Friday, November 7, 2014

شذرات ذهبية



شذرات ذهبية للمعلم برمهنسا
ترجمة محمود عباس مسعود
العظماء هم القدوة
فمع أن أجسامهم كانت محدودة
لكنهم أدركوا أنهم جزء من المحيط اللامتناهي
وأن كل الأشكال الفردية
هي أمواج على صدر البحر الكوني
في هذا العالم نحدّ ونقيّد أنفسنا
داخل نطاق أسرة صغيرة
لكن عندما نحب جيراننا نكبر
وعندما نحب بلدنا نصبح أكبر
وعندما نحب كل الشعوب والأمم نصبح أكبر بكثير
وعندما يصبح وعينا مغموراً بالله في العالم الآخر
أو في هذا العالم بالتأمل العميق
حتى أثناء وجودنا في الأجسام المادية
ندرك حقاً وحقيقة
أن المحيط هو الأمواج
وأن الأمواج انبثقت عن المحيط

من مكتبتنا الأرشيفة: الرسائل

أصدقاءنا الأعزاء، تحتوي مكتبتنا الأرشيفية
على مقتطفات من آلاف الرسائل التي بعث بها قراء
من بلدان مختلفة وأعربوا من خلالها عن تجربتهم
مع تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا
وقد قمت هنا بترجمة عيّنة من تلك الرسائل
لأنها تتطابق مع الكثير من تعليقاتكم ورسائلكم
وهذا دليل على أن التجربة الإنسانية واحدة
وأن القلوب المتفتحة والأفكار المتناغمة
تلتقي مع بعضها، أينما كانت
على المحبة والخير والسلام
وإن رغبتم بالمزيد من هذه الرسائل
سأكون سعيداً بتقديم المزيد
مع خالص المودة والأماني الطيبة
محمود عباس مسعود

والآن تفضلوا بقراءة بعض الرسائل
لقد ساعدتني هذه التعاليم كي أستكشف من جديد
السكينة اللامتناهية الكامنة في قلوبنا جميعاً
وأعطتني ثقة أعمق بالمستقبل
وضاعفت محبتي لله والعارفين به
فهي في الحقيقة تنطوي على نور وبركة
* * *
أشعر بفيض من الإمتنان لله
الذي هداني إلى هذه التعاليم الروحية
ويغمرني إحساس من الشكر والتقدير
للعون الذي حصلت عليه بفضل الله
ومحاضرات الحكيم برمهنسا
وأشعر أيضاً أنني قد انطلقت في مغامرة رائعة
لاكتشاف كنوز الروح الكامنة في منجم حياتي
* * *
في تعاليم المعلم برمهنسا
وجدت ينبوعاً دائم الجريان من السلام والقوة والحيوية
ومن الصعب أن أذكر كل الفوائد التي تنساب
إلى حياتي اليومية من أفكاره السامية
* * *
أقرأ هذه المحاضرات المرة تلو الأخرى
فأجد في كل مرة أشياء جديدة وكأنني
لم أقرأها من قبل
وهي بالنسبة لي فوارة ثرّة
من المعرفة والإلهام والحب الإلهي
* * *
كلما قرأت هذه التعاليم بتركيز وتمعن
كلما شعرت بتحسن ملحوظ في حياتي
على الصعيد المادي والنفسي والروحي
فهي تمتلك خاصية مغناطيسية
لجذب الخير وكل الأشياء الطيبة
* * *
مع قراءتي لهذه المحاضرات
أصبحت أشعر أنني أسير في طريق صاعد
وأتسلق مرتفعات فكرية وروحية
لم أكن على دراية بها من قبل
كما أشعر أنها أدخلت تحسينات كثيرة على حياتي
وجعلتها أكثر غنىً وتنوعاً
في الماضي كنت نصف متيقظ
والآن أحس بيقظة في الوعي
ورهافة في الإحساس
وأمنيتي هي أن أساعد في نشر هذه الأفكار
كي يستفيد منها الآخرون مثلما استفدت منها
* * *
لقد انتهيت للتو من قراءة "همسات من الأزل"
للمعلم برمهنسا وأشعر أن فيضاً من السلام
والحب الإلهي يغمر كياني بأسره
---------------------------------
مقارنة بين التواضع والغرور

