Friday, July 1, 2011

برمهنسا يوغانندا: اليوغا وأسرارها

اليوغا والعلم: شهادة عالم

تعاليم المعلم برمهنسا يوغانندا

لقد أسعفني الحظ فتعلمت هذه العلوم الروحية على أحد حكماء الهند العظام منذ سنين عديدة. وقد تتساءلون عن السبب من تشجيعي لكم ولفت انتباهكم إلى هذه الحقائق. هل من دوافع أنانية من وراء ذلك؟ الجواب هو قطعاً لا.

كل ما أريده هو تقديم هذه الحقائق لكم على أمل الحصول في المقابل على فرح نقي لمساعدتي لكم في العثور على الغبطة التي تفضي إليها تلك الممارسات الروحية.

والآن ينبغي لي الاستعانة بجانب من علم وظائف الأعضاء (الفسيولوجيا) لنتمكن من فهم الطريقة فهماً عاماً على الأقل. وسأشير إلى عمل المراكز أو المحاور الرئيسية وإلى التيار الكهربائي الذي ينساب من الدماغ – مروراً بهذه المراكز – إلى أعضاء الحس الخارجية والداخلية ويبقيها منتعشة بالحياة والحيوية.

هناك ستة مراكز رئيسية عن طريقها ينتقل التيار الحيوي أو كهرباء الحياة إلى كل الجهاز العصبي. وهذه المراكز هي:

1. المركز النخاعي Medulla Center

2. المركز العنقي Cervical Center

3. المركز الظهري Dorsal Center

4. المركز الصلبي Lumbar Center

5. المركز العجزي Sacral Center

6. المركز العصعصي Coccygeal Center

الدماغ هو الموزع الكهربائي الأسمى (المركز الأعلى) وجميع المراكز متصل أحدها بالآخر وتعمل تحت تأثير المركز الأسمى (خلايا الدماغ)، وخلايا الدماغ ترسل التيار الحيوي (أو الكهرباء) عبر هذه المراكز أو المحاور الفقرية والتي بدورها تفرغ شحنتها الكهربائية في الأعصاب الواردة والناقلة التي تتولى أداء وظائف الدوافع الحسية وإحساسات اللمس والبصر...إلخ. هذا التيار الكهربائي الصادر عن الدماغ هو حياة الآلة الجسدية (بما فيها من أعضاء داخلية وخارجية). وعن طريق هذا الوسيط الكهربائي تنتقل التقارير الحسية إلى الدماغ وتـُُحدث تفاعلات الأفكار.

وإذا رغبتْ النفس في وقف سيل التقارير المزعجة للإحساسات الجسدية (التي تساعد على ظهور حلقات الأفكار المتصلة) ما عليها إلا أن تتحكم بالتيار الكهربائي وتعكس انسيابه من الجملة العصبية برمّتها إلى المراكز الرئيسية السبعة (بما فيها الدماغ)، بحيث يمكنها بهذه الطريقة إعطاء الأعضاء الخارجية والداخلية الراحة التامة.

أثناء النوم تتوقف الكهرباء الموصلة بين الدماغ والأعضاء الحسية توقـّفّاً جزئيا بحيث لا تقدر الإحساسات العادية من سمع ولمس وغيرها من الوصول إلى الدماغ. وبما أن هذا التوقف هو غير كامل فإن أي منبه خارجي على درجة كافية من الفعالية يمكنه إعادة هذا الوصل الكهربائي (ما بين الدماغ وأعضاء الحس)، بحيث ينتقل (ذلك المنبّه) إلى الدماغ ويوقظ الإنسان. ومع ذلك يوجد أثناء النوم تيار كهربائي متواصل ينساب إلى الأعضاء الداخلية – القلب والرئتين وأعضاء أخرى – ويبقيها نابضة بالحياة وشغـّالة.

ولأن التحكم بكهرباء الحياة أثناء النوم هو غير تام فإن الإحساسات الجسدية من مضايقات ومرض ومنبهات خارجية قوية تزعج النائم. ولكن باستخدام وسيلة ضبط علمية يمكننا التحكم في آن واحد وبصورة تامة بأعضاء الجسد الداخلية والخارجية معاً، وهذه هي ذروة الممارسة. ولكن ذلك التحكم التام قد يلزمه سنوات طويلة من الممارسة الجادة.

ومثلما تنتعش الأعضاء الخارجية بعد النوم الذي هو راحة للجسم، هكذا تنتعش جداً الأعضاء الداخلية نتيجة لممارسة هذه الطريقة العلمية وتزداد قواها مما يساعد على إطالة العمر بعون الله.

