Sunday, November 9, 2014

نظرية العودة إلى التجسد يمكن إثباتها علمياً



نظرية العودة إلى التجسد يمكن إثباتها علمياً

للمعلم برمهنسا يوغانندا 
PARAMAHANSA YOGANANDA   
  ترجمة: محمود عباس مسعود

لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء الضغط
 على Older Posts أو  Newer Posts

في أسفل الصفحة أو أحد السهمين


إن كان الشخص يؤمن بوجود رب عادل في الكون يصبح من السهل تقبّل فكرة العودة إلى التجسد لأن المفهومين يعتمد أحدهما على الآخر.  ولكن ماذا بشأن المتشككين والملحدين؟ هل بالإمكان برهنة حقيقة العودة إلى التجسد بأسلوب علمي على نحو يرضيهم؟  وهل يمكن إخضاع نظرية العودة إلى التجسد إلى تحليل علمي دقيق، ليس لإعطاء الأمل وحسب بل لتقديم البرهان أيضاً على حقيقتها؟!
العلماء الماديون يزعمون أنهم لم يعثروا بعد على أي برهان فعلي على وجود الله، ولهذا لا يمكنهم تقديم أية بينة عن وجود قانونه العادل الذي يمنح فرصاً متكافئة لكل البشر من أجل التطور والإرتقاء عن طريق العودة إلى التجسد.
إن آلام الأطفال الأبرياء والظلم وإجحاف الحياة كلها تبدو لمثل أولئك العلماء أموراً مبهمة لا يمكن تعليلها، وتشير إلى غياب خالق عادل.
من ناحية أخرى فإن معظم الذين يؤمنون في إله عادل منصف يؤسسون قناعتهم على الإعتقاد وحسب، وليس لديهم إثبات لتقديمه إلى غير المؤمنين.  إنهم لا يجرؤون في معظم الأحيان على تمحيص إيمانهم أو إخضاعه للإستجواب المنطقي خوفاُ من فقدانه أو خلق بلبلة إجتماعية.  وبعبارة أخرى ليسوا على معرفة بوجود ناموس روحي علمي يمكن أن يثبت صدق معتقدهم.
ولكن لماذا لا يوضع القانون الروحي على بساط البحث بنفس الطريقة التي توضع فيها أساليب التجريب المستعملة من قبل علماء المادة لغرض الكشف عن الحقائق الطبيعية؟ هذا السؤال تم طرحه منذ قرون من قبل علماء الهند الروحيين، فتطوعوا للإجابة عليه. ونتيجة لذلك فقد أسفرت تجاربهم عن أساليب علمية يمكن استخدامها من قبل أي إنسان لإماطة اللثام عن الناموس الروحي، وبالتالي عن العودة إلى التجسد، وعن كل حقيقية كونية عظمى.
ما دامت وسائل الإثبات موجودة فليس لأحد الحق بالقول أن العودة إلى التجسد والقوانين الروحية الأخرى هي غير صحيحة ما لم يكن قد جرّب الأساليب ورأى الحقائق بعينه.
لعالِم الطبيعة المتشكك الحق في الإعراب عن رأيه، لكنه يبقى مجرد رأي وليس حقيقة.
في العلوم الطبيعية الحاجة تمس إلى اعتماد واتباع إجراءات محددة من أجل البرهنة على أية نظرية يتم طرحها على بساط البحث. الجراثيم غير منظورة للعين المجردة ولذلك يتوجب على الإنسان استخدام المجهر كي يتمكن من معاينتها. أما إن رفض أحدهم النظر من خلال المجهر فلا يمكن القول بأنه فحص ومحّص النظرية القائلة بوجود الجراثيم. وبناء عليه فإن رأيه لا وزن له لأنه لم يتبع القواعد التي يُنصح باستخدامها من أجل التوصل إلى إثبات حقيقة النظرية.
ونفس الشيء ينطبق على الروحيات.  فالأساليب تم استنباطها، والقواعد تم وضعها، والنتائج معروضة أمام كل من يمتلك الرغبة الكافية للتجريب.  في العالم الغربي، ونظراً لعدم توفر الطريقة العلمية لتمحيص القوانين الروحية تضاءلت قيمة الدين كثيراً بصفته عاملاً حيوياً في حياة الإنسان.  فالمذاهب الروحية يتم اعتناقها أو رفضها بما يتناسب مع الاعتقاد الفردي بدلا من اعتبارها محصلة أكيدة للدراسة المعمقة والتنقيب الروحي المنهجي.
