتاج
إلى تطوير وإصلاح في حياتك
دون أن تشعر بالتثبيط أو تنمي عقدة النقص
وإن عملت باستمرار على تحسين شخصيتك
عندئذ سيكون الوقت التي تمضيه أجدى وأكثر نفعاً
مما لو صرفته في التمني
بأن يحسّن الناس أنفسهم

إن لمثالك الحسن ونهجك السليم
قدرة أكبر على تغيير الآخرين
من مجرد تمنياتك وغضبك وكلماتك

كشموس لا حصر لها


أنت منبع الخيرات
ومصدر كل القوى

باركنا يا رب
كي نظهر نعمك علينا
في صحتنا
و طموحاتنا الفكرية
وفي تعبيراتنا الروحية

أنت الوهج في النجوم
والطاقة في الذرات
والطيبة في القلوب
والجمال في الصدق
والعظمة في الأمانة

ساعدنا كي نشحن أنفسنا
بقوّتك العظمى
بحكمتك اللامتناهية
وبأصالتك التي لا حد لها

دعنا ندرك أنك ينبوع الصحة
ومحيط الحياة
ومنبع كل فهم ومعرفة

حررنا من الجهل وآثاره
ومن المخاوف والهموم
وليجرف طوفان حكمتك
كل حطام وبوار من حياتنا

مزّق الحجب التي تواري وجهك عنا
دعنا نبصرك نوراً شديد السطوع
كشموس لا حصر لها في أفق حياتنا
ولنشعر بك كقوة دائمة التجدد
تلهم أفكارنا
وتغذي أرواحنا
وتعيل أجسامنا
وتحقق أحلامنا

أوم - آمين


معظم الناس لا يعرفون السبب
من وجودهم على هذه الأرض
ويظنون أن غاية الحياة
هي تحقيق الرغبات
وتحصيل ضرورات العيش
والتماس المتع والحب البشري
والإستسلام للداعي الأخير في نهاية المطاف.

يبدأ الناس حياتهم
مبرمجين بميول معينة
ورغبات لم يتم تحقيقها في الماضي
ويحاولون – بما تبقى لهم من إرادة حرة
تقليد رغبات وتصرفات أحدهم الآخر

فإن خالطوا رجال أعمال
يريدون أن يصبحوا مثلهم
وإن عاشروا فنانين
يصبح الفن كل شيء بالنسبة لهم

الله يريدنا أن نكون عمليين في هذا العالم
فقد منحنا جوعاً يقتضينا العمل من أجل إشباعه
لكن البحث عن الطعام والمأوى
والمال والممتلكات لا غير
يعني أن ينسى الإنسان مصدر سعادته

صحيح أنه يتعين علينا أن نعمل
من أجل الحصول على احتياجاتنا
وأن نسعى لتحقيق أهدافنا المشروعة
ولكن يجب أولاً وقبل كل شيء
أن نفتح قلوبنا لله
ونطلب هدايته ورضاه فيما نفعله
عندئذ لا بد أن ننجح في مدرسة الحياة
لأننا سنتلقى توجيهاتنا
من المدير والمدبر الأعظم
الذي يعرف ما نحتاجه
وما هو الأفضل بالنسبة لنا
ولذلك يجب أن نضع ثقتنا به
ونمتثل لإرادته الحكيمة
رسائل للمعلم برمهنسا من المريدين

لا زالت ذكرى زيارتي لك...

في المجلد
XIV من مجلة Inner Culture
رسائل بعث بها أصحابها من بلدان مختلفة
للمعلم برمهنسا يوغانندا، نقتطف منها ما يلي:

أود أن أعلمك أنني بقراءتي المتأملة لتعاليمك
حصلت على الاستنارة الروحية
التي طالما بحثت عنها
لقد فتحت تعاليمك أمامي أبواب السعادة.

* * *

إنني أطبّق يومياً تأكيداتك الروحية
وأجد أن الأفكار السلبية تتضاءل تدريجياً
وقد تبددت المخاوف
وإنني أستمتع بكل لحظة من حياتي
فشكراً لمساعدتك.

* * *

إنني أحصل على خيرات كثيرة
من تعاليمك الروحية
وأتطلع لقراءة أفكارك بشوق كبير
وأبذل ما بوسعي لأن أطبق على حياتي
تعاليمك الجميلة والنافعة.

* * *

إنني أجد في فلسفتك الرائعة
ما يبعث على الإعجاب والإلهام
عميق امتناني لكل ما قدمته لي
من مساعدة وراحة نفسية.

* * *

يتملكني شعور غامر بالحصول أسبوعياً
على درس جديد من تعاليمك
وأجد في كل درسٍ متعة واستنارة.

* * *

أشكرك من أعماق قلبي
لمساعدتك لي على معرفة ذاتي الباطنية
وتبصيري بالقوى الكامنة في داخلي
وإظهار نور الله لبصيرتي
من خلال التعاليم التي حصلت عليها منك.

* * *

لا زالت ذكرى زيارتي لك
منذ أربعة أعوام تسكن خاطري
ولا زلت أذكر إيمانك الكلي بالله
ومحبتك للإنسانية.
لقد ساعدتني على معرفة نفسي.
وعندما كنت أظن أنني وحيد
لا أصدقاء لي ولا من يتعاطف معي
منحتني الثقة بالنفس وشحنت عزيمتي
وألهمتني الجرأة لمواجهة ظروف الحياة.