وكما أننا لا نخشى النوم خوفاً من أن تبقى الأعضاء الحسية خاملة وقاصرة عن العمل، هكذا ينبغي لنا أن لا نتهيّب ممارسة (الموت الواعي) أي إراحة الأعضاء الداخلية. عندئذ سيصبح الموت تحت سيطرتنا بحيث عندما نجد أن هذا البيت الجسدي قد أصبح متداعياً وغير صالح للسكن نتمكن من مفارقته بإرادتنا وبكامل وعينا.

ويمكننا توضيح هذه الطريقة بالمثال التالي:

إذا كان مكتب الهاتف الرئيسي في المدينة متصلاً سلكيا بأقسام مختلفة من المدينة فبإمكان المتصلين من تلك الأقسام الاتصال بصورة متواصلة مع المكتب المركزي عن طريق التيار الكهربائي المنساب عبر الأسلاك الموصلة، رغما عن إدارة وإرادة المكتب. أما إن رغب مركز الهاتف الرئيسي بوقف الاتصال مع المقاسم المختلفة فيمكنه قـَفل المفتاح الكهربائي الرئيسي بحيث يتوقف انسياب التيار إلى أحياء المدينة المختلفة.

وبالمثل، فإن الطريقة العلمية تمنحنا العملية اللازمة التي تمكننا من سحب التيار الحيوي – الموزَّع في كافة أجزاء جسمنا – إلى أقسامنا المركزية المتمثلة في العمود الفقري والدماغ. الطريقة تعمل على مغنطة العمود الفقري والدماغ اللذين يحتويان على المراكز السبعة الرئيسية. ونتيجة لذلك يتم سحب كهرباء الحياة الموزّعة في أقسام مختلفة من الجسم وإرسالها عن طريق العمود الفقري إلى الدماغ. ولدى بلوغها الدماغ نحس بها ونختبرها على هيئة نور. في هذه الحالة تتمكن النفس الروحية من تحرير ذاتها من التشويشات الجسدية والعقلية.

الذات الروحية تشعر بالانزعاج بسبب التقارير الهاتفية الواردة – ضد إرادتها – من طبقتين من الناس: طبقة رفيعة (الأفكار)، وطبقة وضيعة (الأحاسيس الجسدية). ولكي تقطع العلاقة مع هاتين الطبقتين عليها أن تسحب الكهرباء المنسابة عبر الأسلاك الهاتفية إلى البطارية المركزية بإقفال المفتاح الكهربائي (أي بممارسة الطريقة الرابعة) كي تتمكن من الاستمتاع بالراحة والحرية.

الانتباه هو الموجّه والموزّع الرئيسي للطاقة، وهو الذي يتولى نقل تيار الكهرباء الحيوي من الدماغ إلى الأعصاب الحسية والحركية. مثال على ذلك عندما نـُبعد عنا ذبابة مزعجة، فإننا نستخدم قوة الانتباه في إرسال تيار كهربائي إلى الأعصاب الحركية فينجم عن ذلك حركة اليد المرغوبة. هذا أذكره لكي أعطي فكرة عن قوة الانتباه تلك التي بواسطتها يمكن التحكم بالتيار الكهربائي داخل الجسم وسحبه إلى المراكز السبعة المذكورة.

هذه المراكز الفقرية السبعة الشبيهة بالكواكب هي ذاتها المذكورة في سفر الرؤيا في الإنجيل. لقد تمكن القديس يوحنا من فضّ أختام الأبواب السرية للمراكز السبعة والتوصل إلى الفهم الصحيح لذاته كروح. "فاكتب ما رأيت...سر السبعة الكواكب." (رؤيا 1: 19-20).

أخيراً أود إعطاء وصف عن الحالات التي تعقب التحكم التام بتيار الكهرباء الحيوي. في البداية يشعر الشخص بحاسة جذّابة جداً بفعل مغنطة العمود الفقري. لكن الممارسة المستمرة والطويلة ستجلب حالة من الغبطة الواعية التي تبطل مفعول حالة الإثارة في الوعي الجسدي.

هذه الحالة المغبوطة وصفناها بأنها غايتنا القصوى وضرورتنا العالمية، لأننا نكون معها على دراية حقيقية بالله أو الغبطة ونشعر بتوسّع في وعينا. وكلما اختبرنا تلك الحالة كلما تقلصت وتفتتت شخصيتنا (ذاتنا الصغيرة) وكلما اقتربنا بسرعة من الوعي الكوني وأصبحنا على اتصال وثيق ومباشر مع الله.

الدين بالحقيقة هو ليس غير فناء شخصيتنا في وعينا الكوني. لذلك في هذه الحالة السعيدة نرتقي سلـّم الدين تاركين أجواء الحواس الخانقة والأفكار المضطربة، وندخل آفاق النعيم.