كيف تسنى لحكماء الهند القدامى الكشف عن هذه النواميس الكونية غير الخاضعة للتغيير أو التبديل؟  من خلال إجراء التجارب على حياة وفكر الإنسان في مختبرات صوامعهم.  لكي نقف على ماهية الأشياء الطبيعية يجب أن نجرِّب بالمواد الطبيعية. وبالمثل، للعثور على حقيقة العودة إلى التجسد أو مرور وعبور نفس النفس في أجساد عديدة، من الضروري إجراء التجارب على وعي الإنسان.
هؤلاء العلماء القدامى وجدوا أن الذات البشرية تظل هي.. هي طوال عمر الإنسان، دون أن يطرأ عليها أي تغيير بالرغم من التجارب المختلفة وتقلبات الفكر إبان حالات اليقظة والحلم والنوم غير الحالم. لقد اكتشفوا أن الانطباعات الحسية تغيرت، والبيئة والأفكار والحالات الجسدية كلها تغيرت، لكن الشعور بالذات أو (الأنا) لم يتغير إطلاقاً من الولادة وحتى الموت.
علماء الهند التجريبيون أكدوا أنه بالتركيز الدقيق على الذات من خلال مراقبتها مراقبة متواصلة وواعية ومستقلة عن الحالات المتقلبة لليقظة والأحلام والنوم غير الحالم، يستطيع الشخص أن يدرك الطبيعة الثابتة والأزلية للذات.
الإنسان غالباً ما يكون على دراية بحالة من تلك الحالات.  يكون على دراية واعية أثناء اليقظة، وأحياناً قد يكون أيضاً على دراية بحالته الحالمة.  وليس من غير المألوف أن يشعر أثناء الحلم بأنه يحلم.
وبواسطة بعض الأساليب والممارسات يستطيع أن يحتفظ الشخص بإدراك واعٍ لكل حالة من الحالات المذكورة أعلاه.  بل وقد يتمكن أيضاً من إدراك الحالة الرابعة.. حالة الوعي السامي المغبوطة.
أثناء النوم يحدث استرخاء لا إرادي حيث يتحلل النشاط من الأعصاب والحواس. وبالممارسة يستطيع الشخص أن يستحدث هذا الإسترخاء أثناء حالة اليقظة وبالإرادة. في النوم الأكبر أو الموت يحدث استرخاءٌ كلي حيث تنسحب طاقة الحياة من القلب والمحاور الفقرية.  بالتأمل العميق يمكن إحداث هذا الاسترخاء التام بصورة واعية في حالة اليقظة.  وبعبارة  أخرى فإن كل وظيفة جسدية لا إرادية يمكن التحكم بها بصورة إرادية وواعية بواسطة تمرينات خاصة.
لقد استنتج حكماء الهند القديمة أن الموت هو انسحاب كهرباء الحياة من مصباح الجسد البشري بما فيه من أعصاب وإحساسات وقنوات لا تحصى لقوة الحياة.  وكما أن الكهرباء لا تموت لدى انسحابها من مصباح كهربائي محطم، هكذا لا تفنى قوة الحياة عند انسحابها من الأعصاب اللاإرادية.  مستحيل أن تفنى الطاقة. إنها تنسحب من الجسد عند الموت وتعود إلى الطاقة الكونية.
في النوم يتوقف العقل الحسي عن العمل حيث ينسحب التيار مؤقتاً من الأعصاب. وعند الموت يتوقف الوعي البشري بالمرة عن الإعراب عن ذاته من خلال الجسد الذي يشبه عندئذ ذراعاً مشلولة يشعر صاحبها بوجودها لكنه يعجز عن التحكم بها أو العمل من خلالها. هناك سجلات طبية تصف حالة رجل دين دخل حالة الغيبوبة وقد سمع الجميعَ من حوله يندبون موته الظاهر لكنه لم يقوَ على الإعراب عن شعوره من خلال أعضاء الجسد.  فآلته الجسدية كانت قد توقفت فجأة ورفضت الاستجابة لأوامره العقلية. وبعد أن أمضى أربعاً وعشرين ساعة في تلك الحالة وكان على وشك أن يُنقل للدفن بذل مجهوداً جباراً وتمكن من الحركة. هذه الحادثة توضح استمرارية الشعور بالأنا مع أن الجسد يبدو فاقد الحياة.
يقول الحكماء أنه ينبغي للشخص أن يفصل النشاط والوعي عن الجسد بصورة واعية وأن يراقب حالة النوم بصورة واعية أيضاً، ويمارس انسحاب النشاط الواعي الإرادي من القلب والمراكز الفقرية.  وبذلك يتعلم القيام بكيفية واعية بما سيفرضه عليه الموت بغير وعي منه ولا إرادة.