التواضع هو وادٍ خصب من أودية الوعي
حيث ينهمر الغيث الإلهي بغزارة ويتجمع
وكما أنه يتعذر تجمع المطر على قمة جبل
هكذا لا يمكن لمياه المعرفة أن تتجمع على رأس الغرور المتشامخ
الغرور يغلق باب التقبل والإنفتاح الذي منه تدخل المعرفة
والتواضع يفتح الأبواب على مصراعيها
ويدعو الحكمة كي تأتي وتقيم
الغرور قبحٌ ظاهر مكتوب على وجه المغرور
ينفـّر منه الناس ويبعدهم عنه
والتواضع عطر طيب يجعل حامله محبوباً ومرغوباً من الجميع
الغرور ينجم عن مركّب النقص
الذي يظهر على هيئة ما تدعى عقدة الإستعلاء
في حين أن التواضع هو وليد الحكمة
أو معرفة الشخص لذاته
الغرور يرفض البحث عن الحقيقة
أما التواضع فيهش ويبش للحق
ويتوسل إليه كي يدخل إلى قدس أقداس روحه
الغرور يعلن عن صغره بمحاولاته الفاشلة
الإنتقاص من قدر الآخرين وجعلهم يبدون صغاراً
أما التواضع فهو مظهر رائع للقلوب المتفهمة
ونموذج باهر للعظمة والنبل
الغرور هو رداء شفاف يرتديه المغرورون
والتواضع ثوب الوقار والإحتشام
الغرور يطرد الأصدقاء والحقيقة من حياته
والتواضع يجذب إليه الأصدقاء والفهم
المغرور يشبه تنكة فارغة تحدث صوتاً لدى نقرها
أما المتواضع فهو كالوعاء المليء بشراب الحكمة المبارك
التواضع جذاب، ينثر السعادة من حوله
ويستقطب الأصدقاء الصادقين والنفوس الطيبة
والمتواضع يجلب الخير والبركة إلى حياته
بتواضعه الشبيه بالوردة الناضرة العاطرة
عطر الله حياتكم بالسعد والسعادة
الطموح والجنوح