بواسطة هذه الطريقة ندرك الحقائق الكونية، وعندما تصبح هذه الحالة المغبوطة حقيقية – بالممارسة المتصلة – نجد أنفسنا على الدوام في حضرة الرب المغبوط في باطننا، وننجز واجباتنا بكيفية أفضل دون النظر إلى ثمار الأعمال، فنهتم بالواجبات أكثر من اهتمامنا بذاتيتنا (الأنا) وبوعي اللذة والألم الذي تفرزه تلك الذاتية.

في تعاليم كل الأديان، سواء المسيحية أو الإسلام أو الهندوسية توجد حقيقة مؤكـّدة وهي أنه ما لم يعرف الإنسان أنه روح – ينبوع الغبطة – فسيظل مقيّداً بالأفكار المحدودة وخاضعاً لقوانين الطبيعة التي لا تلين ولا ترحم. فمعرفته لجوهره الحقيقي تجلب له الحرية الأبدية. لا يمكننا معرفة الله إلا بمعرفة أنفسنا، لأن جوهر طبيعتنا شبيه بجوهره. لقد خُلق الإنسان على صورة الله. فإن قمت بممارسة الطرق المذكورة في هذا الكتاب بهمة ورغبة صادقة فستعرف نفسك، أي ستدرك أنك روح مغبوط وستتعرف على الله.

الطرق المذكورة في هذا الكتاب تشتمل على كل الوسائل الضرورية لمعرفة الله. إنها لا تركـّز على الفوارق في الأديان والمعتقدات لأن بعضها يخلق تباينات في أفكار الناس فإنها أقل أهمية بالرغم من أنها ليست غير ضرورية. وبما أن الأساليب الأخرى تدخل ضمن هذه الطرق فلا حاجة للتطرق إلى تلك الأساليب في هذا الحيّز المحدود.

إن سمو هذه الطريقة على سواها من الطرق يكمن بصلتها الوثيقة وعملها المباشر مع ذات الشيء الذي يقيّدنا بشخصيتنا الصغيرة، أي طاقة الحياة. فبدلا من عكس اتجاه تلك الطاقة، أي توجيهها نحو الداخل ودمجها في قوى الروح ذات التمدد والاتساع، فإنها تتجه نحو الخارج وتـُُبقي الجسد والعقل في حركة دائبة دائمة، مما يسبب المضايقات للنفس الروحية بصورة إحساسات جسدية وأفكار عابرة.

ولأن طاقة الحياة تتجه نحو الخارج فإن الإحساسات والأفكار تشوّه صورة النفس أو الروح الصافية الهادئة. هذه الطريقة تعلـّّمنا كيف نقوم بتوجيه طاقة الحياة نحو الداخلٍ. لذلك فإنها طريقة مباشرة وفورية، فهي تأخذنا تواً إلى وعي الروح: إلى وعي الله المغبوط، دون الحاجة إلى وسيط آخر.

هذه الطريقة هي لضبط وتوجيه مجرى طاقة الحياة عن طريق ضبط وتنظيم أحد المظاهر المعروفة وذات الصلة المباشرة مع طاقة الحياة ذاتها.

الطرق الأخرى تقتضي معونة العقل أو عملية التفكير من أجل التحكم بنشاط الحياة كي تجلب وعي الروح في مظهره المغبوط وغيره من المظاهر الأخرى.

تجدر الملاحظة أن كل الطرق الدينية في العالم توصي باستخدام طريقة مباشرة أو غير مباشرة، تلميحاً وتصريحاً، للتحكم بمجرى طاقة الحياة وعكس اتجاهه بحيث نتخطى الجسد والعقل ونتعرف على النفس بمعرفة جوهر طبيعتها وطبيعة جوهرها.

الطريقة الرابعة تحكم ذاتها بذاتها مباشرة، في حين تقتضي الطرق الأخرى وسيطاً من أجل ذلك، كالفكر والصلاة والأعمال الخيرية والعبادة أو النوم الواعي.

إن وجود الحياة في الإنسان هو البقاء وانعدامها هو الفناء. لذلك فإن الطريقة التي ترشد إلى التحكم بالحياة مباشرة هي أفضل الطرق.

لقد أوصى حكماء الأجيال والبلدان المختلفة بطرق تناسب عقول وأحوال البشر الذين عاشوا بينهم. البعض شدد على الصلاة، والبعض على الشعور، البعض على الأعمال، والبعض على المحبة، وآخر على العقل أو الفكر وعلى التأمل. ولكن بواعثهم كانت واحدة.