يدخل النشاط الحيوي الجسمَ عن طريق النخاع المستطيل ويتم تخزينه في مستودع الدماغ.  بعد ذلك ينحدر إلى خمسة مراكز أخرى للحياة والوعي في العمود الفقري حيث يتم توزيعه على أعضاء الإدراك الحسي وباقي أعضاء الجسد الأخرى.
عند الموت ينسحب النشاط الحيوي انسحاباً تاماً ونهائياً إلى العمود الفقري ويغادر الجسد عن طريق النخاع المستطيل.  اليوغي الضليع يستطيع سحب النشاط الحيوي – بإرادة ووعي – من الجسد والحواس إلى العمود الفقري وإرساله إلى أعلى مراكز المدركات المقدسة حيث يشعر بسرور أنه "ميت" أي يتحرر من الأوهام الحسية الناجمة عن الارتباط بالوعي الجسدي المحدود.
هناك حالة موثقة في سجلات أطباء فرنسيين وأوروبيين آخرين عن رجل يدعى سادهو هاريداس، في بلاط الإمبراطور الهندي راجنيت سنغ، تثبت أن سادهو هاريداس تمكن من فصل نشاطه الحيوي ووعيه عن الجسد ثم وصل الإثنين ثانية بعد بضعة أشهر.  لقد دُفن جسده تحت الأرض ووُضعت مراقبة صارمة على المنطقة لعدة شهور على مدار الساعة.  وبانتهاء تلك المدة تم نبش جسده وفحْصُه من قبل الأطباء الأوروبيين الذين أعلنوا بأنه ميت.  لكن بعد بضع دقائق من ذلك الإعلان فتح عينيه واستعاد السيطرة على كل وظائف جسده، وعاش سنيناً عديدة بعدها. لقد تعلم بالممارسة كيفية التحكم بكل الوظائف اللاإرادية لجسمه وعقله. لقد كان عالماً روحياً أجرى تجاربَ روحية موصى بها من قبل الحكماء لمعرفة حقيقة الناموس الكوني. ونتيجة لذلك فقد تمكن من إثبات استمرارية ذاتية الإنسان بعد الموت وعدم فناء جوهره كروح خالد.
الذين يرغبون في البرهنة لأنفسهم عن الحقيقة العلمية لمذهب العودة إلى التجسد يجب أن يثبتوا أولاً استمرارية الوعي بعد الموت عن طريقة فصل الجسد عن الروح بكيفية واعية.  هذا يمكن فعله باتباع القواعد التي وضعها علماء الهند الروحيين منذ عصور. عندما يتعلم الشخص كيف يكون يقظاً أثناء النوم وأن يستجلب الأحلام بالإرادة ويفصل الحواس الخمس فصلاً واعياً لا سلبياً كما يحدث أثناء النوم.. وعندما يتعلم كيفية التحكم بوظيفة القلب، عندها سيتمكن من اختبار الموت الواعي أو غيبوبة الجسد (وليس غيبوبة الوعي).
يقول حكماؤنا أن الذات هي على دراية واعية بنفسها في كافة أطوار ومراحل الطفولة والشباب والشيخوخة.  فالنفس المتجسدة هي دائمة الوعي بكل الحالات المتعاقبة التي يختبرها الإنسان، بما في ذلك الحصول على جسد آخر بعد الموت والتنقل ما بين العالمين المادي والأثيري. هذه الحقيقة لا يختلف عليها الراسخون في علم الروح.
وبممارسة الطرق المؤدية إلى الحالات الأربع المتقدم ذكرها يمكننا تعقب الذات في حالات وجودها.. ونستطيع تتبعها بصورة واعية أثناء الموت وفي تجوالها في الفضاء الكوني وعودتها إلى الحياة في جسد جديد.
الذين لا يُلقنون هذه الأمور لا يقدرون على الإحتفاظ بوعيهم خلال النوم الأكبر: الموت. وهكذا لا يستطيعون تذكر أي حالة سابقة حدث لهم، ولا حتى حالات "النوم العميق" أثناء حياة واحدة.
وبتبني أساليب علماء الهند القدامى الذين جرّبوا تلك القوانين وأثبتوا صحتها، وأهدوا للعالم معرفة نفيسة قابلة للإثبات يستطيع المرء أن يطلع على الحقيقة العلمية للعودة إلى التجسد وعلى كل الحقائق الأزلية الأخرى.
(وقل ربي زدني علماً) والسلام عليكم.
 تفضلوا بزيارة موقع سويدا يوغا وصفحة المعلم برمهنسا يوغانندا على فيس بوك



 لقراءة المزيد رجاء الضغط على Older Posts أو  Newer Posts

في أسفل الصفحة


 

باراماهانسا يوغاناندا بارامهانسا يوغاناندا بارماهنسا 

No comments:

Post a Comment