الطموح لأن يصبح الشخص مليونيراً
محبة بالثراء وطمعاً بالإطراء
هو معيار زائف للسعادة الحقيقية
ومن يرغب في أن يصبح مليونيراً على هذه الشاكلة
لا يؤذي نفسه وحسب
بل يضر غيره أيضاً
لأنه يقودهم إلى دروب تفضي إلى البؤس والشقاء
على سبيل المثال، العامل البسيط في فندق
الذي يرى مليونيراً يرتدي ثياباً ثمينة
وينزل بفخر وكبرياء من سيارة فخمة
يقودها سائق خاص
يحسده على نعمته الظاهرة
ويحاول أن يجاريه في أسلوب معيشته
فيعمد إلى الإقتراض وشراء سيارة، ربما مستعملة
تحتاج إلى صيانة مكلفة
ويبتاع غيرها من الكماليات
التي يظن خطأً
أنها ستضفي عليه مظهراً
من أبهة فارغة وثراء موهوم
هو شخص مسكين يقامر بإمكانياته المتواضعة
ويعرّض نفسه لمشاكل هو في غنى عنها
قلائل هم الذين يدركون
أن الشخص الذي يضحي صحته وسعادته
على مذبح المخاوف والعمل المجهد
وانهيار الأعصاب ومشاكل القلب
من أجل أن يصبح مليونيراً
هو في الواقع يضلل البسطاء من غير النابهين
للسير على دروب زلقة
حيث الحياة تقاس بالمظاهر الخداعة
والتظاهر بامتلاك السعادة
أما المعيار الزائف بأن
الثراء هو غاية الحياة التي ما بعدها غاية
فيجعل الناس يلجأون إلى الحيلة والخديعة
لإيهام البسطاء وسلبهم لقمة عيشهم
كما أن عادات البذخ والعيش المرفه
بغض النظر عن كيفية تحصيل المال
والتلذذ بالثناء والمديح من السذج
بفعل التبجح المرذول والمباهاة المقيتة
كل هذه تدفع طالب الثراء إلى مزيد من الطمع
وابتكار أساليب ملتوية
أو اللجوء إلى الإبتزاز والمعاملات غير النظيفة
لتحصيل المزيد من الكماليات
التي تشبه القصبة المرضوضة
التي تجرح اليد التي تمسك بها
ولا تسند المتكئ عليها
إن العيش المترف
والرغبة في امتلاك المال بأية وسيلة
والتوجس من السكن في بيت متواضع
والخوف من فقدان الإعتبار المادي
في أعين الأسرة والمجتمع
إضافة إلى الأنانية
كلها إرهاصات لتصرفات خاطئة
ومغامرات غير محسوبة
وفقدان التعاطف مع المحتاجين
لو عاش كل واحد ولبس ببساطة
لبطلت موضة العيش الفاخر
التي تؤدي في معظم الأحيان
إلى الكثير من التعاسة والإحباط
ولحاول الناس تنمية المزايا الروحية
والخلال الكريمة بدلاً من ذلك
لا بد من القضاء على الأنانية
وجعل العيش البسيط والتفكير الراقي
المعيار ومحك الإختبار
يجب عدم التعامل والتعاون
مع ذوي الأموال المكدسة
الذين لا يشعرون بشعور الآخرين
ولا ترق قلوبهم لإخوتهم البائسين
حتى ولو رأوهم في أسمال بالية ويتضورون جوعاً
الغنى بحد ذاته ليس إثماً
بل قد يكون بركة في يد الطيبين الكرماء
الذين أغناهم الله من واسع فضله
والذين يطيب لهم مساعدة الآخرين
ورفع كابوس الفاقة والحيف عن كاهلهم
الكلمات فيها طاقات هائلة للتعمير أو للتدمير
للتعزية وجبر الخواطر
أو لتحطيم النفوس وتهشيم المشاعر
هناك كلمات تخلق البلبلة والتشويش
وكلمات تبدد الهموم وترطب القلوب
وتزرع في النفس الثقة والإرتياح
كلمات تشعل حروباً شعواء
وكلمات تلطف الأجواء
وتخفف المصائب والأعباء
لقد وهب الله الإنسان ملكات عديدة
ومنها القدرة على التعبير عن نفسه
بالكلمة المنطوقة والمقروءة والمسموعة
من أجل التواصل النافع والحميم بين الناس
فالبشرية أسرة واحدة
بغض النظر عن الاعتبارات الظاهرية المتباينة
فلتكن الكلمة أداة للتقريب لا للترهيب
لبث الطمأنينة لا لنشر الذعر والشقاق
لترسيخ الوئام لا لزرع الخصام
لإزالة العوائق والعقبات
لا لملء الدروب بالأشواك والعثرات