كلهم قالوا بضرورة الترفع عن الوعي الجسدي عن طريق عكس مجرى طاقة الحياة بحيث ينساب نحو الداخل، وقالوا أيضاً بوجوب معرفة النفس وظهورها من خلف الحجب تماما كما تظهر صورة الشمس واضحة جلية في الماء الساكن. ولقد أكدّوا جميعاً صحة وفعالية الطريقة الرابعة مباشرة، دون اللجوء إلى أي وسيط آخر.

وتجدر الملاحظة أيضاً إلى أن ممارسة هذه الطريقة لا تعيق تنمية القوى العقلية أو الجسدية، مثلما لا تقف حاجزاً أمام النشاطات الاجتماعية النافعة والموجّهة بأرق وأرقى المشاعر وأنبل الدوافع المكرّسة لخدمة الإنسان والإنسانية.

وفي الواقع إننا نقول نوصي بالنمو المتكامل لشخصية الإنسان، لأن هذا النمو يساعد حتماً على ممارسة هذه الطريقة بدلاً من إعاقتها. الشيء الوحيد المطلوب هو فهم الطريقة وممارستها بدقة وستكون كل الأعمال والطموحات في صالح المريد.

النقطة الجوهرية في هذه الطريقة هي الفهم الصحيح لطاقة الحياة التي تعيل جسم الإنسان وتبقيه معافىً قويا.. نابضاً بالنشاط والحيوية.

المصدر: The Science of Religion

اليوغا: شهادة يعتد بها

إمكانيات تفوق التصور

لقد أسيء فهم اليوغا... غير أن نقادها لم يكونوا قط من ممارسيها. ومن بين الشهادات العادلة عن اليوغا نورد فيما يلي ما قاله عالم النفس السويسري الذائع الصيت الدكتور س. ج. يونغ C. G. Jung:

"عندما تقدّم إحدى الطرق نفسها على أنها ’علمية‘ يصبح من المؤكد قبولها في الغرب. وهذه القاعدة تنطبق على اليوغا. وبصرف النظر عن جاذبية الجديد والافتتان بما هو غير مألوف كلياً فإن هناك ما يبعث على القول بأن لليوغا أنصاراً عديدين. فاليوغا تقدّم إمكانية الاختبار الذي يمكن التحكم فيه، ومن هنا فإنها تفي بالحاجة العلمية للتوصل إلى ’الحقيقة‘. إضافة إلى ذلك فإنها بسبب اتساعها وعمقها وعمرها المديد ومذهبها وطرقها التي تشمل كل مناحي الحياة فإنها تـَعِدُ بإمكانيات تفوق التصور.

"إن كل ممارسة دينية أو فلسفية تعني رياضة سيكولوجية، أي طريقة لتحقيق الصحة النفسية. والمناهج البدنية البحتة والمتنوعة لليوغا تعني أيضاً صحة عقلية تفوق الرياضة الجسدية وتمارين التنفس. فهي ليست ميكانيكية وعلمية فحسب بل فلسفية أيضا. وفي تدريبها لسائر أجزاء الجسم فهي تربطها ارتباطاً تاماً بالروح كما هو واضح من تمارين براناياما، حيث يُعتبر برانا prana كلاً من النـَفـَس والقوى المحركة في الكون أيضاً...

"وتدريب اليوغا. . . هو غير فعّال بدون الأسس التي تقوم عليها اليوغا، التي تجمع بين ما هو جسماني وما هو روحاني بكيفية كاملة وفائقة.

"وفي الشرق حيث نشأت هذه الأفكار والممارسات وحيث على مدى آلاف السنين ساعدت التقاليد المتواصلة دون انقطاع على توفير الأسس الروحية اللازمة ففي اعتقادي هي الطريقة الأفضل والأكثر ملاءمة لصهر الجسم والعقل في وحدة متكاملة. وهذه الوحدة تخلق حالة نفسية تجعل من الإدراك الحدسي الذي يفوق الوعي العادي أمراً ممكناً."

المصدر: مذكرات يوغي – السيرة الذاتية Autobiography of a Yogi

بقلم برمهنسا يوغانندا

ترجمة: حديثة منقحة: محمود عباس مسعود

من أسرار اليوغا

اليوغا ليست ديناً بل علم. فعصرنا هذا هو عصر علمي وقانون السبب والنتيجة يعمل بدقة متناهية، تماماً مثلما نحصل على اللون الأخضر لدى مزْجنا اللونين الأصفر والأزرق معاً. تلك حقيقة علمية لا جدال فيها ولا خلاف عليها.