* * *

على مدى أربعين عاماً
درستُ مختلف فروع العلم والمعرفة
لكنني لم أحصل من كل تلك الدراسة
على شيء يضاهي ما حصلت عليه من تعاليمك.

* * *

إنني أستفيد كثيراً من قراءة تعاليمك
ولو أن عدداً أكبر من الناس
يطالعون ويطبقون أفكارك
لكان العالم الذي نعيش به
أفضل مما هو عليه.

* * *

أود أن أشكرك من صميم قلبي
على البركات التي أتت لحياتي
منذ أن بدأت أقرأ تعاليمك بتركيز واهتمام.
شكراً لك وأسأل الله أن يبارك جهودك الرائعة
وأعمالك المكرسة لخدمة الإنسانية.

* * *

منذ أن طلبت منك أن تدعو لي بالتوفيق
تحسنت أوضاعي بشكل ملحوظ.
عميق امتناني مع رجائي بمواصلة الدعاء.

* * *

عندما وصلتني رسالتك الأخيرة
كنت لا أزال هائماً في غابة الشك المظلمة
وغير قادر على رؤية الدرب للخروج من تلك الغابة.
لكن بفضل الله، ودعواتك الخاصة
اتضحت معالم الطريق وتعزز إيماني بالله
وتحسنت أوضاعي من كل ناحية
وأرجو أن تذكرني دوماً بدعواتك المستجابة.

* * *

لقد ساعدتني تعاليمك كثيراً
وحصلت منها على فوائد عميمة.
وثبت لي بالبرهان القاطع
فاعلية تأكيداتك الروحية والتفكير الإيجابي.
يغمرني العرفان بالجميل
لما أحس به من صحة وفرح وطمأنينة
وأشعر أني أحرز تقدماً يومياً في التأمل.

* * *

لولا تعاليمك الرائعة الزاخرة بالإلهام
لكانت حياتي على هذا المستوى الأرضي محدودة للغاية.
وأود أن أشكرك على العناية الخاصة
التي منحتني إياها على مدى السنوات الثلاث الماضية.

* * *

أشكرك على مجلة الثقافة الروحية
التي أجد فيها بركة وغذاءً للنفس كل يوم
وأشكر الله الذي عرفني عليك وعلى تعاليمك.

* * *

أود أن أشكرك على رسائلك الشهرية
فالرسالة الأخيرة وجدتها زاخرة بالإلهام
بحيث أنني قرأتها لطلابي في حصة الآداب
فتفاعلوا تفاعلاً طيباً مع محتواها
وكانت مناسبة سعيدة بالنسبة لنا جميعاً.
لقد تأثرت جداً بأفكارك التي تضمنتها الرسالة
لدرجة أنني رغبت بمشاركة طلابي بها.
هذه الرسالة أحدثت حالة من التأمل العميق
واستبطان لمكنونات النفس
وأشعر أنها ستساعدني على حل المشاكل
والتعامل بحكمة وإيجابية مع تجارب الحياة.

* * *

تعاليمك لا تقدر بثمن
ولا أريد أن يفوتني درس واحد من دروسك.

ومن محاضرات المعلم برمهنسا

عندما تعلو سعادة النفس
الكامنة في أعماق الذات
طبقة كثيفة من المتع الحسية الزائلة
يخبو وهج الروح الذهبي
وتتوارى قدرات النفس الشفافة
خلف كثافة المادة.

وعندما ينجذب عقل المرء
إلى الغيرة والحسد
وتغلفه غيوم المخاوف والهموم
يصبح تعيساً بائساً
ومغلوباً على أمره.

ولكنه عندما يوجّه نفس الانتباه
نحو المحبة والسلام والإنسجام
يشعر بسعادة فائقة.

النفس تشعر بالسعادة
عندما تتحول من الشهوات الجسدية
الممزوجة بالمعاناة والشقاء
إلى مزايا الروح الشفافة
العابقة بالمباهج الراقية.

إن انغمستْ النفس انغماساً تاماً
بالملذات الدنيوية الخشنة
تصبح غير مهتمة بالبحث
عن المسرات العليا
وغير قادرة على تذوق أفراح الروح.

كثيرون قد يجادلون
بأن التخلي عن المتع المادية
هو أمر أقرب إلى المستحيل في هذا العالم
أو أثناء العيش مع أشخاص
تتمحور أفكارهم حول الشؤون المادية البحتة
لكن من غير المطلوب من الإنسان العادي
أن يهجر العالم ويذهب إلى الجبال والغابات
كي يعثر على الطمأنينة والسلام
بل يتعين عليه أن يكون في هذا العالم
دون أن يدع تياراته القوية بأن تجرفه
كيلا تطغى عليه أمواج الدنيا الصاخبة.

يجب أن لا يكون سلبياً تجاه محيطه
وفي نفس الوقت
يجب أن لا يسمح للماديات بأن تعمي بصيرته
حتى لا يفقد الصلة بطبيعته الروحية
ويصبح غير قادر على تذوق مباهج الغبطة
ومعاينة الأنوار الإلهية.



تفضلوا بزيارة موقع سويدا يوغا وصفحة المعلم برمهنسا يوغانندا على فيس بوك


لقراءة المزيد رجاء الضغط على 
Older Posts أو Newer Posts
في أسفل الصفحة 


No comments:

Post a Comment