قصة المستخدم الذي علـّم الملك
 
في سالف الأزمان، قال ملك لأحد رعاياه أنه ما لم يجبه على سؤال محدد له فستكون المشنقة بانتظاره
أجاب الرجل: "ما هو السؤال يا صاحب الجلالة؟"
فقال الملك: "قل لي أين يوجد الوعي الإلهي؟"
طلب الرجل من الملك مهلة أسبوعين حتى يأتي له بالجواب فأجابه لطلبه
ثم عاد إلى مكان عمله مغموماً وأخبر مستخدمه أنه ما لم يجب على سؤال الملك خلال أسبوعين فسيدفع حياته ثمناً لذلك
فقال له المستخدم الذي كان معروفاً بجرأته وذكائه
"دعني أذهب نيابة عنك وسأجيب على السؤال بنفسي"
ذهب المستخدم إلى الملك وقال له
"قبل كل شيء دعني أجلس على عرشك، لأنني أثناء إخبارك عن أمر لا تعرفه فأنا سيدك "
قدّم الملك عرشه للمستخدم، وقال
"قل لي أين يوجد الوعي الإلهي؟"
فأجاب المستخدم الجالس على العرش: "آتني ببقرة"
جيء بالبقرة، فقال المستخدم: "أين الحليب؟"
أجاب الملك: "في الضرع"
فقال المستخدم: "ليس كذلك، فالحليب ليس في الضرع فقط، بل في كافة أجزاء جسم البقرة، لأن الحليب هو جوهر البقرة"
ثم طلب المستخدم إحضار وعاء من الحليب، وعندما جيء له بالوعاء سأل الملكَ: "أين الزبدة؟"
فأجاب الملك: "لا أرى زبدة"
فقال المستخدم: "الزبدة موجودة لكنها موزعة في كافة أجزاء الحليب خض الحليب وستنفصل الزبدة عنه وتطفو على سطحه
وكما أن الحليب موجود في كافة أجزاء جسم البقرة، والزبدة موزعة في كافة جزيئات الحليب، هكذا الوعي الإلهي موجود في كل ذرة من ذرات الوجود"
وهكذا أنقذت حكمة المستخدم حياة رب عمله إذ حصل الملك على الجواب الصحيح لسؤاله"
الوعي الإلهي ليس حكراً على المستنيرين، بل هو موجود في نفوس وقلوب الجميع، وكل من يتعمق في التأمل سيفتح في داخله باب القلب ويحس بحضور الوعي الإلهي ويقرأ كتاب الحياة، وبدون ذلك الإحساس الفعلي سيبقى السؤال دون جواب

يقول الحكماء
لكي يكون الإنسان نافعاً في الحياة
يجب أن يحرر نفسه من كل النوايا الخبيثة
والمشاعر المؤذية وحب الإنتقام
وحتى السخط المبرر
يجب أن لا يُنزل المحبة عن عرشها
فالمحبة يجب أن تسود المشاعر
وتكون أساس التعامل بين البشر
في الحياة أمور واهتمامات أفضل بما لا يقاس
من تغذية مشاعر الحقد والكراهية
والتخطيط لإلحاق الأذى بالآخر والإيقاع به
واستمطار نيران الجحيم
حتى على الذين يتصرفون بكيفية
لا تليق بالمقام الإنساني الشريف
ألا ليت الإنسان يتوقف عن إيقاد وتضخيم الشرور
ويستخدم بدلا من ذلك عين الرضا
التي وهبها له الخالق عزو وجل
للتركيز على الخير لنفسه وللآخرين
لأن حصر الفكر والمشاعر بالكراهية
يعني تعطيل أدوات الخير
التي امتن بها الله على الإنسان كي يستخدمها
إبان رحلته القصيرة إلى هذه الأرض
التركيز المغلوط يؤدي إلى تحجّر القلوب
وإلى إيقاظ الظنون السيئة والأحاسيس العدائية
التي إن هي ترسخت في القلب يصعب التخلص منها
تلك حالة بائسة تحوّل فيها النظرة السوداوية - الصفراوية
كل مليح إلى قبيح، وكل بديع إلى وضيع
فتصبح حتى أدوات الصحة وسائلَ لصنع
السموم والمرض المشؤوم
وذلك هو الجحيم
أبعدنا الله وإياكم عنه
وعن شرره وشروره
والسلام عليكم
ودمتم بمحبة




تفضلوا بزيارة موقع سويدا يوغا وصفحة المعلم برمهنسا يوغانندا على فيس بوك




لقراءة المزيد رجاء الضغط على 
Older Posts أو Newer Posts
في أسفل الصفحة


No comments:

Post a Comment