عندما تبدأ بشد أو مط أطراف الأعصاب والعضلات وتقوم بثني أو ليّ العمود الفقري ومفاصل الكاحل والركبة والورك فمن الطبيعي أن صحتك ستتحسن وستشعر بالإرتياح على الفور.

فبمط ّ الأعصاب يقل التوتر والإجهاد. اليوغا هي للجميع، وليس لحفنة من الأشخاص دون سواهم. فهي تساعد المراهقين على اكتساب الأوضاع الصحيحة والمريحة، مثلما تساعدهم في التعامل مع مشكلات الحياة وتكوين بنية سليمة وتقاطيع وسيمة. وبكل تأكيد تساعدهم أيضاً على تخطي عقدة النقص المرتبطة بحداثة السن.

كما يمكن للكبار أيضاً أن يستفيدوا من كل منافع اليوغا التي يمكن الحصول عليها بممارسة مجموعة من التمرينات والحركات البسيطة التي لا تحتاج إلى أثقال أو أدوات خاصة للتمرين. إذ بإمكان كل شخص القيام بتلك التمارين بكل ثقة شرط أدائها بكيفية صحيحة حسب الأصول اليوغية المتبعة.

هناك دراسات تثبت أن الرجال والنساء ممن هم في سن الستين يضارعون أبناءهم نشاطاً وحيوية بفعل ممارسة اليوغا المنتظمة.

التنفس الصحيح هو أيضاً من تمارين اليوغا. فلو أتقن الشخص الطريقة الصحيحة للتنفس ولم يتقن غيرها من طرق اليوغا لما احتاج لتمارين أخرى. والأطباء العصريون يؤكدون ما عرفه اليوغيون منذ خمسة آلاف سنة. فالتنفس الصحيح يحول دون النوبة القلبية التي هي السبب الرئيسي لمعظم الوفيات في العالم.

كذلك فإن ممارسة اليوغا تساعد على التخلص أو التقليل من القرحة المعوية والجلطة الدماغية. أضف إلى ذلك التخلص من أوجاع الظهر التي غالباً ما تؤدي إلى أوضاع الجلوس غير الصحيحة التي تتسبب بدورها في الكثير من المشكلات الصحية. فالعمود الفقري ينبغي أن يبقى معتدلاً أثناء الجلوس. اليوغا تعلـّم الشخص ذلك.

الغرض من إبقاء العمود الفقري منتصباً أو معتدلاً هو لتسهيل انتقال التيارات الحيوية بحرية ودون عائق من الدماغ إلى كافة أعضاء الجسم.

كما أن اليوغا تساعد أيضاً على تخفيف الوزن أو إعادة توزيعه بكيفية متناسبة، مثلما تساعد على تقوية الذاكرة وتعزيز قوة الدماغ والتخلص من الرشح أو الزكام في فصل الشتاء. والشعر أيضاً ينمو بوتيرة أسرع بفعل ممارسة اليوغا. فالعقل والجسم يعملان بتناسق تام مما يمنح توازناً دقيقاً على المستويين الجسدي والنفسي.

هناك أشخاص في السبعين من عمرهم ممن يمارسون بارتياح وقفة الرأس ووقفة الكتفين فيشعرون بانتعاش في القوى وخفة في الجسم. كما يجلسون متربعين (في وضع اللوتس) أثناء التأمل، الذي يعتبرونه أفضل الأوضاع وأنسبها للجسم. وهناك أيضاً تمارين تساعد على التحرر إلى حد ما من الجاذبية التي تشد جسم الإنسان شداً إلى الأرض فيحس الممارس بفيض من الحيوية والخفة غير العادية وكأنه عاد طفلاً مليئاً بالقوة والنشاط.

يوجد العديد من الممثلين الذين يمارسون اليوغا لفوائدها الجمة من الناحيتين النفسية والبدنية. بل وهناك الكثير من مشاهير ورؤساء العالم من ممارسي اليوغا لفوائدها العميمة.

كما أن ممارسة اليوغا تقوي الإرادة وتمنح الصفاء الذهني مثلما تساعد على تنمية ملكات الإدراك والتمييز في الإنسان.

(ملاحظة: ننصح الراغبين في ممارسة اليوغا باستشارة أحد الأخصائيين المعتمدين في هذا المجال للتأكد من الممارسة الصحية والصحيحة لليوغا.)

ترجمة: محمود عباس مسعود

مزيد من تعاليم المعلم

برمهنسا يوغانندا Paramahansa Yogananda

على الرابط التالي:

www.swaidayoga.com

لقراءة المزيد من الموضوعات رجاء النقر على Older Post أو Newer Post أسفل الصفحة

No comments:

Post a Comment