Tuesday, November 22, 2011

الله وحده - للمعلم برمهنسا يوغانندا


الله وحده

للمعلم: برمهنسا يوغانندا

ترجمة: محمود عباس مسعود

من يعرف أسرار البشر أحياء وأمواتا؟

الله وحده!

من الذي هجع في الفراغ الأزلي قبل أن تفتح الذرات عيونها البرّاقة وتباشر رقصة الخليقة؟

الله وحده!

لقد أتينا إلى هنا من عالم خفي لا نعرف عنه شيئا، وقريبا سنرتحل إلى فلك آخر مجهول بالنسبة لنا. من يستطيع تفسير أسباب رحلاتنا القسرية هذه؟

الله وحده!

بخيوط من السبب والنتيجة ننسج نماذج حياتنا المعقـّدة.

الفردية والإرادة الحرة تميزان الأنماط التي تفوق الحصر.

من يبصر تناسقها الخفي ويوحّد الأصناف المميزة لتعابير

الإنسان الخلاقة؟

الله وحده!

من يعرف منشأ ومصير الموكب الأعظم للكائنات الحية الدائمة البزوغ من أرجاء الفضاء العجيب؟

من يعلم في أي بيت سماوي يقيم زائرو الأرض العديدون الذين تلاشوا فور لمسة صولجان الموت السحري لأجسامهم؟

الله وحده!

أحباؤنا يؤكدون لنا بأنهم سيحبوننا محبة أبدية، غير أن ذاكرتهم تصبح نسياً منسيا عندما يغطـّون في النوم الأعظم: الموت.

فما قيمة وعودهم؟ من يحبنا محبة خالدة دون التعبير عن حبه بالكلام؟ من يذكرنا عندما ينسانا الجميع؟ ومن سيرافقنا عندما نودّع رفاق هذا العالم؟

الله وحده!

الإنسان يلعب دوره ثم يحتجب وراء ستارة الموت، ليعود ثانية في رداء جسدي جديد كي يواصل التمثيل على مسرح الزمن.

من يتذكر كل أدوار الناس السابقة؟ ومن يعرف أدوارهم المستقبلية؟ من يقودهم بأمان عبر المنعطفات الخطيرة في متاهات التجسدات العديدة المحيّرة؟

الله وحده!

أما لماذا يلعب هذه اللعبة، ولماذا يحتفظ بالمعرفة لنفسه دون أن يشاركنا – نحن عياله – سوى بالقليل منها، هو سر يعرفه..

الله وحده!

عندما نبدد أوهام هويتنا المادية سنتمكن من حل معضلة الحياة التي تواجهنا كأبي الهول الصامت. من سيطلعنا عندها على أسرار الخليقة النهائية؟

الله وحده!

مزيد من أعمال المعلم يوغانندا في سويدا يوغا

No comments:

Post a Comment